23 ديسمبر، 2024 3:17 م

الاعراب أعداء أنفسهم….. ومازالوا

الاعراب أعداء أنفسهم….. ومازالوا

“َكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ”.
الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت والحروب الطاحنة، حيث يقتتل فيها معنا نيابة عن إسرائيل بما أسماهم القدر لنا بإخواننا في الدين ظلما وإنتحالا، والدين منهم براء، ولاندري لحدهذه الساعة أي دين يعتنق هؤلاء الأعداء الاخلاء لبعضهم البعض؟.
لذلك فهم أعداء أنفسهم ومازالوا -كما وصف امثالهم القرآن المجيد بهذه الآية الكريمة: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين”- وهم كذلك أعداء أسيتراتيجيون لنا كأمة وشعب، وأعداء طارؤون للانسانية جميعا، فلاهم لهم غير الكراهية والعدوان، ولاهم لهم بأي حالة من حالات التحضر والتمدن والتطور، وهمهم الوحيد ومهمتهم الوحيدة ممارسة الفساد بأخس انواعه، واراقة الدماء بشكل مريب، وتعمد احتدام الصراع مع الحضارات، ولاعلاقة لهم بمهن ديمومة الحياة والحرف الشريفة المشروعة كالزراعة والصناعة والتجارة وتحسين الاقتصاد وطلب العلم ومزاولة العمل والقيام بالأعمار والبناء وبقية شؤون الحياة، فهمهم الوحيد هو صناعة الموت والدمار وتصدير الأزمات والفوضى العارمة، واعتماد ظاهرة الغزو والاحتلال وفرض الإتاوات كمصدرا لإسترزاقهم وإشباع نزواتهم وشهواتهم الحيوانية والتفنن بالقتل والتعذيب، فالأيام حبلى بمآثرنا، وحبلى بنوازعهم العدوانية وجرائمهم النازية الشيطانية المفرطة النكراء، وهزائمهم المتكررة إن شاء الله.

هكذا يصنع التاريخ عند هؤلاء الاعراب وأشباههم ممن أرتموا في الصحراء وإعتاشوا على اكل الضب والضبع في موائدهم، فتاريخهم مظلم واسود، وضغائنهم وأحقادهم شبيهة إلى حد ما بقذارة موائدهم وبشذوذ نكاحهم وابتعادهم عن الخط الرسالي المحمدي السمح بعد السماء عن الأرض، ونصب العداوة المفرطة لأهل بيته صلوات الله عليهم، وعداوة اتباعهم وتكفيرهم وقتلهم بشراسة ووحشية في جميع الفرص والمناسبات هي من أهم خصالهم وأولويات سلوكهم وتعبدهم.

وبهذا فإن جميع أبواب الانفتاح والحوار والتمدن مؤصدة عندهم، إلا باب النصب والتجريح والتدليس والتزوير والانتحال والقذف والمكر والكذب وإلصاق التهم والتعيير والقتل والتناكر والتهاجر والتناحر وزرع العبوات والاحزمة الناسفة والتفخيخ، ونصب مصائد المغفلين والتلميح بالعدوان والتلويح بتكفير الآخرين والذبح على الهوية والتهجير.

فباليقين اقطع انهم عصابات أموية صهيونية ماسونية ميؤوس من اصلاحها أو احتوائها أو التعايش معها بأمان، سيما وانها تشبعت بالأفكار التيمية الناصبية الشاذة والوهابية أالمتشددة المتطرفة المنحرفة، فتحولوا بذلك إلى وحوش كاسرة بهيئة بشر كصبغة وصموا بها في الدنيا والآخرة.

