26 مايو، 2024 9:39 م
Search
Close this search box.

الاعتداء التركي فرصة ذهبية لحكومتنا يجب توظيفها

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد طعنت الحكومة العراقية الرماح من جميع الجهات نتيجة وصول الأغلبية الى مقاليد الحكم ، وهذا ما ترفضه جميع الحكومات التي تحيط بالعراق ما عدا إيران وسوريا ، لهذا عملت هذه الحكومات على إضعاف هذه الحكومة وجعلها تنزوي في زاوية لا يقترب منها أحد ، بل حاولت هذه الحكومات ومنها تركيا أن ترفع الشرعية عن حكومة العراق المنتخبة والتي تطبق نظام ديمقراطي قل نظيره في المنطقة ، وقد ساعد هذه الحكومات في تحقيق هدفها حلفائهم في الداخل من سُنَةٍ وكرد بالإضافة الى عدم توحد القيادات الشيعية المهرولة خلف المصالح الشخصية والحزبية ، وبالرغم من هذه السنين الطوال المملوءة بالدماء والدمار التي مرت بها التجربة العراقية إلا أن موقف هذه الدول المتمثل بالسعودية وقطر وتركيا المعادي للعراق حكومةً وشعباً يزداد تعنتاً وحقداً وعدوانيةً ، وهذا ما تثبته كل مواقف هذه الدول العلنية الداعمة للمجاميع الإرهابية وكل ما يضعف العراق ويريد تدميره ، وما توغل القوات التركية في أراضي العراق من جهة الموصل إلا مثال صغير للموقف العدائي لشعب العراق وحكومته ، وهذا التوغل يأتي في ظرف صعب تمر به الحكومة التركية نتيجة إسقاطها للطائرة الروسية وما نتج عنه من موقف روسي متشدد بالإضافة الى قصف قوات التحالف الأمريكي الداعشي لمواقع القوات السورية في دير الزور ، كل هذه العوامل جعلت هذا التوغل فرصة ذهبية تقدمها الحكومة التركية لحكومة العراق في إثبات مكانتها الدولية من خلال الموقف الحازم المأطر بالشرعية الدولية التي ترفض هذا التوغل ، فما علا حكومة العراق إلا أن تستغل هذا التوغل وتقدم الشكوى الى مجلس الأمن بالإضافة الى الأمم المتحدة وباقي المحافل الدولية ، وتقابل الاعتداء التركي بشكل قوي وصارم حتى تفرض واقع جديد يدفع الأتراك لاحترام سيادة العراق وعدم التدخل بالشؤون العراقية الداخلية ، والظرف الدولي الحالي وما تخلله من سوء العلاقات الروسية التركية بالإضافة الى تفجيرات باريس وتغير الموقف الأوربي الشعبي أولاً والحكومي ثانياً من السعودية وحلفائها واتهامهم بمساعدة ودعم داعش بالإضافة الى قصف طائرات هذه الدول للقوات السورية جميعها ظروف مثالية تساعد وتدعم الحكومة العراقية باتخاذ موقف صارم اتجاه الأتراك المتهمين بدعم داعش وشراء نفطه مما يرجع هيبة ومكانة الحكومة العراقية في المحافل الدولية وخصوصاً العربية ، بالإضافة الى استغلال هذا التوغل من أجل لجم حلفاء الأتراك من سنة وكرد نتيجة توحد الصف الشعبي الغاضب والمضاد للتوغل التركي في الأراضي العراقية ، لهذا فالتوغل التركي في هذه الظروف هدية على طبق من ذهب تقدمها الحكومة التركية للعراق حكومة وشعباً ، ولكن السؤال المهم هل ستستغلها الحكومة العراقية وتصفع بها الأتراك وحلفائهم في الداخل والخارج ؟؟؟ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب