18 ديسمبر، 2024 6:04 م

الاسلام لا يلتفت الى حنون

الاسلام لا يلتفت الى حنون

اتابع احد البرامج الحوارية والتي اغلبها تعرف كيف تنتقي ضيوفها لغاية في نفوسهم ، واكثرها جدلا هي الحوارات الاسلامية العلمانية ، العلماني التنويري ضيف الحلقة القادم من المجهول يشكل على الاسلام قول احد اصحاب المذاهب بان الحمل اربع سنوات ، بالرغم من ان هذا الراي لا يتبناه احد اليوم ولكني اسال هذا التنويري ماذا يقول لزواج المثل والجنس الثالث المتفشي في مجتمعات التنوير ؟ فهل يعلم مثلا هنالك قانون في احدى الولايات الامريكية نصه “يمنع ممارسة الجنس في الثلاجة “، فهل اطلع التنويري على هكذا قوانين ؟

المعلوم ان التراث الاسلامي تعرض لحملة تشويه متمثلة بتحريف ودس خزعبلات وحذف علوم وهذا يتطلب ممن يقرا التراث الاسلامي ان يقراه بانصاف وعلمية حتى يتبين له الحق عن الباطل .

هذا التنويري لم يقرا شيئا عن الاسلام ولغاياته السيئة يبحث عن ماهو محل جدل او خرعبل حتى يتشبث به ليثبت رايه بالاسلام ، وهؤلاء ليسوا بامر مستحدث على الاسلام او حتى على كل الرسالات السماوية .

فالذي يشكل على الاسلام هكذا روايات مشكوك فيها او لا يستوعبها عقله هو بعينه الذي يقول للنبي عندما يبلغ رسالته بانه ساحر ، او لماذا لا تمشي معه الملائكة ، او لماذا لا يكون له قصر وجنان ، او يشككون كيف يجعل الالهة اله واحد ، وغيرها من الاعتراضات التي هي نفسها ولكن بشكل عصري اليوم ولان التفكير المادي هو الطاغي على عقول الناس فان مسالة الجنة والنار والقيامة تصبح خارج نطاق مداركهم ولا يمكن ان يقتنعون بها .

لنترك كل هذه الخلافات ونسال ماذا يريد الانسان من الدنيا ؟ المنطق والفطرة تقول انه يريد السعادة والسعادة تتحقق بضبط موازين الحقوق والواجبات فاذا ضبطت بشكل عادل تحقق المطلوب والعدالة لا تتحقق الا بتشريع عادل ، ومن له الحق بالتشريع ؟، هنا سؤال جوهر الخلاف .

كل من يتبحر في التراث الاسلامي وحتى بالعلوم المادية ويترك العاطفة خلف ظهره ينتهي به الحال الى اعتناق الاسلام او احترام الاسلام باضعف الايمان ، اما المسلم الذي ينتقد الاسلام فان السبب ليس علمي بل دنيوي دنيء بحت، ينظر الى بهرج الدنيا وتحقيق الملذات فيتبع هواه ليطعن في دينه وهو مثل حنون ( ما زاد حنون في الإسلام خردلة….ولا النصارى لهم شغل بحنون ) بل يستخدم للترويج الاعلامي كيدا بالاسلام وعندما ينتهي دوره يرمى في اقرب حاوية نفايات

المسالة المهمة ان هؤلاء لا تراث لهم ولا اسس علمية ولا منطق واضح حتى تتمكن من مناقشتهم ، فمبادئهم هي مخالفة الاسلام والبحث عن خزعبلات وهذه الخزعبلات هي في صلب حياتهم ولكنهم لا يرونها .

يكفينا ان مراكز البحث العلمانية والمؤسسات الحكومية العلمانية هي تصدر التقارير والاستبيانات الخاصة بانتشار الاسلام وتؤكد النمو السريع للاسلام في بلدانهم بل قالوها ستكون اوربا الاسلامية في المستقبل القريب .