بعد غيبة السيستاني التي شبهها البعض الساذج بغيبة الامام او النبي عن قومه الذين لم يطيعوه وخالفوا ما يريد لهم من خير وصلاح , يجري الآن التمهيد لظهور وعودة السيستاني من جديد في سيناريو بدت تفاصيله واضحة عند كل لبيب , فبقاء الساسة والمليشيات المتسلطة وديمومة سطوتهم وضمان تحقيق مشاريعهم مرتبط ومرهون ببقاء السيستاني وتدخله وواجهته وقدسيته المفتعلة , وهم كلهم سواء وشركاء في المنهج والمصالح والولاء لإيران ومشروعها في العراق والمنطقة , وخصوصا ان الحاجة الماسة الى الفتوى السيستانية تزداد في نظرهم للانتخابات القادمة اذ ما بقت العملية السياسية على حالها التي تخطط لها مليشيات الحشد الطائفي للاستحواذ الكلي على مقاليد السياسة في العراق وكلنا سمع ويسمع الترويج الإعلامي من الآن لبعض القادة المليشياوين على استحقاقهم مناصب عليا في الحكومة بحجة ما قدموه من تضحيات للمذهب والمقدسات , وهذه لا تتم الا بإرجاع الهيبة والقدسية التي ثلمت وانتقصت قيمتها لمرجعية السيستاني و وهنا لابد من فوضى خلاقة على غرار النظرية الامريكية ومن ثم البحث عن حلول تكون كفيلة بالإنقاذ تعطي لصاحب الحل المنزلة والترحيب والانبهار ومن ثم ليقال لولاه لهلكنا , وهذا عينه يجري الآن تمهيد لعودة السيستاني كمنقذ وصمام أمان وترويج اعلامي للمقارنة بين عدم تدخل السيستاني وتدخله , فعندما قرر الغيبة الاعتزال وعدم التدخل كيف رأيتم الفتن والأزمات والبلد والعملية السياسية وصلت الى جرف هار ولكن بعودته وتدخله وأدت الفتنة وعاد الأمان !! اللاعبون في العملية التمهيدية هذه كُثر والمخططون قليل , كل منهم له جزاء فليس هناك شيئاً بالمجان , فبعد ركوب موجة التظاهرات وتجيرها لتيار معين وشخص بعينه واعطاءه هالة إعلامية ومنحه عناوين رنانة تلمع صورته بعد أن اصبح الإصلاح والتغير امنية وحلم للشعب ومن هذه الحيثية يستغلون البؤس والتعاطف الشعبي الذي تعاطف سابقا حتى مع بوش وكانت مستعدا للقبول بحاكم يهودي ينقذهم من واقعهم البائس , وبعد تطور الأمر الى الاعتصام وشهود حالات من الجذب والشد والتهديد وما يكتنفه من حرج وعناد وانتصار للنفس فلا يخلو الامر ويحتمل جداً أن تحدث بعض الاحتكاكات والمصادمات التي لا يحمد عقباها , عندها يحتكم الجميع للمرجعية للبت في القضية وما يؤكد هذا الكلام ظهور بعض الدعوات من بعض قادة المليشيات وبعض الساسة بهذا الشأن الأمر الذي لا يرفضه او يعترض عليه صاحب الاعتصامات او المؤيد او المعترض عليها فالتأييد سيكون بالأجماع !! وقد حدث هذا الأمر والسيناريو سابقاً في احداث النجف وخروج السيستاني الى لندن ثم عودته بهالة إعلامية كمنقذ ومصلح له الأمر والقول الفصل !!
وهنا ستتحقق عدة أمور وهذه المرة ليس كما يقول المثل عصفورين بحجر واحد بل عصفورين في عشرة بحجر واحد !!
1- صاحب الدعوة للاعتصامات المعروفة بتراجعه والانقلاب السريع على مواقفه هذه المرة سيتراجع عن موقفه بعذر يكون مقبول بنظر أصحابه ونظر معارضيه لأنه لا كلام فوق كلام المرجعية ولا إعتراض !
2- عودة ريمة لعادتها القديمة الوجوه نفس الوجه والوزراء نفس الوزراء وان تم التغير فهو شكلي وتكنوقراطي بالاسم فقط والحجة ان الفرصة سانحة للشعب ان يقول كلمته في التغير خلال الانتخابات القادمة وفي تجربة ديمقراطية سلمية تعطي القوة للدولة وتفوت الفرصة على الارهابين الذين يستغلون الحراك الشعبي بالتظاهر وغير لصالحهم !
3- وأد التظاهرات واطلاق رصاصة الرحمة عليها بعد تدخل السيستاني والاتفاق على صيغة حل تكون مدة سريان مفعولها الى الانتخابات القادمة وعليها لا جدوى من
التظاهر بقدر ما يكون توحيد الجهود ضد داعش لتحرير المدن المحتلة !! بل يحظر التظاهر
4- الحكم والفيصل والقرار بيد المرجعية العليا الرشيدة الحميدة المصلحة المنقذة نقوم ونقعد بأمرها و هي صمام الأمان ونحن بيدها كالميت بيد المغسل !
5- تنفس الصعداء للمليشيات المجرمة وللساسة الفاسدين واعطاءهم الأمان !
6- تجديد العهد ولولاء لإيران وتمكينها رسمياً من العراق وشعبه وثرواته بعد اهتزاز تواجدها وهمينتها في سوريا خصوصا بعد الانسحاب الروسي !!
وعليه الكل يدور في فلك السيستاني وايران ويدعون الإصلاح والتغير والوطنية والحقيقة ان سبب المآسي والظلم والجور والفساد والدمار هو السيستاني وايران فلا خلاص و لا صلاح الا بخروج ايران من اللعبة وبتنحي السيستاني والى الأبد , وكما قال المرجع العراقي العربي السيد الصرخي (أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها اصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم..)) وقال (أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، مؤكدا أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ )