من الامور التي اعتادت عليها الشعوب التي تؤمن بالديمقراطية هي ان تقوم بإبداء رأيها في حالة وجود حالة خاطئة في الحياة سواء في الحكم ام في غيره من امور البلاد وقد يتطور الامر الى ابعد من ابداء الرأي والنقد الى الخروج بمظاهرات ومن ثم الاعتصامات كوسائل ضغط لتحقيق الهدف المنشود ودائما تنتهي هذه الامور اما بتحقيق المطالب او بتسويفها او بقمع المظاهرات والاعتصامات والامثلة كثيرة جدا في هذا المجال فهل ما قام به التيار الصدري يجري في هذا السياق ام ان هناك هدفا اخر ، انا اقول ان هذا السيناريو لا ينطبق على التيار الصدري خصوصا في موضوع الاعتصام الذي يجري حاليا امام مداخل المنطقة الخضراء لعدة اسباب منها :
1. ان الذي يخرج بالمظاهرات والاعتصامات انما هو يحاول الضغط على الحكومة لتحقيق ما يريد وهو لا يملك غير ذلك واما بالنسبة للتيار الصدري فهو خرج في المظاهرات والاعتصامات لا ليضغط على الحكومة وانما خرج ليغير هذا الوضع ومنه الحكومة .
2. في كل دول العالم التي تخرج فيها المظاهرات يمكن التسويف والمماطلة واما مع التيار الصدري وخصوصا قيادته فالأعداء قبل الاصدقاء يعلمون انه لا يمكن ذلك معها ابدا .
3. في كل دول العالم يمكن قمع المظاهرات التي تخرج مطالبة بالتغيير واما مع التيار الصدري فلا يمكن ذلك لان التيار عبار عن حشد مليوني من اقصى العراق الى اقصاه فكيف يمكن ابادته .
4. انا اعتقد ان مصطلح الضغط على الحكومة يذهب كثيرا الى الحكومة القادمة لان هذه الحكومة سوف تتغير لامحالة .
اذن فالاعتصامات الجارية الان ليست اجراء يمكن القيام به كما يحدث في سائر البلدان انما هي عبارة عن خطوة قبل الاخيرة لتغيير الوضع الفاسد ولا يمكن انهاء تلك الاعتصامات الا بالتغيير المنشود فاذا لم يتم ستأتي الخطوة اللاحقة والتي لا يعلمها الا الله ومن طالب وامر بالإصلاح وهو السيد القائد مقتدى الصدر فقط .