15 نوفمبر، 2024 5:44 م
Search
Close this search box.

الاعتراف الامريكي

الاعتراف الامريكي

منذ اسبوع والاعلام الامريكي يتحدث وعلى لسان محللين سياسين ومسؤولين امريكان بأن الولايات المتحدة اخطأت في العراق , اذ انها لم تكن تعلم عن طبيعة العراق من الناحية الاثنية والقومية وبات عليها تصحيح الوضع !!!

لانريد ان ندخل في خانة نظرية المؤامرة , سنقول ان نوايا الامريكان سليمة وأنهم اجتهدوا فأخطأوا ,  لكن هل هذا هو الخطأ الوحيد ؟ هل يليق هذا الكلام بدولة عظمى وتلقب بسيدة العالم ؟ كيف ستصحح خطأها هذا ؟

 الاخطاء كثيرة ابتداءً من كوبا وفيتنام وكمبوديا والصومال ويوغسلافيا وافغانستان وانتهاءً بمصر وسوريا والعراق,  ولن يكون العراق اخر الاخطاء , كل هذه الدول قد تعرضت لتهديدات واعتداءات من قبل الولايات المتحدة الامريكية وذهب الكثير من الضحايا وحل الكثير من الدمار , والامر الذي يزيدالموضوع غرابة ان اكثر هذه الحروب تدخلت امريكا يساندهاحلف دولي , هذا يعني انها تداولت وناقشت الموضوع بجلسات عديدة بمشاركة خبراء سياسين وعسكرين واقتصادين وعلماء اجتماع , ومع ذلك تقول انها اخطأت ؟ كيف ان يعقل ان كل هذه الدول المتحالفة اخطأت وهل هذا الكلام مقبول ؟وكيف ستصحح خطأها؟

هذه الاخطاء المتكررة تقودنا الى نتيجة وهي ان امريكا غير مؤهلة لتكون سيدة العالم , و امتلاكها لترسانة الاسلحة النووية بات امر خطر ويهدد السلام العالمي والسلم المتجمعي , وان تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الاخرى  يفتقر الى الحكمة ومن يفتقر الى الحكمة لن يكون سيد على العالم ولاحتى على قومه , الصين والاتحاد السوفياتي السابق وروسيا اليوم , وقفا متفرجين في اغلب هذه الاحداث , هل ارادا ان يروا  العالم حماقة الولايات المتحدة الامريكية وبذلك يكونان قد اسقطاها في الفخ , وهل هذه الارواح التي سحقت والبنى التحتية التي دمرت والثروات التي سرقت واهدرت بمستوى هذا الفخ ؟

اذاً اعترفت امريكا بخطأها وعليها تصحيحه , لدينا مثل شعبي يقول ( الي كسرها يحش عليها ) اي ان ماحدث في العراق من دمار مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية ومن حالفها وعليها اعادت اعمار العراق وصرف التعويضات لأهالي الضحايا , هكذا يقول المنطق . لكننا نريد اليوم منها احلال السلام في بلدنا وهي قادرة على ذلك من خلال تسليح العراق تسليحا ممتاز واعادة بناء الجيش العراقي على اسس مهنية وعقيدة وطنية , ان تقف ضد كل الدول التي تتدخل بالشأن الداخلي للعراق وخصوصا الدول المجاورة وهي قادرة على ذلك , حماية حدوده الى  ان يقف الجيش على قدميه التي  دمرته , ودعمها للقوى الوطنية الديمقراطية الحقيقية لاستلام زمام الامور التي بدورها ستعمل على كنس كل المرتزقة والفاسدين لتبني بلد على اسس ديمقراطية مجتمعية , واحراق كل اوراق الطائفين واطفاء نار الفتنة التي مزقت البلد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات