22 نوفمبر، 2024 7:36 م
Search
Close this search box.

الاصدقاء تجربة

الصداقة مفهوم انساني عميق جداً، وجد منذ وجود الانسان على المعمورة، الا انه بدأ غالباً على اساس المصلحة المشتركة للجماعة في تلك الايام كالحماية والدفىء والطعام وغيرها من الامور، الا ان هذه الامور او المصلحة اختفت بتطور الحياة الاجتماعية وتمدن الانسان ثم نشأة الحضارات وبداية الحياة المدنية.

كشخص يعيش في وسط جامعي لابد ان يكون لديه الكثير من العلاقات الاجتماعية، وقليل من الاصدقاء حتى تكون اواصر هذه الصداقة قوية ومتطورة، وتستمر كي تبقى ولا تندثر بعد اربع سنوات من الدراسة، اي انها تثبت عدم بدأيتها من ناحية المصالح المشتركة المتعلقة فيما يخص الرقعة الصغيرة من الحياة والتي تسمى جامعة.
هنا اتحدث عن العلاقات المرحلية والزمالات وبعدها الاصدقاء، الحياة في الجامعة حالها حال الحياة العامة تجد الصالح وتجد الطالح وكل شخصاً فيها يتعامل بأخلاقه وتربية، فهناك يذهب حينما تنتهي مصلحته وهناك من يبقى حتى لو لم يكون هناك تواصل حقيقي في الواقع، والفرق كبير بين الاثنين.
عن نفسي انا شخص اجتماعي جداً وحذر جداً في ما يخص الاشخاص الذين اجعل منهم اصدقاء، وانا لا اختارهم بمواصفات كمن يريد ان يشتري سيارة جديدة لا دائماً ادع الصدفة والموقف يحكمان، ومن ثم انا لا اقبل بصداقة اقل من ان تكون لنهاية العمر نتشارك فيها ابسط الاشياء حتى وان كانت تافهة جداً، اما الذي لديه مصلحة اقضيها ويذهب، او من يريد يذهب فالباب واسع ومفتوح دائماً لمن يريد الرحيل.
في هذه المرحلة من الحياة صادفت انواع كثيرة من الاصدقاء، وربما كنت على خطأ حينما قلت اصدقاء، لكن يجب ان اعترف باني املك ذكريات معهم وهذا يعني لا استطيع انكار هذا الشيء، ومن هذه الشخصيات، الصديق الذي لا يثبت على رأي محدد، كوسط جامعي في كلية تحتاج ان تقرأ وتستوعب كي يتسنى لك الدخول الى وسط اكبر يجب ان تحمل درجة ثقافة مقبولة كي تكون بمكان يليق ببداية تفتح لك ابواب واسعة، هؤلاء يشبهون المنافقون الا انهم دون دراية، فأذا جلسوا مع الملحد هم ملحدون، واذا جلسوا مع الاسلامي هم اسلاميون، يميلون اينما تميل وبوصف اكثر دقة يشبهون سياسينا الان.
القسم الاخر من الاصدقاء الذين تعرفت عليهم في الجامعة، اسميهم الجامدون لا يستوعبون ولا يغيرون نظرتهم وقناعتهم للاشياء عن العادي او الدارج وهؤلاء كالمعلومات التي تلقوها من البيئة التي يعيشون بيها لا شعورياً حتى اصبحت عندهم عادة .
المتطرفون الطائفيون كثيري الاستهزاء والتقليل من شخصيات الاخرون، هؤلاء اسوء فئة ممكن تتعرف عليها في الحياة، فهم دوماً على صواب ولا يجادلون وحينما يصل الى نقطة في النقاش لا يستطيع الرد، يبدأ بالالفاظ البذيئة مما لا تشتهي الانفس للسماع، هؤلاء دائما ما اعطف عليهم ولا اخوض النقاش معهم لسبب انهم لم يستطيعوا كسر الحواجز والنظر الى الاخرين من كافة الجوانب، وهم ضحية لمجتمع اغلبه من هذا النوع.
المثقفون بالاسم وهذه ظاهرة انتشرت قبل اربع سنوات في مجتمعنا بصورة عامة ولا تزال مستمرة، هذه الفئة يجتمع بها كل من فهم الحرية التي جاءت بها امريكا من الخلف، هؤلاء اشخاص من وسط اجتماعي معدوم ومكبوت وانفتح انفتاح تاماً بلا وعي ومعرفة فاصبح ببغاء يعيد كل ما يقال دونما ان يفهم، ودائما يريدون الهروب من الاخطاء الشخصية التي يرتكبوها الى اسباب فكرية، وتعرف هذه الفئة من خلال اشياء عديدة هي اعلان الالحاد بعد قراءة كتابين لنزار قباني و احلام مستغانمي والسيلفي في شارع المتنبي واضافة الى ذلك كتابة الخواطر التي لا ترتقي لان تكون انشاء لطالب في صف الرابع الأبتدائي.
افضل الفئات التي تستطيع ان تعتبرهم اصدقاء هم الذين يأتون في المواقف، حينما تعجز انت شخصيا ازاء موقف ما يأتي من دون طلب، وفجأة تكتشف انهم يملكون نفس افكارك، ولديهم مواهب تشبه التي عندك، اما طباعهم وتصرفاتهم تكون غريبة، حينها سيكونوا اصدقاءك لا شعورياً وتتوثق العلاقة لتستمر وتبقى للابد، هؤلاء الذين لا ينزعجون منك ولا يردون طلبك، الاصدقاء الذين يقفون ضدك حينما تكون على خطأ ويجنبوك الوقوع به، ودائما يكونوا سنداً حينما تغيب او تحضر.

أحدث المقالات