ليس هناك من نظام سياسي في العالم کله يمتلك سجلا أسودا حافلا بمختلف الجرائم والمجازر والانتهاکات بحق الشعب کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي يمکن القول بأنه قد تجاوز الحدود وتمادى کثيرا في التعامل القاسي مع الشعب خصوصا وإن هذا النظام لم يکتفي بالممارسات القمعية والجرائم المختلفة ومصادرة الحريات والحقوق بل إنه قام بکل مامن شأنه إفقار الشعب الايراني وإيصال 60% من الى مادون خط الفقر، ولعل قيام الشعب الايراني بأربعة إنتفاضات عارمة ضد النظام إضافة الى أعداد لايمکن أن تحصى من التحرکات الاحتجاجية والنشاطات المضادة للنظام من تظاهرات وإعتصامات وإضرابات ووقفات إحتجاجية، يدل على إنه لم يبق أية حلقة وصل بين هذا الشعب وبين النظام.
41 عاما من الجرائم والانتهاکات والاخطاء الفظيعة التي إرتکبها النظام الايراني شکل جدارا عازلا بينه وبين الشعب الايراني ولايمکن أبدا للشعب أن يغفر لهذا النظام بأن جعله من أفقر الشعوب وصار يعاني من أسوأ أوضاع معيشية في وقت يمتلك بلاده ثروات طبيعية معدنية وزراعية هائلة بحيث لو کان هناك أية حکومة وطنية أخرى لأصبح الشعب الايراني من أکثر الشعوب رفاهية وتنعما في المنطقة والعالم ولکن النهج المشبوه للنظام الايراني وإستخدامه ثروات ومقدرات الشعب الايراني من أجل مصالحه الضيقة جعل الشعب يدفع الثمن غاليا جدا، واليوم، وبعد صمت مشبوه يخرج دعي الاصلاح والاعتدال”محمد خاتمي” ليعلن بمناسبة عيد النوروز بأن”على جميع السياسيين، سواء أولئك الذين في السلطة أو خارجها، وكانوا ذا صلاحيات كبيرة أو ليست لديهم صلاحيات، الاعتذار للشعب”!! وخاتمي هذا يريد أن يمسح کل جرائم وفظائع النظام بحق الشعب الايراني بهکذا إعتذار مسرحي هدفه إمتصاص نقمة وغضب الشعب والتغطية على الجرائم الفظيعة التي تم إرتکابها بحق الشعب والتي کان من أکثرها دموية مجزرة صيف عام 1988، عندما تم إعدام 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق بناءا على فتوى مشبوهة وظالمة من خميني لمجرد کونهم أعضاء أو أنصار تلك المنظمة!
محمد خاتمي الذي لعب دورا کبيرا في تجميل الصورة القبيحة للنظام الايراني بأن خدع العالم بمزاعم الاصلاح والاعتدال التي لم يتحقق أي شئ منها بإعترافه شخصيا، وفي عهده تم الشروع بالبرنامج النووي المشبوه للنظام کما إنه وفي عهده تم تنفيذ أقذر مٶامرة بحق النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية ضد هذا النظام الاستبدادي عندما تم إدراج مجاهدي خلق بناءا على صفقة مشبوهة ضمن القائمة السوداء، وجاء خليفته روحاني ليکمل مشوار الکذب والخداع في مسرحية الاعتدال والاصلاح التي صار معلوما للعالم کله وليس للشعب الايراني کذبها وخوائها، وإن خاتمي عندما يبادر اليوم الى إعلان هکذا موقف فإنما ذلك من أجل إنقاذ النظام من غضبة الشعب ومن المحاسبة في المحاکم، ولاريب من إن هذا الاعتذار لايمکن أن يکفي أبدا من دون محاسبة جميع الذين شارکوا في إيصال الشعب الى الاوضاع الحالية وجعلهم يدفعون الثمن.