الفرد هو نتاج المجتمع ويعكس سلوكه الايجابي و السلبي جراء ملازمته لبيئته ، وهذا لا يعني عدم وجود حالات استثنائية بينهما . اما بشأن الانظمة السياسية فهي لا تقل اهمية في التأثير وتغيير سلوك الشارع بسبب امتلاكها ادوات اكثر تأثيراً من حيث المال الذي تمتلكه والقدرات المادية الهائلة فضلاً عن استثمار الفكر الجمعي للجماعات التي تدعم وتساند تلك الانظمة . وباتت الانظمة السياسية اكثر فاعلية من المجتمعات جراء عوامل متعددة اهمها العولمة واستجابة الافراد وتقبلها للتحولات التي توجدها الانظمة السياسية سواءاً كانت طوعاً او كرهاً . والذي نواجه اليوم في العالم نجد كلٌ يغني على ليلاه حتى وان بانت الصورة الحقيقية لكل نظام سياسيي في توجهاته الفكرية والايدولوجية فالقوي هو صاحب السطوة الامكانيات الاقتصادية والعسكرية ويتبوأ مركز القرار كما نراه في مجلس الامن الدولي وبالتالي يتحكم بادوات السياسة الرئيسية وفرض اراءه وافكاره ، لذا لم يكن خافياً على الشعوب ماذا يحدث . ولكن امام هذه المعطيات اصبحت عاجزة عن التغيير الا باستخدام الثورات كما حدث في الربيع الدموي العربي . اذاً الانظمة السياسية الكبرى في العالم هي من تدير اللعبة وليس الشعوب بالرغم مما تؤكده الديمقراطية بان الشعوب هي المحرك وهي صاحبة القرار وهذا لا يتحقق الا في الديمقراطيات العتيدة والتي لا تكون رصينة مهما بلغت لان ادوات السياسة تفرض نفسها احياناً لتغيير الملامح والصورة الناصعة لما يسمى بالديمقراطية التي نتغنى بها جميعاً . بالامس القريب كان ( أمير قطر السابق حمد ) يُعلن صراحة التدخل بشؤون العراق والعمل على تقسيمه ولا زال يعمل ضمن مخطط ضيق الرؤى و ما يسمى بالمشروع ( القطري – التركي – السعودي ) لادارة الازمة في العراق من خلال جهات متواطئة معه وتوكيل الهارب ( طارق الهاشمي ) لترأس غرفة العمليات في قطر . اليوم يُعلن الامير الجديد تميم ان قطر لن تكون طرفاً في افتعال ازمات المنطقة وانما داعماً لكل التوجهات التي تهدف الى تهدئتها . في حين توجهت الانظار الى الامير الجديد لتصحيح ما احدثه ابيه من تسخير الاموال القطرية في دعم تنظيمات القاعدة سواءاً في العراق و سوريا و مالي وليبيا و مصر . نعتقد ان مراجعة ( الامير الجديد ) بفشل المخطط التآمري ليس في العراق فحسب وانما في سوريا ايضاً سوف يجعل قطر تساهم في تصحيح المسار الاقليمي المتفجر وعدم التدخل في شؤون المنطقة كي لا تكون شرطياً (تركياً ) جديداً بديلاً عن ايران عندما كانت في عهد الشاه المقبور حارساً ومنفذاً للسياسات الامريكية في الخليج العربي والمنطقة .