والمشكلة ان جميع شعارات الأحزاب المنبثقة عن هؤلاء الاعراب بحسب ما يدعون ويزعمون كذبا ودجلا وانتحالا وتدليسا بأنهم:
((“خير أمة أخرجت للناس”وانهم “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”، و”ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”، ” وجعلناكم أمة وسطا”، ، ، الخ)) ، لاستغفال الناس ظنا منهم أن يستدرجوهم للتصديق والمباركة والإتباع، ولكن باتت مسألة التصديق في عصرنا هذا من الأمور الشبه مستحيلة بفضل التطور العلمي التكنلوجي والاليكتروني الذي جعل من العالم عبارة عن قرية قدر تعلق الأمر بالحصول على سيل من المعلومات بكل سهولة ويسر، وبفضل ممارساتهم الاجرامية على أرض الواقع، فصارت مسألة التصديق أقرب اليهم من نجوم السماء، الإ ممن الغوا عقولهم وباعوا ضمائرهم وجشعت نفوسهم نحو كسب المال السحت والاثراء الغير مشروع.

وستظل شعاراتهم الكاذبة هذه وهم وسراب وتدليس لإيهام الناس افتراءا على الله وعلى الناس، وماهم إلا الشجرة الملعونة في القرآن طبقا لرؤيا الرسول الأكرم (ص) بنص القرآن الكريم:”وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن” و”إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين”، وهم بهذا على مايبدو على شاكلة قريبة جدا من اليهود الذين ادعوا كذبا على الله وعلى شعبهم وعلى الناس عبر التاريخ من أنهم ” شعب الله المختار” على آلنقيض تماما بما وصفهم الله سبحانه في سورة الفاتحة المباركة وفي سور أخرى بالضلالة والكذب والعداوة والغدر، فنسوا هؤلاء الأعراب آو تناسوا أن تلك الأمة الوسط المقصودة بالقرآن هم محمد وآل بيت محمد الكرام صلوات الله عليهم جميعا، بقوله تعالى:”وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”، وان اتباعهم -من شيعة امير المؤمنين(ع) ووصي رسول رب العالمين(ص) أي علي وولديه الحسن والحسين(ع)- الموالين المخلصين هم من سيمنون بالفوز العظيم إن شاء الله”ولعنة الله على اعدائهم إلى يوم الدين”.

وان أمتهم التي يدعون ويفتخرون بها على الأمم على مر السنين ماهي الا أمة أموية جاهلية منتحلة ومتداعية وعنصرية خانعة-“تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، ذلك بأنهم قوم لايعقلون”- خانعة لأمريكا وإسرائيل، وواحدة من أهم أدواتهما الطيعة، وأن العدوان والتشرذم والتفكك والانقسام والأحقاد والخيانة والتآمر وصناعة نظريات المؤامرة وتعميمها، واحتقار ومعاداة الأديان والحضارات الاخرى هي من أهم سماتها وميزاتها، ماجعل الكيان الصهيوني يعيش في أرض فلسطين التي احتلها في اواسط القرن الماضي بأمان مطلق ومنقطع النظير، فصار بفضل تصرفات هؤلاء دولة معترف بها وفي رغد من العيش المتمدن الهنيء المواكب للتطور العالمي على عكس اعدائه من العرب والمسلمين في فلسطين وماجاورها، فيبقى الاعراب ومازالوا أعداء أنفسهم، وأعداء مواطنيهم من العرب والمسلمين عبر التاريخ الاسلامي والتاريخ الحديث.

