بعد احتلال بعض مدن نينوى وتكريت من قبل داعش بمؤازرة قرويين من زعماء عشائر ودعاة دين مؤبونين طائفياً وافراد يدينون بالولاء للحكم السابق ، برز انتشار نوعي يعكس ان هناك تكتيكاً عسكرياً وامنياً يرتكز على اسلحة ومعدات متطورة غير تقليدية اصبحت تستخدمها الزمر الارهابية على الارض في عدة مواقع .
قبيل تلك الغزوة والهجمة المنظمة الارهابية بسبعة ايام اعلنت مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي “رايس” ان الولايات المتحدة ارسلت اسلحة ” فتاكة وغير فتاكة ” الى المعارضة السورية ؟ في اطار قرار الكونكرس الاميركي بدعم المعارضة السورية في مواجهة الجيش السوري ، لكن الحقيقة ان الاسلحة الفتاكة وصلت الى العراق وسلمت الى ” داعش” والاسلحة غير الفتاكة سلمت الى المعارضة السورية الفصائل الاسلامية المتشددة وهذا ماشجع داعش في العراق على تنفيذ المخطط الدولي لفرض واقع حال المستفيد منه الساعين الى ترسيم خارطة العراق وفق خطة “بايدن” لتقسيم العراق.
هذا التسليح والدعم التي تقدمه الولايات المتحدة للزمر الارهابية ومؤازريها من السياسيين وقبليين ودعاة دين وتقسيم اصبح واضحاً من خلال خطابها الذي يعكس قصور متعمد لفهم الواقع والاخذ باستراتيجية دعم من يقودون المخططات الاقليمية الساعة للاضرار بامن واستقرار العراق ، وهذا واضح من خلال خطاب الرئيس الاميركي “اوباما” ووزير خارجيته “كيري” اللذان شددا على اهمية تشكيلة حكومة خارج اطار الاستحقاقات الانتخابية وهي ذات اللهجة التي يرددها قادة عراقيين يربطون انهاء العمليات الارهابية بالتوافق السياسي وهي اعتراف ضمني واضح منهم بان الارهاب في العراق مرتبط بارضاء طائفة تسعى خارج الممارسات الديمقراطية لفرض سطوتها الحديدية على حساب مصلحة العراق العليا.
انني ارى ان العراق الان ليس بحاجة الى دعم اميركي استشاري مهما كان نوعه وعلى الدولة العراقية اجبار الولايات المتحدة الالتزام الواضح بتنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي بموجبها ان تقدم اميركا الدعم والمساعدة المختلفة للعراق والدفاع عن اراضيه وحماية مصالحه وهذا اتفاق مبرم بين الطرفيين ودفع العراق مبالغ ضخمة من ميزانيته لاسيما في ما يخص تسليح العراق بالاسلحة والمعدات المتطورة ، وهو الامر الذي ظلت الولايات المتحدة تماطل وتتعمد تأخيره لاسباب مرتبطة بالصراع السوري ومصالحها في ابقاء العراق مفككاً ضعيفاً تنخر به الصراعات الطائفية والقومية المستدامة بتنفيذ عراقي .
جاءت دعوة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الى مؤازرة القوات العراقية في قتالها ضد الزمر الارهابية في الزمان والمكان المناسبين وهي من انقذ العراقيين وانتشلهم من حالة الاحباط والانكسار والشعور بالهزيمة فكانت وسيلة الدعم المعنوية الكبيرة الشعبية التي يحتاجها العراق في تلك المحنة المصيرية ، من المؤكد سيخرج منها منتصرا على كل دعاة التقسيم وادواتهم القتالية من زمر الارهاب الدولي.