22 ديسمبر، 2024 8:09 م

حين تسمع كلمة أصيل أو أصلاء يتبادر إلى ذهنك الأجادة أو فخامة المعنى … الإنسان يكون أصيلا بتصرفاته الطيبة وتعامله اللطيف والإنسان بكل ألوانه وأجناسه وأعراقه كرمه الله على كل المخلوقات ؛
فقال في القرآن ” ولقد كرمنا بني آدم ”
فالإنسان مكرم بألاصل فعليه ان يحافظ على كرامته بزينة عقله وجميل ألفاظه لا شيء يعادل ذلك …
قال الشاعر
أصـالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ _ وحِليةُ الفضــلِ زانتني لدى العَطَلِ
كـأنّ الشاعر يدرك حقيقة هذا الزمن فقد كثرت الآراء وعلا الضجيج بها ، بلا معنى وفائدة لأنّ الرأي الأصيل والراجح هو ما كان جيداً ليناً يجمع الناس ولا يفرقهم يدعو إلى السلم والإخاء لا إلى الحرب والبغضاء …
وفي الصناعات نُسمي الجيد (الاصلي) لان فيه ضبط وأهتمام من المنشأ وقد يبقى طويلا فلا يتلف بسهولة يقاوم الزمن ويبقى أصيلا
لعليّ أريد ربط ذلك بحياتنا وتعاملنا إذا أردنا أن نبقى أصلاء كما أراد الله لنا كرماء فلا نتأثر بعوارض الحياة وسوء البعض فيها فالأصيل نبيل بخلقه لا يعامل بالإساءة من أساء إليه كما أن الخيول العربية الأصيلة لا تتأثر مع الخيول الردئية وتحافظ على طاعة خيالها وفارسها _ فالأصيل يبقى أصيلا _ والوطن العريق بتاريخه يبقى شعبه محافظا ً على تراثه ومعالمه الحضارية.
السكان الأصليون أو الاصلاء!
ظهر هذا المصطلح مع الاستعمار الأوربي للأمريكيين وأفريقيا وآسيا ..
يختلف الساكن الأصيل عن الساكن المستعمر الأصلي هو الذي نشأ على الارض نفسها وأصبحت له حقوق تاريخية في الإقامة فيها …
أما المستعمر فهو انتقل إلى هذه الإرض لأغراض سياسية أو توسعية أو اقتصادية …
لم يعرف بتاريخ البصرة هكذا مصطلح! !
ما الذي يُراد من هذا { المصطلح }؟
عندما تسمع و تقرأ { الاصلاء } أو { الاصليين } أو احتمال { النبلاء }
يخيل لك مجموعة من الناس لهم ميزة معينة ولهجة وعادات وتقاليد !؟
أو هو تقسيم هرمي لتنظيم المجتمع من أعلى إلى أسفل أو مؤشر لموقع الفرد في السُلم الاجتماعي !!
هذا المصطلح لا يتناسب مع من سكن في البصرة ؟!
كونه ُ يثير ويعمق الجرح والانقسام الاجتماعي
فيكون لدينا أصيل ودخيل أو على حسن الظن أصل وفرع !
هناك مصطلح أفضل من هذا وليس فيه إشعال أو تثوير مجتمعي وهو السكان القدماء أو الآوائل مع الجزم الكل مهما كان من أصول بدوية أو عشائرية أو ريفية أو حضرية هو قادر على خلق السلم الأهلي والاجتماعي ودور المثقف والمعلم والكاتب هو دور مهم مع الحكومة في نبذ بعض الإلفاظ التي من شأنها خلق مجتمعات صغيرة أو متكتلة فيما بينها لقد عشنا عقود من الزمن لم نعرف عن أصولنا أو أصول من حولنا ! يربطنا معهم الاحترام المتبادل وحُسن المعاملة فاحببنا الارض التي نشأنا فيها دون أي تمايز أو علو شأن بالأصل أو القدم …
لا فاضل ولا مفضول الا بالعمل أو حسن المعاملة أو التحصيل الدراسي..
من قال أن كل من جاء إلى البصرة في العقود الأخيرة سيء فهو واهم !
ومن يعتقد أن كل سكان البصرة القدماء جيد وكانت المدينة الفاضلة في زمنهم فقد توهم !
لا هذا ولا ذاك …
المسألة فقط بحاجة الى نظر الحكومة في تنظيم الناس ولابد للحكومة من سياسة للإسكان والتربية والتعليم …
النازح لغويا من جاء من غير بلد ! بسبب قحط او حرب ! ولا يشمل ابن البلد ! ممكن تسميتهم ” المرحلون” أو السكان الجدد مثل ما نُسمي أو نقول ” جيراننا الجدد”
من علامة المدينة و التمدن أن يكون فيها تنوع في الثقافات ولا بد لثقافة المدينة أن تكون هي الحاكمة وليست سلطة العشيرة وهذا يكون أولا ً بالفهم والمعرفة …
تقول : جاين جاكوبز الصحفية الامريكية والكاتبة في التخطيط العمراني
أنّ” المدينة ” هي تجمع الغرباء !”
من أراد أن يكون أصيلاً فليسكن في الصحراء البادية أو الريف على أقل تقدير…
فهناك سوف يبقى أصيلا ً مدى الدهر .!
(كلنا من آدم وآدم من تراب )
الأساءة باللفظ أكبر تجاوز يخلق العداء ويشوه السلم والتعايش السلمي .