10 أبريل، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

الاصلاح في سجن جمجمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما نسمع كلمة الاصلاح نفكر باصلاحات كثيرة التي يتم من خلالها اصلاح النزلاء . وذلك تبدا اولها من تعامل ادارة السجن مع النزلاء بشكل اخوي وليس عدواني حتى يحس النزيل بان عليه واجب ان يحترم كما يحترمه ادارة السجن . والشيئ الثاني هو الاقسام المؤهلة لاصلاح النزلاء المتواجدة في السجون . فانا من جانبي اخذت المؤهلات والمواصفات للأقسام المتواجدة في قسمي ( قسم جمجمال ) التي انا نزيل فيها لكي ابدا بإصلاحها من خلال هذه الكتابة . عندما نطقت علية الحكم في محكمة جنايات كركوك بتاريخ 4/5/2010 وفق المادة 2/411 ق. ع بمدة (5) خمسة سنوات وبالحبس الشديد اصبح كل حياتي وذكرياتي تمر من امام اعيني ولم اعد ارى اية شيئا والحاكم يقرا بقية فقرات الحكم . فكرت بعائلتي واصدقائي وجامعتي ( جامعة بغداد / كلية العلوم السياسية ) الذي كنت طالبا فيه وبكل مستقبلي . وحتى فكرت في هذه الاثناء السجن الذي سأسافر اليه بعد ان اصبحت محكوما ولم ابقى بعدها في سجن تسفيرات كركوك . فكرت مع نفسي كيف ساعيش في سجنا كبيرا بعد ان ذهبت علية الفرصة ان اعيش مع  مختلف المثقفين والدكاترة في جامعتي التي كنت انوي من خلالها ان ابني وطني ( واسس السياسة الوطنية الخدمية ) الا وان وجدت نفسي بين اربع جدران على قضية جنايات لكن بعد ان سمعت الجمل الجميلة والمفيدة من اصدقائي ومن كبار مسؤولينا الذين انحكموا من قبل حكما سياسيا فقالوا لي لا تحزن ان السجن ايضا لك هو بمثابة الجامعة ستتعلم فيها اشياءا كثيرة الجيدة منها والسيئة ولكن لا تاخذ منها السيئة فقد شاهد لتعلم مدى مستوى ثقافة مجتمعنا وانا ايضا حتى اليوم شاهدت واشاهد اشياءا كثيرة ايجابية وسلبية شاهدت اشخاص يستحق ان ينهي حياته بين هذه الجدران الاربعة واشخاص لا يستحق ان ينهي ساعة من حياته في هذا السجن وكما شاهدت اشخاص ارتكب عدة جرائم واشخاص لم يضرب حجرا على اية شخص محكوما به نفس الحكم وشاهدت اشخاص يتعاطى الحبوب المخدرة واشخاص يحفظ ويدرس . شاهدت اشخاص يرسم ويكتب الاحرف والاسماء والشعر على اعضاء جسمه وبينما كان ايضا اشخاص ينقش كلمات ( الله ) عزوجل على قلبه وكنت ارى اشخاصا يتشاجرون مع اهلهم من اجل المصرف والمال ومنهم كانوا يعملون ليلا ونهارا في الاقسام ليتعلم حرفة ليملئ الديون الذي عليه بعد ان يفرج عنه التي صرف عليه في السجن من قبل اهله وكذلك رايت بعض الاشخاص يعطل ويكسر الاجهزة التي جلبت من اجله ( التبريد . والتلفزيون . وبراد الماء وغيرها ) وكما رايت عكس ذلك اشخاصا يقوم بتصليحه وكنت ارى ايضا اشخاصا لا يهمهم اية شيئ فقط همهم النوم وياكل لا عليه اي عمل وواجب ومنهم من كان يقوم بممارسة مهنة الحلاقة وخياطة ملابسه بنفسه وكان منهم من يقوم بتوزيع ارزاقه على الجميع ومنهم من كان يخرج لممارسة الرياضة والمحزن للغاية شاهدت اشخاص يقوم بضرب صاحبه ( بموس الحلاقة ) على وجهه ومنهم من كان يتقاسم البسته مع اصحابه في السجن الذي ليس له اية مواجهة شاهدت وشاهدت . ولارجع الى صلب موضوعي عندما تسفرت الى هذا القسم ( سجن جمجمال ) وجدت التعامل فيها جيدة جدا من قبل الادارة ليس مثل ما كنا نفكر من قبل . وبعد تاقلمنا مع الوضع حقيقية وجدت بان هناك فرقا كبيرا بين سجون النظام السابق والسجون النظام الديمقر اطي الحالي النزلاء يحترمون السجن ويدخلونه باحترام الكل متوازي في الحقوق ولم اشاهد اي تمييز بين النزلاء على اساس عرقه او مذهبه سواءا كان تركمانيا او كرديا او عربيا او سنيا او شيعيا ويعملون في اقسام عدة المتواجدة في السجن لفتح باب الفرص ليكون حافزا لهم بعد الافراج عنهم من هنا ليستفادوا منه في الحصول على لقمة عيشهم مما تعلموه داخل الاقسام المتواجدة في السجن والاقسام المتواجدة وهي ( التاهيل وينقسم الى الحلاقة . والخياطة . و الرسم . والخط . والنحت . والاعمال اليدوية . والموسيقى . والمسرح . والمكتبة . ومحو الامية . والاقسام الاخرى النجارة والحدادة والصبغ والصيانة وحتى قسم التبريد والكهربائيات والالكترونيات واقسام الرياضة والذي ينقسم الى كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة وكرة المنضدة وصالة البليارد وصالة الحديد والتايكواندوا وقسم الحدائق وحديقة الحيوانات ومن يحافظ على احترامه ولديه روح العمل والانتاج من النزلاء يقوم ادارة القسم باحترامه بالعمل في هذه الاقسام اولا لخدمته على بقية اخوانه النزلاء ولتعلم المهنة للاستفادة منها بعد الافراج عنهم ويوما بعد يوم الاقسام يزداد ويتطور في قسمنا يفضل مدير قسمنا الاستاذ ( لقمان احمد شريف ) لفتح كافة الابواب امامنا ودعمنا لتنفيذ مشاريعنا التطويرية لتوسيع عمل الاقسام التي نعمل فيه وايضا بفضل المنتسبين المشرفين على هذه الاقسام وبفضل الكبير على النزلاء العاملين في هذه الاقسام . ولذلك نجد الرغبة في كل السجناء وعوائل السجناء ببقاء ابنائهم في هذا السجن او الذين يسمعون بسجننا يودون التنقل اليه بالرغم من بعد مسافة الطريق على محافظات الجنوب والوسط وبفضل من ضابط الالعاب الاستاذ حمزة صديق ان النشاطات الرياضية في سجننا هواحد اساس من اساسيات يومياتنا التي نقضيه في السجن وفي كل يوم يمارس حوالي ( 310 ) نزيلا النشاطات الرياضية  من عدد السجناء في سجننا الذي يقدر ( 2500 ) نزيلا مع العلم هذا العدد من النزلاء يقدر بنفوس ناحية وبالرغم من ذلك يفتقد سجننا الى ملعبا حضاريا علما ان ملعبنا هو ملعب ( صب ) كونكريتي الذي يؤدي الى الاصابات الكثيرة والخطيرة . ومن اجل رعاية الجانب النفسي للنزلاء وابعادهم عن الامور السلبية لذا اطلب من السيد وزير العدل المحترم الاستاذ ( حسن الشمري ) الالتفاف الى الواقع الرياضي في قسمنا وذلك بترميم ملعبنا الى ملعب ثي اصطناعي ( ترتان ) يطابق مع معايير ممارسة الرياضة عليه . لذا اتقدم بطلبنا هذا املين ان يلقى قبولكم وعطفكم ورضاكم لتاهيل وترميم ملعبنا . وفي الختام اشكر كافة إدارة السجن وعلى راسها مديرها والمعاونين وامراء القوة وامراء الشفت ومسؤولي الطوارئ ومسؤولي الشؤون وضباط الخفر والباحثين والمهندسين والقانونيين والدكاترة وكل المنتسبين والموظفين على تعاملهم الجيد مع النزلاء الذين يقومون بتطوير السجن من كافة الجوانب ومن الله الفرج القريب ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب