23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

الاسلام وتحديات المرحلة

الاسلام وتحديات المرحلة

لفتني الخطاب الذي وجهه رئيس البرلمان الذي القاه خلال افتتاح الاجتماعات التي تعقد على هامش مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية الذي انطلق يوم الاربعاء في بغداد، وبالرغم من التحفظات التي رافقت هذا المؤتمر والاسباب التي عقد لاجلها في وقت تعيش فيه الامة الاسلامية اضطربات ونزاعات لا حصر لها، اتخذت من بعض الدول ساحات معركة لتصفية حسابات دول كبرى كان الخاسر الاكبر منها مواطني هذه البلدان الذين يعيش بعضهم الشتات والحصار والحروب الطائفية المقيتة، بالمقابل لا يمكن ان ننكر ايجابيات انعقاده في مرحلة تتطلب مراجعة دقيقة لكل الاحداث والمواقف.

ان السعي لعقد مؤتمر كهذا في هذا الوقت قد يحمل الكثير من الدلالات خاصة وان التحديات التي تواجه العراق والمنطقة تتطلب وقفة من جميع الدول، وهذا ما اشار اليه الجبوري عندما اشار الى ” ان الامم الحية هي من تحول التحديات مهما بلغت جسامتها الى انبعاثات نحو التجديد والتطوير، انبعاثات توفر لها منعة اقوى ودورا افعل واجدى في رسم العالم الجديد”.

ان رسم ملامح عالم جديد لا يخلو من المخاطرة والشجاعة في ذات الوقت، وهو امر قد يظن البعض انه ضرب من الخيال في خضم صراع الارادات التي تعيشه المنطقة والعالم ككل، وبالتالي ان عقد المؤتمر سيضع الدولة الاسلامية امام واجبها الحقيقي في مواجهة الارهاب بالقضاء على عصاباته اينما وجدت حواضنه وتحريم كل الافكار التي تقود شباب المسلمين الى مستنقع الارهاب والتطرف الاعمى، وهذا لن يتأتى الا من خلال التنسيق بين جميع الدول خاصة ما يتعلق بالملف الامني المشترك الذي يبدو ان مشكلاته مترابطة في العالم الاسلامي الذي تحاول اطراف معروفة جره وابنائه الى اتون حرب مذهبية واثنية قذرة تجعل المنطقة ميداناً لوحشية الارهاب الذي بات يستهدف انسانيتنا وسماحة ديننا الحنيف.

ولم يغفل الجبوري عندما اشار الى ان التصدي للارهاب يتطلب وضع استراتيجية اسلامية جديدة من خلال وضع الحلول الجذرية للتحديات الداخلية لهذه الامة المترامية الاطراف عميقة النوازع، عن طريق الاسهام في برامج التنمية للدول ذات الامكانيات الاقتصادية ومعالجة اختلالات اقتصاداتها وتوفير الحياة الكريمة لابنائها، وهذا ان تحقق وفق الرؤية التي اطلقها رئيس البرلمان، فاننا سنكون قد خطونا الخطوة الاولى نحو التسوية التاريخية الشاملة لقضايا المنطقة وفق منهج تبادل الحلول لا تقاطعها وتكاملها لا تمانعها، وكل ذلك كما يؤكد رئيس البرلمان يتطلب قمة إسلامية شجاعة وحاسمة يضع الجميع فيها بحسبانهم دفع أثمان باهضة من التنازلات للوصول الى الحل الناجع الذي تحتاجه كل الامم والشعوب بدون استثناء