اتذكر ويتذكر من كان يتابع التمثيليات المحلية العراقية في السبعينيات ، اخص بالذكر تمثيلية “تحت موس الحلاق ” تمثيلية صف محو الامية يدخل المعلم فيرى الصف هرج ومرج فسال مراقب الصف عن سبب الفوضى فاعطاه ورقة باسم المسبب وكان اسم عبوسي وتبين ان عبوسي لم يكن حاضرا .
هذه المقدمة هي لمن يتهم الاسلام في اي تخلف ونكسة تتعرض لها الدول الاسلامية لاسيما العربية والاسلام لا علاقة له بذلك.
في الغرب ترى ناطحات السحاب والتطور الطبي من اجهزة وادوية وتطور الصناعات ميكانكية ، الكترونية ، التطور الزراعي ومترو وغيرها ، هذه التطورات تاتي بجهود اصحاب الاختصاص اي خريجي كلية الطب والهندسة والعلوم بشتى اقسامها والزراعة وغيرها من التخصصات وبعد ذلك يبدا هؤلاء بترجمة دراستهم الى عمل على الارض وتقوم الحكومة بدعمهم كل حسب مجاله .
هذه الكليات هي نفسها عندنا ومستلزمات الدعم موجودة فما علاقة رجل الدين بطالب يحمل شهادة لا يعمل او لا تدعمه الحكومة ؟ رجل الدين هنا دوره لهؤلاء الطبيب والمهندس والكيمياوي والزراعي توجيهه ان لا يغش في عمله يعني الطبيب يشخص المرض بدقة والمهندس يستخدم مواد البناء الجيدة وبالكميات الصحيحة ليكون البناء متين وكذلك الكيميائي تحرم عليه صناعة ما يؤذي الانسان من متفجرات واسلحة دمار شامل ، وهكذا .
الاسلام يحث على العلم بدليل الفترة الذهبية قبل القرن العاشر للهجرة ايام ابن سينا وابن الهيثم والكندي وغيرهم الذين وضعوا اسس ما تخصصوا به من علوم الم يتحدث الغرب عن الخوارزميات في الحاسبات ؟
اما الحكم الشرعي الذي يتخصص به رجل الدين فانه يدرس الاسس الصحيحة لاستنباط الحكم الشرعي وهذه الاسس موجودة في القران والسنة ، ولان الله عز وجل هو خالق الانسان والكون فانه يعلم بكل حيثياته لذا يكون حكمه مدروس بشكل متقن يضمن حقوق كل الاطراف المعنية ، وهنا يدرس طالب العلم الديني هذه الاسس ويجتهد بما يقدر عليه لاستنباط الحكم الشرعي .
يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان العبادات لا تقبل التجديد لكن المعاملات بحاجة لاعادة نظر ، ولا اعلم ماهو الذي يحتاج الى اعادة نظر مثلا العمليات الربوية حرام هل هنالك تجديد لهذا الحكم ؟
الامر الاخر التجديد ليس مرفوض بحد ذاته ولكن لكي يكون فعال ومؤثر فهو بحاجة الى امرين مهمين ، الاول ان يكون المشرع او رجل الدين مسموع الكلام اي عندما يامر بحكم معين يجب ان يكون هنالك ملتزم كل حسب تخصصه اي السلطة التنفيذية والقضائية وهذا غير موجود ، مثلا كتاب البنك اللاربوي في الاسلام للسيد الشهيد محمد باقر الصدر هل التزم به المختصون والعاملون بهذا المجال ؟ والامر الاخر اذا كانت مفردات الحكم القديم غير موجودة فانه لا يكون فعال ، اي لكل حكم موضوع وهذا الموضوع ان انتفى انتفى الحكم ، لربما هنالك من يعترض على ذلك قائلا ان الاسلام مثلا لا يحق له التدخل في مفاصل السياسة ، وهنا نقول له ان عمومية هذه الكلمة الضبابية لا يمكن الركون اليها ولكن ان استشهدت لنا بحالة سياسية لنرى الا يوجد في الاسلام ما يخص هذه الحالة ؟ فهل ما تقوم به الدول العلمانية من اباحة الحروب ـ الارهابية ـ والجنس يعتبر ضمن السياسة ؟ واما التطور الذي ذكرناه انفا فان الاسلام يحث عليه بشكل يخدم المجتمع للقائمين عليه ـ طبيب، مهندس ، كيميائي ، وغيرهم ـ
هل الزواج بحاجة الى تجديد ؟ هذا لا يمكن لان القران اكد على قانون الاحوال الشخصية بالتفصيل وهذا يتبعه قانون الارث ، فهل التجديد زواج المثل ؟ هل التجديد ان يكون للبنت خليل غير الزوج ؟ هل التجديد التعري وسط الغرباء ؟ هل التجديد الحمل والولادة قبل الزواج ؟
اخيرا لا توجد مفردة في الحياة تخدم البشرية بشكل شرعي لا يكون للاسلام راي فيها او اشارة اليها