عنوان رائع اخترته لمقالي هذا وهو ليس لي لكنني استشهدت به لانه من صميم ما يحدث على ارض فلسطين العربية الاسلامية ،
الاشجار تموت واقفة هي مسرحية للكاتب الاسباني أليخاندرو كاسونا هي صورة معبرة للعطاء الذي تقدمه الاشجار من ثمار وتساقط اشجار وعندما تموت تبقى واقفة بشموخ يتظلل بظلها اولادها واحفادها ، هكذا هم القادة الاحرار يعتقد العدو انهم انهزموا، بل ماتوا وقوفاً على أقدامهم، هنالك فلم مصري بنفس العنوان
لا اتحدث عن من استهدفه الكيان الصهيوني من ابطال المقاومة ولكنني اذكر بالتاريخ ، الجزائر التي اعطت مليون ونصف المليون شهيد في ملاحم عاتية ضد اوحش استعمار على وجه الكرة الارضية لحين ظهور الصهيونية في فلسطين فاستلم راية الوحشية منهم ، كم من شهيد بطل تمكن الاستعمار الفرنسي من اغتيالهم واشهرهم محمد العربي بن مهيدي ( 1923 ـ 1957 ) استشهد وبعد خمس سنوات انتصر الجزائر ليترجم دماء شهدائه بتحرير الجزائر سنة 1962
البطل الشهيد عمر المختار ( 1838 ـ 1931 ) من اروع اقواله ” إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك . سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أمّا أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي . من كافأ الناس بالمكر كافأه بالغدر . كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى”
ولا اروع مما استشهد به الان بعد استشهاد السيد حسن نصر الله اعتقد النتن ان الحزب انتهى وهاهو يرى بام عينيه ما يحدث لنخبة جنوده في الجنوب بل ما حدث في حيفا وهو اول الغيث .
على نفس الطريق سيكون اداء حماس بعد استشهاد البطل يحيى السنوار الذي اشترك مع عمر المختار انه استشهد صدفة واثبت انه قائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ان رحل فالسابع من اكتوبر شرارة طوفان الاقصى رمز التاريخ سيبقى مقرونا باسمه ، منذ متى قادة الحرية اذا استشهدوا خسروا ؟
هذه المبادئ هي المشكلة وليس الشخصيات هي المشكلة ، فالذي يشمت باستشهادهم ليس لانهم ابطال بل عد بهم الى الوراء ستجدهم يؤمنون بالعبودية ويؤمنون بالتذلل للطغاة اما من يؤمن بحريته وارضه مهما تكن ديانته فانه يبقى بطلا ويستشهد بطلا ، الجيش الايرلندي ليس هو بمسلم ولكنه دافع عن وطنه وارغم تاتشر على الخضوع للتفاوض معهم ، كثير من شخصيات غربية وحتى يهودية تذكر السنوار بكل هيبة وافتخار
البطل يحيى السنوار سني قال الشيعة وقفوا معنا هذا لان المشتركات بيننا كثيرة ليس مسالة امامة وصحابة بل مسالة كرامة وهو من جعل اصحاب النفوس الضيقة الذي يعزفون على وتر الطائفية ان يخبئوا رؤوسهم كما تخبئ النعامة راسها في التراب هل يقولون له رافضي فهذا كذب ؟ هل يقولون للرافضة انتم على باطل؟ هاهي مواقفهم جعلت الكثير ممن يجهل الشيعة ولا يقرا الكتب يقدم شكره واعجابه بالشيعة وللعلم لم يتشيعوا ولكنهم احرار في الوقوف مع الثوار ، الوطن لا يعرف المذهبية .
الان هل انتهت حماس ؟ كلا بل ظهر لنا القائد خليل الحية لينعى السنوار ويؤكد للاحرار انهم ماضون على نفس الطريق كما سار عليه اسلافه ، ونفس مطاليبهم لوقف اطلاق النار ، الان معارك ضارية في غزة وقد كبدوهم خسائر فادحة والقادم افضل .
احلى ما في السنوار استشهد وهو يقاتل ولم يكن مختبئ في نفق كما كانوا يزعمون استشهد وهو يقاتل ، استشهد وهو جريح لم يستسلم استشهد وسيكون للطفل الذي كان معه دورا في المستقبل ، ستكتب الاقلام كثيرا عن سيرته ، سجين واتقن لغتهم ودرس ثقافتهم كم انت من مثقف ثائر .