وتبقى السعودية المتمثلة بنظامها وحلفائها هي سيدة ملوك دول الاعراب مع احترامنا الفائق للشعوب العربية الأصيلة التي يأتمرون عليها.
ولاشك ولا ريب في ذلك، فكل الدلائل والقرائن تشير إلى هذا الواقع الخطير، وقد شكل موقع “ويكيليكس” الحجة الدامغة والدليل القاطع البالغ الأهمية لهذا المنعطف الخطير اضافة للأدلة والمعطيات الاخرى المتوفرة لدينا على أرض الواقع، وفضح ويكيليكس خلال نشر عشرات الآلاف من البرقيات والوثائق الديبلوماسية السرية المسربة من السعودية كحجة دامغة عليها بتورطها بتفريخ الارهاب ودعمه بمختلف الطرق المادية واللوجستية، وتجنيد آلسياسيين والمتأسلمين من ضعاف النفوس للانخراط بهذا المنزلق الآبق الخطير مقابل حفنة من مال البترودولار الزائل عن قريب، ووثائق ويكيليكس تشير أيضا بتورط سياسيين عراقيين بالتجسس والتعامل مع دول أجنبية أخرى اضافة للسعودية وبعض دول الجوار التي أوبقت بحق جيرانها في سوريا والعراق والبحرين اضافة لليمن، وأعتقد انه سيحدث بما يشبه ردة الفعل ستكون ربما على شكل ربيع عربي عراقي، أو بالأحرى يسمى ب”مسار عربي عراقي حقيقي” لحساسية ذلك الاسم، والشرارة الاولى لهذا المسار ستنطلق من العراق على ما اظن والبدء سيكون بتطهير العملية السياسية في العراق وتنقيتها من الساسة الخطائيين ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة بالقول الفصل القانوني العراقي، والاتجاه بالعملية السياسية في البلد إلى منعطف الحكم الرئاسي !!

وإن أهم ماورد بهذه الوثائق هو فضح مخططات المملكة العربية السعودية السرية عن دورها في رعاية الإرهاب وتصديره إلى دول المنطقة في سوريا والعراق، وشراء ذمم بعض آلقياديين آلسياسيين العراقيين وأصحاب النفوذ لاقامة تحالفات جاسوسية مشبوهة تعمل لصالح السعودية ومناهضتها لشيعة العراق وايران.

وان معظم الوثائق كشفت تورط “مسعود البارزاني وأسامة النجيفي” باستجداء وتلقي المال السعودي وامتهان العمالة للأسف لصالح النظام السعودي لقيادة حملة اعلامية مشبوهة للتنكيل بالسيد نوري المالكي على سبيل المثال، والسعي لإسقاط حكومته السابقة آنذاك وزعزعة أمن البلد وانتهاك سيادته وافشال العملية السياسية الديموقراطية بغية عدم تعميمها لدول الخليج، وذلك بتوجيه ودعم تركي وقطري اضافة للسعودية.

أقسم، ماكتبناه وماسعى لكتابته معظم “الكتاب الوطنيين الشرفاء” من أصحاب الغيرة العراقية والأقلام الحرة النظيفة في جميع مواقع النت ومواقع التواصل الاجتماعي في سالف الأيام يفوق في حقيقته ودقته ما نشره موقع ويكيليكس عن دور الدول الاقليمية وبعض دول الجوار والخليج وتركيا وقطر في اذكاء ظاهرة الإرهاب وأداتها داعش وانعاشها ودعمها ماليا ولوجستيا واعلاميا بالتعاون الوثيق مع الخونة من بعض آلسياسيين المارقين في العراق، ولكن لاحياة لمن تنادي !!.

إن الشعب العراقي العظيم يعي هذه الحقيقة، وسكوته لايعبر بالضرورة عن خنوعه أو غفلته أو قلة وعيه أو نضوب عطاءه بقدر مايعبر عن حكمته وحلمه ورباطة جأشه وتجاربه وخبرته المتراكمة وتاريخه العريق ومآثره المشهود لها على مر التاريخ، ولكن وبعد توفر الحجج الدامغة فهناك لكل حادث حديث، والأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت التي سيثبت فيها هذا الشعب المظلوم للعالم أجمع، أنه شعب عظيم وعزيز لايقبل الذل والهوان، وسيقول لهم حينذاك من هو الشعب العراقي ؟!!.

