10 أبريل، 2024 7:53 م
Search
Close this search box.

الاعتدال و الاصلاح الوهمي بديلا عن التغيير

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع إن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حققت نجاحا نسبيا في خداع المجتمع الدولي من حيث دفعه لکي يصدق بأن هناك فعلا جناح معتدل و إصلاحي في طهران، لکن مرور الاعوام و التمعن في تجارب هذا الجناح في الحکم، کان کافي لکي يفهم العالم کله بأن الاعتدال و الاصلاح بمعناه الحقيقي و الواقعي لاوجود له في إيران على وجه الاطلاق.

مايسمى بجناح(الاصلاح و الاعتدال)، في إيران و الذي هناك تشکيك دولي في مصداقية الشعارات التي يرفعها و ينادي بها، يخوض صراعا ضد الجناح المتشدد في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن وکما يبدو فإن هذا الصراع هو صراع على القشور و ليس على الجذور، بمعنى إنه صراع من أجل المصالح و ليس من أجل التغيير الجذري کما تدل ظاهر الشعارات البراقة للجناح الاول.

محمد خاتمي، أول رئيس حمل شعار الاصلاح و الاعتدال و نادى بحوار الحضارات و الانفتاح على العالم و راهن عليه الکثيرين ظنا منهم بأنه سيحدث التغيير المطلوب في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظام ولاية الفقيه، لکن الذي لم يلاحظه و يلتفت إليه الکثيرين ولاسيما أولئك المراهنين على هذا الجناح المخادع، إن خاتمي بنفسه الذي أمضى 8 أعوام في الحکم، قد أکد قائلا:( يجب أن لايراودنا شك بأن مجرد التفکير بتغيير أو تعديل دستور نظام ولاية الفقيه يعتبر خيانة، وبالتالي يجب عدم مناقشة هذا الامر.)، ونتسائل؛ کيف يمکن القيام بالاصلاح و التغيير في ظل قادة يصرون على صنمية المبادئ و الرکائز التي يقوم عليها النظام؟

جناحا الصراع في إيران، متفقان تماما ودونما أي نقاش أو جدل على أساس و جوهر نظام ولاية الفقيه و ماهيته المتشددة التي ترفض التغيير، وإن الصراع في الحقيقة قائم من أجل المصالح و النفوذ و ليس من أجل التغيير ذلك إن کلاهما في المرکب نفسه، غير إن شعار الاعتدال و الاصلاح الذي تم رفعه لفترات و متباينة في إيران، إنما کان بسبب علم القادة و المسٶولين الايرانيين بالرغبة العارمة التي باتت تعتري کافة شرائح و أطياف الشعب الايراني و تطالب بالتغيير بعد أن باتت متيقنة من إن أوضاعها تسير کل عام من سئ الى أسوء، ولذلك فإن رفع شعار الاعتدال و الاصلاح جاء أساسا للإلتفاف على مطلب التغيير بزعم إن التغيير سيأتي من داخل النظام نفسه، لکن تجربة الاعوام و الفترات السابقة أثبتت خلاف ذلك تماما، وإن إطلاق هذا الشعار في إيران يهدف أيضا لإمتصاص زخم و تأثير الشعار المرکزي الذي رفعته المعارضة الايرانية النشيطة و الفعالة المتمثلة في المقاومة الايرانية بإسقاط النظام برمته و إجراء التغيير الجذري، ولاسيما وإن التجمعات السنوية الضخمة للمقاومة الايرانية و التي تشارك فيها الجاليات الايرانية بکثافة تزيد عن ال100 ألف کل عام، تنادي هي الاخرى بالتغيير الجذري في إيران وحل المعضلة الايرانية من الجذور والتي لها تأثيرها و صداها على الداخل الايراني ذلك إن أکثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الايرانية المشارکين في هذه التجمعات لهم أيضا أقربائهم و معارفهم و إمتداداتهم في داخل إيران ولذلك أکثر من معنى، وفي کل الاحوال، فإنه لايمکن أبدا أن يصبح الاعتدال و الاصلاح الوهمي بديلا عن التغيير في إيران المثقلة بالمشاکل و الازمات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب