23 ديسمبر، 2024 4:33 م

الاصطفاف الرباعي وتأثيره على قواعد اللعبة السياسية في العراق

الاصطفاف الرباعي وتأثيره على قواعد اللعبة السياسية في العراق

التحالف الرباعي الروسي الايراني السوري العراقي الذي شًكل على اساس مركز استخباري بناءَ على احتياجات مرحلة والذي بداء أثناء محاربة داعش في العراق وسوريا وهو مركز دعم وتنسيق للتحالف الاستراتيجي المعلن لاحتواء ورصد المجموعات الارهابية (داعش) وهو يقدم معلومات للدول التي تخوض حرب استنزاف في العراق وسوريا , وهي خلاف ورغبة امريكا في المنطقة المعلنة ورسائلها الى دول الخليج ولكنها كانت جزء من تفاهمات سرية عندما كان ملف ايران النووي مفتوح وعلى الطاولة والذي سمح بالتمدد الايراني وفق تفاهم ورغبة الطرفين ,جاءت تحذيرات مستشار الامن القومي ما كمستر بأن التغلغل الايراني في المؤسسات العراقية والنفوذ في البنية الأمنية والعسكرية اصبح غير مقبول وكبير , والجميع يعلم أن علاقة الحكومة العراقية مع الجانب الإيراني كان معلن والتنسيق الأمني كان بطلب عراقي للمستشارين الايرانيين العسكريين والامنيين كباقي المستشارين من دول اخرى , وجاء على ضوء الحاجة والتهديد بعد احتلال داعش لمدينة الموصل واعلان دولة الخلافة سنة 2014.

تطورات وتحذير نتنياهو بأن ايران تقيم قواعد برية وجوية وبحرية لتدمير اسرائيل ونحن لا نسمح بذلك , هذا التحذير هو ناقوس الخطر الذي يدق في المنطقة , وبقاء القواعد الايرانية التي تتفاوض مع الجانب السوري في ظل وجود صراع خفي بين السوريين والجانب الايراني حول استمرارية السماح في اشغال وتمركز قوات برية وبحرية وجوية تهدد أمن اسرائيل على المدى المتوسط أو البعيد بعد انتهاء داعش وتحرير المدن والاراضي الصحراوية في العراقية وسورية وتأمين هذه الحدود في ظل وجود قوات من الحشد والقوات الموالية للجانب الايراني. ان خيوط اللعبة عندما تخرج من أيدي التحالف الامريكي وهم لا يسمحون بتهديد هذه المصالح, بعد اكتمال الرؤية الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الامريكي وسياستها في العالم ومنطقة الشرق الاوسط , هناك تنافس على زعامة المشروع الاقليمي المضطرب ما بين ايران وتركية والمملكة العربية السعودية . ومحاولة استعادة العراق لصف الدول العربية والانفتاح عليها . بعد أن حجمت روسيا سياسة أمريكا في منطقة الشرق الاوسط واصبح التعامل أكثر تعقيداً وغير قابل للاجتهاد او السكوت على اي خطاء يرتكب من اي طرف لان المنطقة برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة, بقاء قوات سورية الديمقراطية وتسليحها أحد اهم العقبات على المصالح الامريكية – التركية تجاه أمن تركيا الداخلي واستقرارها المستقبلي , التغيير في وجهة المصالح الامريكية بشأن الأمن التركي بعد خلافها حول تسليح قوات سورية الديمقراطية وتوفير الدعم والحماية لها وسيعجل بزيادة القطيعة وعدم تجسير الهوة بتقديم أي نوع من أنواع الدعم العسكري او الأمني لأمريكي لتركيا الحليف بل على العكس تقربها من العدو روسيا بشرائها منظمات صواريخ 300 Sيزيد من عزلة تركية. والتهديد الاوربي لتركيا بعد أن توفرت معارضة حقيقية للسياسة أوردغان الحالية بملفات عديدة واتهامه بالتدخل في شؤون الدول الاوربية بدعم الأصولية الاسلامية (احزاب وحركات اسلامية) متطرفة والتي تشكل سياسة ضد المصالح الاوربية والامريكية المستقبلية , ومنها رجوع مقاتلي (داعش) الى بلدانهم وتشكيلهم خطر حقيقي على أمن الدول الاوربية .