ومن الآن إذا إرادت الحكومة العراقية أن تحترم شعبها، وتحترم تاريخها ودورها، أن تستجمع هذه المعطيات بالأضافة للأدلة السابقة المتوافرة على أرض الواقع العراقي بالاضافة إلى ما حركتها وثائق ويكيليكس، فتقيم بها شكوى للأمم المتحدة والمحاكم الدولية وجميع الهيئات والمنظمات الانسانية العالمية، واقامة الندوات والمؤتمرات لادانة وفضح الدور السعودي المشبوه وحلفائها في اذكاء ودعم الإرهاب في العراق الذي تسبب بأزهاق عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، اضافة لالحاق الضرر الكبير بالبنية التحتية والاقتصاد العراقي والمطالبة بالتعويضات على غرار التعويضات الانسانية والمادية التي دفعها العراق للكويت ودفعتها ليبيا لذوي ضحايا لوكربي.

وكل هذه الوثائق غيض من فيض، ولا تشكل الا نسبة ضئيلة لا تتعدى جزء من أجزاء آل 1% إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار عن نشرعلى ما يربو على 60000 وثيقة نشرها موقع ويكيليكس، فما بالنا بنشر 500000 وثيقة أخرى تنشر في غضون الأسابيع المقبلة بحسب ماأشارت اليه وسائل الاعلام الموثوقة؟؟!!!

إن معظم العقلاء والمتابعين لهذه القضية في جميع أنحاء العالم لايساورهم ادنى شك في اثبات صحة هذه الوثائق التي أطلقها موقع ويكيليكس المتمثل بمديره “السيد جوليان أسانج”، اللاجئ السياسي في لندن الهارب من قبضة القانون الأمريكي منذ عدة أعوام والمطلوب والمطارد من قبل الحكومة الأمريكية لمقاضاته بتهمة الخيانة في فضح أسرار الإدارة الأمريكية، وهذا دليل قاطع على صحة وصدق ذلك الموقع وتلك المعلومات التي تتضمن أدلة دامغة على تورط النظام السعودي في هذه القضية، سيما ان هذا الشخص أجنبي وليس باستطاعته ان يقوم بعملية تزوير وفبركة لهذا الكم الهائل من المخاطبات والبرقيات والمخابرات، سيما انها تحمل اختام وتواقيع المسؤولين السعوديين في وزارتي الخارجية والدفاع.

إذا لم تكن الحكومة العراقية بمؤسساتها الثلاث غير معنية بهذا الأمر افتراضا، فان المعني بهذا الأمر قطعا هو الشعب العراقي الكريم، أو على الأكثر أن من يمثله من آلنواب العاكفين تحت قبة البرلمان هو المعني الحقيقي والواقعي والاخلاقي بهذا الأمر الشائك, فالتحرك على وجه السرعة لمعالجة هذه التداعي المشين, لخطورة القضية وعلاقتها الخطيرة بحاضر ومستقبل العراق والعراقيين واعتبارهم بات مطلب شعبي ووطني وشرفي، قدر تعلق الأمر بعمالة السياسي الذي أئتمنه الشعب بتمثيله، مع قيامه بممارسة الخيانة العظمى والعمل على زعزعة الاوضاع الداخلية وتقويض نظام الحكم الديموقراطي فضلا عن مساندة الارهاب ودعمه بشكل مفضوح من خلال التخابر مع دولة أخرى راعية للارهاب وبامتياز وقبض الأموال لقاء ذلك.
فقد آن الأوان رغم ما آلت اليه المعطيات والمبرزات الجرمية سابقا دون أن تأخذ مسارها في الحراك القانوني والديبلوماسي والإعلامي الفاضح، وعليه وجوبا أن يباشرالان في العمل على تحريك جميع القنوات الرسمية للسير قدما بهذا الاتجاه بغض النظر عن إنكار من يعنيهم الامر وسولت لهم انفسهم للانحدار بهذا المنزلق وإستهزائهم بتلك القرائن والحجج، قبل فوات الأوان وقبل أن يقول الشعب كلمة الفصل، ولاعذر لمن اعذر.

“قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُون”.
والله ولي التوفيق.