الاعتذار عن الخطأ صفة الشجعان

الاعتذار عن الخطأ صفة الشجعان

 إن الحياة ، وما فيها صعاب تجعل البعض منا ، يرتكب بعض الأخطاء من قصد أو  من- دون قصد تجاه الآخرين، بسبب تصرفاته أو كلماته أو سلوكه غير المقصود، مما يؤدي إلى ردود فعل سلبية من الآخرين ، وبالتالي،يخلق له عداوات أو خصومات ،  لذلك يلجأ البعض من أصحاب الخلق العالية لمعالجة ذلك الخطأ، في المبادرة فيتقديم الاعتذار، عما بدر منه، تجاه من أساء لهم، وتكمن الشجاعة الحقيقية في القدرة على مواجهة الأخطاء،والاعتراف بها، بديلا من إنكارها أو تبريرها.

    يعد الاعتذار من الصفات النبيلة التي يتصف بها بعض الأشخاص، إذ؛ تنعكس ايجاباً على مجمل علاقاتهم المجتمعية، وتدل على سمات الأدب والأخلاق التي يتحلى بها صاحب الاعتذار، وهو سلوك حضاري يدل على تحملالمسؤولية، ويعد من علامات قوة الشخصية وتواضعصاحبها، ويزيد من الاحترام المتبادل بين الناس، ويسهمفي إصلاح الأخطاء، وتجاوز الخلافات الموجودة بين الأطراف، ويعيد الثقة المفقودة بين البعض، ولا يقلل الاعتذار من قيمة المعتذر، بل يزيد احترام المقابل له، هو فعلا نبيلاوكريما يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها، فكل إنسان يخطأ بسبب مشاغل الحياة وقساوتها.

       قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيه الأكرم محمد (ص) :

( فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين ) سورة آل عمران : الآية 159.

     قَالَ رَسُولُ اللَّهِ محمد (ص)‏:‏ ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) صدق رسول الله.

   ليس العيب بالخطأ ، ولكن العيب بالإصرار على الخطأ،والإنسان الناجح يتعلم من أخطائه، وتكون مدة خطئه ندماً،ودرساً ، والذي أخطأ بحق غيره، عليه الاستفادة منه في التعامل مع الغير، وعدم التسرع في إطلاق الكلام أو التصرف غير الصحيح، والذي ليس في محله.

   إن الاعتذار يعطي الأمل في بتجديد العلاقة بين الأصدقاء والأهل، ويحث على تحسين العلاقة مع من أخطأ معه ،والشعور بالندم على تسيب الأذى للآخرين، والرغبة في تصحيح الوضع للمخطأ بحقه، ويعيد الاحترام للذين أسيىءإليهم، ويجردهم من الشعور بالغضب .

وفي هذا الجانب؛ يقول الشاعر:

فهبني مسيئاً مثلما قلت ظالماً       فعفواً جميلاً كي يكون لك الفضل

          فإن لم أكن للعفو عندك لسوء ما   جنيت به أهلا فأنت له أهل

   نخلص مما كتبناه، أن الحكمة من الاعتذار، تكمنفي تعزيز روابط العلاقات الاجتماعية وإنسانية، فهو ليس مجرد كلام يقال من المعتذر، بل فعل؛ يعكس تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، ويساعد في استعادة الثقة بين المختلفين، ويسهم في بناء مجتمع أكثر تسامحاً وتفاهماً.