الاعتدال وتحكيم العقل والمنطق، من صفات الحكم الإسلامي، وهذا ما لمسناه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمارثون المفاوضات النووية، التي أوقفت العالم في كفة، وإيران في الكفة الأخرى من العالم،وبهذا أنتقلت الجمهورية من محور الشر بأنظارهم، الى دولة نووية ولاعب قوي في العالم والشرق الأوسط.
أيقن العقلاء في العملية السياسية، أن لا بديل عن التحالف الوطني ومؤسسته، ولا بد من تحويله الى مؤسسة فاعلة، وتفعيله يمنع عودة الإرهاب بمسميات جديدة.
يضم التحالف الجديد القوى السياسية (المواطن -بدر-الفضيلة – التيار الصدري – تيار الإصلاح – الدعوة جناح العبادي ) ومن الواضح أن تشكيل التحالف الوطني بهذه القوى السياسية، سيكون أمام استقرار أكثر، للمضي قدماً، الى بر الأمان والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية المرتقبة، من خلال التشريعات التي تخدم مصالح الشعب، في حال الإعلان عن هذا التحالف، سيجعل منه المؤسسة الوطنية، التي من خلالها تدار شؤون البلد، باعتبارها الكتلة البرلمانية الأكبر، الذي عطلت لسنوات.
منذ أكثر من سنة والتحالف معطل بإرادة سياسية، وبعد خطبة العيد الصادمة الساسة المعطلين لهذه المؤسسة، ربما تولد قوتين شيعيتين واحدة منها معتدلة الخطاب والعقل، والأخرى تقتات على أثارة الفتن وتحرك الشارع قوميا وطائفيا.
بعدما وصل مرشح دولة القانون الى طريق مسدود، رشح السيد علي الأديب كمرشح عن كتلة دولة القانون، الذي فشل بنيل ثقة ممثلين الشعب، للحصول على منصب وزارة السياحة! بالمقابل مرشحين الائتلاف الوطني، الذي يمتلك زمام الأمور، لكن لا يرغب بان يولد تحالف شيعي غير متوازن، بالنسبة لقوة الشيعة المسلحة.
أن عدد النواب الذي يقفون اليوم بالفريق الثاني للدولة القانون، يقترب من 46 نائب هم نفسهم، الذي لم يصوتوا للدكتور العبادي، اليوم بات الائتلاف الوطني، يمثل 65 بالمائة من نسبة التحالف، متكون من المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري وبدر وبعض القوة الوطنية، وفريق العبادي من حزب الدعوة.
حان الوقت بالعد التنازلي، في تشكيل تحالف شيعي قوي، ركائزه ” الحكيم والصدر والعبادي” ، و”بدر” وبقيادة تؤمن بالحوار وتتبنى مبدأ الأخذ والعطاء، الذي يمثل القطب الشيعي الرئيسي في العراق، و اليوم أذا لم ينصاع فريق السيد المالكي، الى أغلبية وقوانين التحالف، سيمضي الآخرين الى إعلان ائتلاف الوطني، وترشيح شخصية سياسية تمتلك المقبولية، من قبل الساسة في الداخل، والمقبولية والاعتدال مع دول الجوار، والمنطقة والدول الإقليمية، كما تتسم هذه الشخصية بصيغة الحوار، وبناء علاقات على مبدأ الأخذ والعطاء.