18 ديسمبر، 2024 7:59 م

الاصلاح ليس شعار اعلامي

الاصلاح ليس شعار اعلامي

مضحكة هي شعارات الاصلاح حين يتشدق بها الفاسد , فتكون للسذج من الناس مخدر مؤقت ما يكاد مفعوله ينتهي حتى يعطى مخدر اخر فيعيش في عالم الاصلاح في خياله لكن الواقع لن يكون الا افسد من اليوم الذي قبله ويعجبني ان اطرق لكم محاولة من محاولات الاصلاح الحقيقي وان كانت في جزء من المؤسسة التنفيذية ولكنه جزء مهم جدا ، ففي عام 2009 تقريبا حين تم احالة المدير العام لشركة نفط الجنوب أنذاك للتقاعد تم تسمية السيد فياض حسن نعمة مديرا عاما للشركة ومعروف عن الرجل الخبرة في مجالين الفني والاداري فيما يخص صناعة النفط والغاز ، لم يكد السيد فياض يتسنم المنصب حتى اعد دراسة وافية عن احوال الشركة ومواطن الخلل فيها ’ فقد كان احد مدرائها قد اسس له مملكة في داخل الشركة ربما اقوى من سلطة وصلاحية المدير العام وقد كان فياض حسن نعمة صريحا وجريئا حين قال له ان مملكتك هذه آن لها ان تنتهي وفعلا تم سحب كل صلاحياته وتم انزاله لمستوى مدير تشكيل اداري اقل من ي قبل في خطوه عدها البعض بادرة امل لاصلاح حقيقي وليس على ورق ، خطوات اخرى قام بها الرجل فقد قام باستبدال كل من كان عليه مؤشر ولو بالشبهة بمن لا تتجه نحوه اي شبهة فساد ولعل هنا كان بداية الحملة الشعواء التي شنها عليه فيلق الفاسدين في كل محفل لإبعاده لان ليس من مصلحتهم ان تكون نفط الجنوب تسير بخط مستقيم ، ولكي يكون الاصلاح حقيقي يجب ان ينزل المصلح لأقل مستوى اداري مباشرة بلا واسطة لنقل المعاناة والمشاكل وهذا ما كان يفعله فياض حسن نعمة حين كان يدون ملاحظات وشكاوى الكوادر بنفسه برغم وجود من يمكن ان يقوم بالمهمة بدلا عنه لكن الايمان بان ما يطرح يتضمن في طياته الحل المناسب والأنجع تدفعه لان يكون هو مع المشكلة مباشرة وجها لوجه ، للأسف لم تدم فترة السيد فياض طويلا بسبب صرامته وصراحته التي كلفته ان يتم ابعاده عن شركة نفط الجنوب آنذاك غير ان الله عادل حين اعاد الرجل بافضل مما كان ومازلنا ننتظر من الطبقة السياسية ان وجد فيهم مصلح حقيقي ان يلتفت الى هذا الرجل وان يمكنه من قيادة مفصل الطاقة في العراق ولا شك انه سيقفز بالعمل الفني والاداري في وزارة النفط عدة مراحل.