تعد الإشاعات المغرضة جريمة ضد أمن المجتمع والوطن بتعدد وسائل الاشاعة واهدافها وغاياتها، ومروج الشائعة اوالكذبة مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته، ومثير للاضطراب والفوضى وقد يكون شره عظيم لانه يستهدف الإنسان،من جانب الشرف والاخلاق والسمعة او استهداف سياسي او امني حسب نوع ونمط الاشاعة واهدافها، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى، كما أنه إذا كانت الحروب والأزمات والكوارث والنكبات تستهدف بأسلحتها الفتاكة الإنسان من حيث جسده وبنائه، فإن هناك حربا أشد ضراوة وأقوى فتكا لأنها تستهدف الإنسان من حيث عمقه وعطائه وقيمه ، وهي حرب الإشاعات”
بسبب اخطار حقيقيه او وهميه تهدد مصيره او تحاول النيل من طائفه أو جماعه معينه بذاتها . وتكون فعاله اكثر باضمحلال او غياب دور المؤسسة الاعلاميه للدولة، بتوضيح كل مايجري بصدق واضح ، وكذلك في توفر عوامل ذاتية بعدم الفطنه و الغفلة واللامبالاة لمأرب الاعداء .وهناك عوامل أخرى ذاتية مساعده تؤدي الى ترديد الشائعات بظل عدم الاستقرار واثارة الازمات الدائمه كما في نتائج التصرفات والسلوكيات لبعض الاشخاص المرضى الذين ليس لديهم وازع ديني او اخلاقي وكذلك بطبيعة الثقافه الحقيقيه للمواطن ، والى كل ماتضمره العواطف الانسانيه من كره وخوف ونظرة دونية وحسد تجسد واقعيا من خلال إظهار الشر والعدائية للاخرين واشاعة الكذب والافتراءات الباطلة ضدهم وقد قال الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء المرضى :
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)
إن حالهم في كثير من الوجوه مريض، لأن الكثير منهم إذا تحدث إلا في سوء، ولا ينطق إلا في اللغو والزور والكذب والنميمة والافتراء، أو داعيا إلى فتنة أو بغضاء، ، وإن البغي والانحراف والفساد، والبدع والفجور،والكذب والضلال ما قويت واشتد عودها إلا حين سكت أهل الحق والفضيلة والإصلاح،
وواجب المجتمع المنضبط اخلاقيا وفكريا ودينيا محاربة هذه الظاهرة في باطنها ووجهها الحقيقي وان يعريها من مصطلحاتها السياسية والغربية والنظريات الوضعية فالاشاعة ليست الا كذبة مصدرها الكذب والنفاق وهي اشد الحالات المذمومة في مجتمعنا الاسلامي ومن الواجب الشرعي والاخلاقي محاربة المنافقين والكذابين ومثيري الفتن فالمنافق والكذاب عدو الله
الذي ينشر الكذب والنفاق والفتن بين الناس ويعرض حياة الآخرين للخطر وهو” ارذل الناس واحقرهم لانه يريد ان يسد عامل النقص والفشل بدافع النفس المريضة الأمارة بالسوء وللاسف الشديد نلاحظ الكثير من الحالات التي نرى فيها يستهدف فيها الاخيار ولا يستهدف منهاالاشرار .
وحقيقة القول ان الامة الاسلامية على وجه الخصوص تواجه هجمة شرسة، يقودها اتباع الشيطان الشر، من خلال العدو الخارجي والداخلي للامة من قبل مرضى المجمتع الاسلامي ضعاف النفوس والإيمان من أجل اضعاف الأمة، ودفع الحركة الإسلامية، إلى زوايا الإهمال، ومحاصرتها حتى لا تقوم بدورها الحضاري، ولا تؤدي الواجب المنوط بها، تجاه دينها ووطنها وأمتها ورسالتها من اجل البشرية في محاربة الشيطان الحقيقي المتمثل في كل ظواهر الظلم والكفر والإلحاد والشرك والطغيان.ونشر قيم الحق والعدل والفضيلة .