13 مارس، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

الاعدقاء!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يزخر المشهد السياسي العراقي بالكثير من الغرائب والتي لاتجدها الا في العراق فقط ,ومنها على سبيل المثال لاللحصر وجود كتل في الحكومة تنهب كل شيء وترفع شعارات المعارضة والاصلاح ,واخرى تتحدث عن حصر السلاح بيد الدولة وهي منغمسة حتى اذنيها بنشر السلاح لا بل والاتجار به بالسوق السوداء .
الاغرب من كل ذلك ان علاقات العراق الخارجية ايضا ارتسمت عليها ملامح التناقض والازدواجية , فبات صديقا للاضداد واصبح مع حليفا للاثنين ,وان كان يميل ميلا شديدا باتجاه القوة الاقليمية (الايرانية )على حساب القوة الكبرى الدولية(امريكا).
ان اتباع انظرية(الاعدقاء) المضي فيها لم يعد امرا مقبولا لدى واشنطن ومعسكرها ,فرفض منح عبد المهدي واعضاء حكومته (فيزا) تأشيرة الدخول لواشنطن وعدم تحديد موعد له لزيارتها والاجتماع بالرئيس الامريكي ترامب يظهر ان الولايات المتحدة لم تعد تقبل من الحكومات العراقية الازدواجية واعتماد نظرية ان تكون بين الاثنين ,صحيح انه في العلاقات الدولية هنالك شيء اسمه الحياد ,لكن ابناء العم سام يعلمون ان حكومة عبد المهدي ليست محايدة وان طهران نفسها اعترفت اكثر من مرة انها وراء تشكيلها والاطاحة بكل من يعارضها او يتخذ موقفا محايدا من ازمتها المسترة مع واشنطن وحلفائها.

ان السياسة الامريكية في عهد ترامب تختلف عن سابقيه فهو موقف قائم على التخدنق معي او ضدي وهي تسرب بين الحين والاخر مؤشرات تفيد بانها لن تقف مكتوفة الايدي تجاه النفوذ الايراني بالعراق وحكومته وكما حصل بوضع 4 من كبار قادة الفصائل على لائحة العقوبات ,ولذا فمن العقل ولاجل مصلحة العراق على الحكومة التعامل بعقلانية ,ولكن انى لها ذلك وهي بنظر واشنطن انها حكومة فصائل (مليشيات) وانها ضعيفة ولن تقوى على الصمود بوجه اي موقف اذا اندلعت المعارك بينها وايران ,وهي رسالة اوصلتها امريكا للسيد عبد المهدي .

رب قائل لما كانت تتقبل امريكا مثل هذه العلاقة الوسطية ايام الحكومات السابقة ,هل لانها كانت عميلة للبيت الابيض ام لكونها معادية لطهران,والجواب كلا بل لان ترامب يختلف عمن سبقوه اولا , وثانيا لان الحكومات العراقية كانت اكثر استقلالية من الحالية ,فضلا عن وجود رؤساء حكومات يتمتعون بالقوة والحزم اكثر بكثير من رئيس الوزراء الحالي بما يمتلكونه من ثقل برلماني ساحق بعكس عبد المهدي الذي غالبا مايكل كل القرارات الحاسمة للتوافقات وهو مااعترف به علنا ,مما جعل الكتل باتت تحكمه ولايحكمها وتملي عليه وتفصل المناصب حسب ماستحصل عليه من المكاسب ….والحقيقة ان عبد المهدي صار محكوم لاحاكم ومغلوب على امره لاغالب,وهو ماشخصته القوى الدولية قبل المحلية وباتت تتعامل بموجبه معه !! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب