23 ديسمبر، 2024 4:25 م

الاعتدال والوسطية مفاتيح الاستقرار في الشرق الاوسط

الاعتدال والوسطية مفاتيح الاستقرار في الشرق الاوسط

تنتاب منطقة الشرق الاوسط  اجواءاً قاتمة لا يستطيع احد ان يتكهن بمصيرها ، لا سيما بعد ان اضحت المنطقة تسير وفق  اجندات طائفية  . بينما كنا في  الماضي القريب نعول على قطبي العالم (امريكا – الاتحاد السوفيتي ) في الاستقرار لخشية احدهما من الاخر بالرغم مما كان يحدث . اما اليوم بعد زوال الثنائية القطبية اصبحت المنطقة على كفى عفريت تتقاذفها تيارات صاعدة واخرى نازلة  بسرعة التسونامي لا نستطيع تحديد  الخراب والدمار الذي سيلحق بها . والمتابع للاحداث والمواقف في المنطقة يجد ان الانظمة السياسية المختلفة فيها  قد استوعبت  الرؤى الدولية الموضوعة لها وايقنت ان مصيرها مجهولاً ان لم تسارع باللحاق بالركب الامريكي الهائج ، وبالتالي تبين الغث من السمين والضعيف والقوي . فتوجهت الانظار للانظمة التي تقول لا للهيمنة الامريكية فتقاذفتها الرماح والاسنة حتى نخرتها  واوهنتها ، واستدعيت من حدب وصوب لتتقاسم فريستها لتكون عبرة لغيرها او لمن تقول لا ؟ . نعتقد ان قناعاتنا متفقة  ان امريكا وبعض من دول اوربا الغربية  انها  ليس لديها القدرة على الاحتفاظ  باصدقائها سوى المحافظة على مصالحها بالرغم من ظهور روسيا والصين كقوتين ممانعتين في العالم وعدم قبولهما ما يطرح على الساحة الدولية خاصة الموقف الحاسم من الازمة السورية ورؤيتهما الواقعية للمنطقة بعدم جرها الى اتون الحرب وعدم الاستقرار . مما اوجد نوعاً من التعقل لبعض الانظمة وقبولها للامر الواقع خاصة قطر وتركيا اللتان بدأتا تتراجع عن مواقفهما المشينة  وقبولهما مبدأ الحوار بشأن الازمات المستعصية  الذي فقد منذ زمان  . لذا  ان امريكا والانظمة السائرة خلفها  تريد الخروج من الازمة باقل الخسائر خوفاً من استدراجها الى حروب طويلة لا طاقة له على مجابهتها بعدما ادركت ان الصراع ليس سياسياً وانما طائفياً وهذا هو من اخطر الصراعات التي تجتاح المنطقة بسبب اشترك امريكا مع السعودية في اشاعتها . ان ما يتردد اليوم من تراجع امريكا وحلفاءها عن الحل العسكري في سوريا ما هي الا كذبة سوداء جراء تغير الخارطة الميدانية على الارض السورية وتقدم الجيش السوري وتحقيق انتصارات على المعارضة ، فضلاً عن استدراكها ان الوسطية والاعتدال كفيلان للحد من التوتر الطائفي الذي يخيم على المنطقة  . كل هذه الحقائق دعت امريكا بممارسة الضغط على اطراف المعارضة الى حضور مؤتمر( جنيف – 2 )  . وبالتالي ستكون المرحلة المقبلة  اكثر حراكاً لايجاد قواعد للحوار  ، بعدما احسوا ان الطوفان بدأ يحل  بالمنطقة ولن يكونوا بمنأى عنه .