التحذير الروسي من بقاء القوات الامريكية في سوريا تجاوز على وحدة سوريا وتهديد خطير للمنطقة هذا التشابك الغير مستقر والغير منسجم مع المصالح الدولية وعدم وجود التفاهمات بين القوى امريكا – وروسيا وهي مصالح متعارضة , تشكل سياسات عدائية بعد اعلان الرئيس دونالد ترامب الاستراتيجية الامريكية الجديدة : امريكا اولاً, ومحاورها الاربعة المعلنة في هذه السياسة والموجة تحديداً ضد روسيا والصين وفرض رؤيتها على العالم بقبضة منفردة دون حساب العواقب ان هناك مصالح دولية اصبحت مهددة في ظل الشكوك والتشكيك في النوايا الكثيرة تجاه هذه السياسات, تبني وزير الخارجية أبراهيم الجعفري مقترح فرض عقوبات سياسية واقتصادية على المصالح الامريكية في المنطقة وهنا يستغرب المتابع من هذه التصريحات , والعراق شريك في الحالف الدولي ضد الارهاب وهناك اتفاقية أمنية واستراتيجية لحماية ودعم للحكومة والخارجية العراقية تحرض على السياسة الامريكية في المنطقة وهي ليست من باب الاعلام الدعائي, وانما تقديم مقترح بتبني لهذه السياسة ونحن نعتقد هذا التحريض انفعال وعاطفة وإرضائي لإيران بقدر ما تكون سياسة تصب في صالح الاستقرار الأمني والعسكري وهي حتما سوف تؤدي الى تغير قواعد اللعبة في العراق وأول هذه القواعد تغير البنية والإطار العام للعملية السياسية والمضي قدماً في سحب دعم احزاب سلطة الاسلام السياسي , من خلال طرح سيناريوهات وحلول أنية لمشروع فض التحالف الاستراتيجي الامريكي– الاسلامي للأحزاب العراقية وفق مشهد سياسي جديد يصب في صالح الاستراتيجية الامريكية المقبلة والادارة الامريكية قد تلجأ الى تغير البنية السياسية وفق مصالحها في العراق والمنطقة .أن وجود سياسة جديدة وهي بقاء زيادة العدائية ضد التحالف الروسي الايراني السوري والتركي الذي يحاول الاندماج والتكفير عن اخطاءه بعد أن يتم اخراج العراق من هذا التحالف الرباعي ولا ننسى هناك قوات وقواعد امريكية مستقرة في العراق وأن التوافق بين الاحزاب الاسلامية التي ترى مصالحها مع هذا التحالف, واعلان العداء ضد السياسة الامريكية وهذا التواجد في المنطقة هي من تزيد التوترات وتسرع عملية التصحيح التي أرتكبها الامريكان عند الانسحاب من العراق سنة 2011 وتعويض هذا الخلل بعد سنة 2014 بقدوم قوات اضافية ومستشارين عسكريين .

أن تغير المنظومة السياسية بإيجاد توازنات جديدة وتحالفات قائمة على مرحلة لا عودة بين كلا من (التحالف الشيعي– الكردي) و (التحالف الكردي – الكردي) . حتى يتم اطلاق بديل جديد يخضع لشروط جديدة ورؤية جديدة بشكل مغاير للمسار الحالي والفوز بجولة من النفوذ المعادي لدول تناوئ المشروع الامريكي في المنطقة ولكن يبقى سؤال لا أحد يستطيع الاجابة عليه هو من يمثل مصالح الشعب العراقي ومن يدافع عنها بعد هذا .