الإنجاز يعني حرص الفرد, على تحقيق ما يراه الآخرون صعباً, وقد يصل عند بعضهم حد الاستحالة, ليكون إعجازا لمن يحقق ذلك الأمر الصعب.
عدة أعمال اتخذها بعض الساسة, شعارات قُبيل الانتخابات, لم تجد لها طريقاً للتنفيذ, كون الذي نادى بها لا يمتلك, أدنى خطة لتنفيذها! هذا يعني انها مجرد أقوال, لا جوهر لها, فجوهر القول هو التنفيذ على الواقع, وليس هذيان أو مسودة إعلام, سرعان ما تلقى في سلة النفايات, بعيد الانتخابات مباشرة.
إلا أننا نرى وزارة النفط بإدارتها الجديدة, قد سعت بما لم نسمع به من قبل! أزمة المركز مع الإقليم, تم كسرها في زمن قياسي, أنتجت اتفاقاً مبدئياً مع الحكومة المركزية, كما ساهمت تلك الادارة, بقيادة عادل عبد المهدي, بتسكين سعر النفط العالمي, للانطلاق نحو رفع السعر, لرفد الموازنة العراقية الأحادية المورد.
إن ما يثير الإعجاب حقاً, ليس تلك الاعمال بالرغم من كونها إنجازات, تُحسَب لصالح السيد الوزير, فهناك منجزات قام بها تستحق أن تكون إعجازاً؛ فقد تم السير لتأسيس شركة نفط الناصرية, لوصول إنتاجها لأكثر من 150000 ب/ي, وما يعود هذا على أهالي المحافظة, من تشغيل أبناءها وزيادة مواردها.
إلا أن ما يُحَيِّرُ العقول, بناء خزانات للنفط الخام في موانئ البصرة, حيث كان يتم تصدير النفط العراقي, عبر أنبوب ما بين الآبار والميناء, مما يجعل تلك العملية, معرضة للسرقة والهدر, إضافة إلى توقف الآبار, حين يكون البحر غير ملائم للإبحار, مما يؤدي لقلة التصدير.
حقا إن تلك الأعمال, تستحق أن يُطلق عليها, إعجازاتٌ وليس إنجازات, لسببين رئيسيين هما, تطبيق الشعار الى واقع, مضافاً اليه الفترة الزمنية القياسية, فماذا بعد ذلك يا عبد المهدي؟
إن الأزمات الاقتصادية، بحاجة الى عقول قادرة على إدارة الأزمة، والمقدمات للحلول بين أيدينا، من خلال الإتفاق مع الإقليم الكردي، الذي حَلَّ عُقَداً عديدة إلى جانب الحل الاقتصادي، وهو عمل جرى بالتوازي مع نشاط كبير على عدة صعد، أشرنا الى بعضها آنفا، لكن بعضها مثلما هو معروف قيد التخطيط والإعداد.
ومن المؤكد أن العراقيين سوف لن يتحدثون عن فساد في القطاع النفطي، أو سوء إدارة وتخطيط، أو ضياع للحقوق، فهذا ما لا يمكن لأحد تصور حدوثه تحت إدارة عبد المهدي، ليس لأنه عبد المهدي فقط؛ ولكن لأن عبد المهدي جزء من منظومة سياسية موثوق بها، فضلا عن أنها، أي المجلس ألأعلى الإسلامي العراقي، القوة السياسية الوحيدة، التي قدمت برنامجا حكوميا متكاملا، إذا أمكن تحقيق نصفه على الأقل، فنحن كعراقيين بخير.!