23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

الاسلام .. و الحياة

الاسلام .. و الحياة

1 . لا بد من الغوص قليلا في مخرجات التطرف الأسلامي ، فهل هذه المخرجات تقود الى حياة مجتمعية أنسانية ! ، أم هي تنحدر بالنشأ الى الهاوية والأنحراف ، فهل الملتحقين بالمنظمات الأرهابية الأسلامية ، بتشكيلاتها المختلفة / القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام .. ، يعطون نوذجا حياتيا يقتدى به ! ، أم انه يمثل صورة دموية للتفاعل الحياتي ، المدمر للعلاقات الأجتماعية / من الفرد الى الأسرة ! ، هذا مجرد توضيح وتساؤل بالوقت ذاته .
2 . الأسلام المتطرف أعطى النشأ ، وبنفس الوقت ثقف الجيل من الشباب ، بمفاهيم العنف التي تقود الى ثقافة القتل ، فمثلا ما عبرت عنه داعش من ” أفلام الهوليودية ” التي بثتها على الميديا ، من ” حرق وصلب وسحل وأغراق .. ” للبشر ، كرست نموذجا يبقى بالذاكرة من كمية الرعب المقيت ، والذي سيبقى في العقل الباطن لأجيال وعقود متعددة ، ولا يمكن أن يمحى بيسر من مخيلة النشأ بمرور السنين ، هذه الدموية ستبقى تظلل حياتهم بالظلامية مدى الدهر .
3 . هذا الأنحراف الحياتي ، له مسبباته ، وأرى أنه يرجع الى محورين عميقين ، وهما : الموروث الأسلامي ، الذي فكك كل الأواصر المنطقية والأنسانية والأجتماعية للحياة ! ، ومن ثم هناك محور أخروهو رجال الأسلام ، من فقهاء وشيوخ ودعاة و .. ، فهم الذين قاموا بترسيخ هذا المفاهيم المشوهة ، بعقول النشأ ، الأمر الذي أدى الى تدمير كل القيم الأخلاقية الثابتة الراسخة بالعقل المجتمعي ، وأحلال قيم منحرفة لا تبني مجتمعا ، بل رسخت مفاهيم تحطم الحياة وتفكك الوطن .
4 . الأسلام المتطرف ، أغتصاب لحياة الأوطان والشبان معا ، فلا حياة ولا أستقرار ولا تعايش ولا مواطنة ولا قبول للأخر ، في ظل الحقد و الكره والنظرة العدائية تجاه الأخر ، أغتصاب الحياة لا تولد حضارة ، بل تنتج أنهيار وألغاء للتقدم والتحضر للمجتمع .. فالماضوية الظلامية ، قبر للمستقبل ، لأنها تعبد الطرق نحو الجهل والأنغلاق والأنعزال عن الظروف الزمانية والمكانية ، فلا حياة مع ماض سحيق غابر ! ، الحياة حاضر زاهر ومستقبل واعد ، الحياة جهد من التكامل والتوافق والتعايش مع الأخر ، فلا حياة تولد من القبور .