18 ديسمبر، 2024 5:43 م

عندما يقرا الطالب دروسه في اية مرحلة دراسية فهذا شانه، يقرا لكي يتعلم وينجح وانا لا يعنيني ماذا يقرا ولا يحق لي منعه كما ولا يحق له ارغامي على قراءة دروسه ـ معلومة للفائدة سابقا كان التعليم من اختصاص وزارة المعارف لانها تعطي المعرفة فقط وغير اسمها الى التربية لانها تعطي المعرفة والتربية ـ وبعد ان ينهي دراسته الطالب ويتخرج من الكلية ويعمل في وظيفة وفق تخصص شهادته اي يقوم بتطبيق ما درسه بشكل عملي في وظيفته .

الاسلام هكذا يقوم الدين الاسلامي على تهذيب وتربية الفرد عقائديا واخلاقيا فالمسلم يصلي او يقرا القران او يصوم وبقية الاعمال العبادية انا اقوم بها ولا يقوم بها غيري نيابة عني او افرضها على غيري بل انا اقوم بها ايمانا مني بالله عز وجل وبعد ان احسن الالتزام بتعاليم الاسلام وما يفرضه علي من اخلاق حميدة اقوم بترجمة هذه الاخلاق على علاقتي مع افراد المجتمع كل حسب علاقتنا معه .

الاسلام بعد ثلاثة وعشرين سنة ثبت منهج الحياة ، الاسلام ليس حزبا او ايديولوجية لظرف معين لذا لايصح ان تظهر قراءات مثلا راي الحزب الفلاني بالاسلام او العلمانية والاسلام ، هذه الاحزاب جاءت لتتبنى افكارا معينة لاجل غايات اغلبها غير سليمة ولكن ظاهرها بانها من اجل الانسان وهي اصلا لا تعرف ماهو الانسان ، بينما الاسلام الذي جاء به الله عز وجل على يد نبيه محمد (ص) وهو خالق الانسان فان ما جاء في القران والسنة جاء من اجل الانسان .

هنالك تصرفات تصدر من الانسان باتجاه المجتمع تصب في خدمة المجتمع فان الله عز وجل يؤجره على ذلك بغض النظر عن ديانته او حتى ايمانه ، يعني الاوربي او الامريكي او الهندوسي عندما يصدر منه ما يخدم المجتمع فان الله عز وجل لا يتركه من غير ثواب ، واذا ما تجاوز المسلم على حقوق من هو غير مسلم بحجة نصرة الاسلام فانه يعاقب على فعلته هذه ، جاء نصراني الى الامام علي عليه السلام يشكوه من مسلم قتل خنزيره وبعد ان طلبه وساله عن الفعل قال نعم لان الخنزير حرام اكله فالزمه الامام علي بثمن الخنزير او ترضية النصراني وقال له حرام عليك وعليه ليس حرام ، والاسلام يؤكد بقاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم ، هذا في الاديان السماوية اما عند الساسة والعلمانيين فانهم يضربون المعايير بعرض الجدار بحيث لو قلت لامريكا انتم تقتلون البشر وتشنون الحروب وتعقدون الجلسات وتشكلون الاحلاف وتقولون السلام فانهم لا يجيبون ولا يلتفتون الى اعمالهم الدنيئة .

هنالك نهضة فكرية من قبل مثقفي ومفكري الغرب بداوا يطلعون على الاسلام من خلال القران والسنة بل وحتى التحقيق والتاكد من الروايات الموضوعة وقد زادوا على ذلك بانهم التفتوا الى نكات حقيقة المسلمون لم يتلفتوا لها .

الاسلام وضع الاسس للتفكير الايجابي والتطور الفكري وفق العصر اي ليس الغاء المعتقد بحجة عدم تماشيه مع ثقافة العصر ، فالعبادات هي عبادات هذه لا يمكن ان تتغير او تلغى ، واما بقية الاسس السليمة للنهوض بالمجتمع فانها ثابتة عند الاسلام كل العلوم موجودة عند المسلمين قبل ان يكتشفها الغرب فالعلماء ( طب ، فيزياء ، كيمياء ، وغيرها ) عندما نهضوا بهذه العلوم ايام الدولة الاموية والعباسية التي للامامية موقف سلبي ضدهم لظلمهم الا ان الائمة عليهم السلام يثنون ويشجعون ويعلمون كل من يقتحم هذه العلوم مهما كان توجهه العقائدي .

ومن هذا المنطلق لابد من التفريق بين ما يحق للفرد من اعمال عبادية لا يحق للاخرين منعه او تغييرها ولا يحق له فرضها على الاخرين فالاعمال التي عقوبتها ربانية تبقى بين العبد والله عز وجل اما التي عقوبتها دنوية واخروية يكون لعلماء القوم الحق في التوجيه وحتى المنع والعقوبة ان كانوا مبسوطي اليد والا النصيحة لابد منها حسب الظرف الذي يعيشه العالم .