10 أبريل، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

الاسلام رسالة سماوية راقية رائدها و قائدها النبي محمد صلى الله عليه وسلّم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بمناسبة ذكرى مولد سيد الكائنات محمد سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام نستذكرمنزلته وفضله عند الله وعند البشر , ان الوحي لا يصيب الناس اتفاقاً , بل يرشح له أكمل الناس رشداً وأسبقهم فضلاً وأنبلهم خلقاً وأنضجهم رأياً , وسيرة هؤلاء في الحياة ليست مما ينبذ وكلامهم ليس مما يهمل فكيف اذا تأيدت هذه العراقة بالعصمة وهذا الذكاء بالتسديد
وفينا رسول الله يتلو كتابه * إذا انشق مكنون من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنــــــات أنّ ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
نتناول هذا الموضوع بدون عصبية وبحيادية معقولة ومقبولة الاسلام كدين تعرض الى حالات محاربة وتشويه باشكال مختلفة داخلية وخارجية الهدف الاساس منها تشويههُ وتحديده وتحجيمه بغية تخريبه , قام وتقوم بذلك جهات عديدة مختلفة تعتاش و تعتمد على طبيعة المحيط الذي تعمل فيه من ناحية الثقافة والفهم والادراك والعصبية والغلو القومي والديني والتطرف الفكري . والسبب في ذلك يعود الى ديانات العرب وعباداتهم وآرائهم قبل الاسلام وتقاطعه وتناقضه مع بعضهم ورفض وادانة البعض الآخر . واستمر هذا الحال الى اليوم وسيستمر الى يوم يبعثون , لم يقتصر هذا على الجزيرة او المنطقة العربية في حالنا الحاضر بل شمل العالم كله مستغلينه لذرائع شتى حسب اطماعهم واهوائهم العدوانية الغير سليمة والاسلمية .
من ديانت العرب وعباداتهم
1 – عبادة الاصنام
2- عبادة الملائكة : على انها بنات الله على حد زعمهم ” اللات و العزى و مناة “
3- الصابئة : ومقرهم اليمن وحران وهم عبدة النجوم
4- النصرانية : وكانت في الشمال ونجران
5- اليهودية : وكانت في يثرب وخيبر و فدك
6- الطوطمية : وتدل على وجودهم أسمائهم ” جحش و وثور و كليب وأسد”
7- الدهريون : وهم من لم يؤمن بدين أو اله , ويخبرنا الله بقوله ” إنما نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ” وقولهم ” ماهي الا أرحام تدفع و أرض تبلع “
8- المجوسية : عبادة النار
9- الحنفية وسنة ابراهيم : لا يعبدون الاوثان ويؤمنون بالله الواحد ولم يتبعوا نصرانية ولا يهودية وآمنوا بالعقاب والثواب , ومنهم عبد الله بن هاشم جد الرسول عليه الصلاة والسلام وقيس  بن ساعدة الإبادي وكان حكيم العرب ذكره النبي عليه الصلاة والسلام و وزيد بن عمرو بن نفيل وهوابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
10 – أصحاب الأخدود : وكانوا نصارى ايظاً في اليمن ” قصتهم مذكورة في القرآن الكريم “
11- المبشرين : وهم الذين بشروا بمعبث النبي وهم فئة كبيرة لا مجال لحصرهم ومنهم تبان أسعد أبو كرب الحميري .
حاصل الامر من هذا يتضح إن للعرب آراء مختلفة وافكارمتناقضة ومتقاربة تتطلّع الى امرٍ ما ولهم اخلاق وعادات متفق عليها متعامل بها اجتماعياً , لذلك ليس علينا نكران هذا بمجرد نطق مفهوم مصطلح الجاهلية وغلق الابواب عليها بل ينبغي فهمها كحالة عامة سائدة بتنوعها كثقافة اجتماعية متداولة بين الناس في حينها وزمانها يضاف الى ذلك ان المنطقة السائد فيها التجارة وخاصة مكة ومن اسباب نجاحها واتساع واستمرارية التعاطي والتعامل بها أي التجارة القبول بتداول هذه الافكار والاراء والتداول بها ,
الأسلام ثورة عظيمة كبرى : لكل ما ذكرناه يعتبر الاسلام حدث مذهل وأمر عظيم وجلل لمن تفاجئ به , بين قوم تشعب الكفر في نفوسهم ومرنت على الجدل ألسنتهم وكأن القدر تخيّر هذه البيئة لتكون مجتمعاً يمثّل آخر ما يحيك في القلوب من ريبة وآخر ما يبذله الباطل من التحدي فإذا أفلح الإسلام في تبديد هذه الريب وتذليل هذه العوائق { فهو على مادونها أقدر } ذات صواعق ورعود ” أو كصيّبٍ من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم منَ الصواعق حذَرَ الموت والله محيطٌ بالكافرين ” سورة البقرة 19؛؛
ويظهر أن آصرة الشرك بين المجوسية والديانات السماوية المشوّهة هي التي جعلت هذه الاحزاب إلباً على المسلمين يوم بدأوا يقيمون جماعتهم على عبادة الواحد الحق وقد نبأ الله هذه الامة بأن الأذى سوف ينصب عليها من عبدة الاصنام ومن اهل الكتاب في آن واحد , ووصّاها أن تتذرع بالصبر أمام هذا التحامل ” لتبلونّ في أموالكم وأنفسِكم ولتسمَعن من الذين أوتو الكتابَ من قبلِكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبِروا وتتّقوا فإن ذلك من عَزمِ الأمور ” سورة آل عمران 186
{ الإسلام يغالي بقدر الإنسان ويعطيه جزاءه الحق على الرفعة والضعة }
أما النصرانية فالمرء عندها أنزل قدراً من أن يتصل برب العالمين من تلقاء نفسه لا بد من آخر يحمل قربته ويقبل توبته , ومن ذلك الآخر ..؟ شخص دعي ..! فإذا اقترف ذنباَ فليس هو الذي يلقى قصاصه , إن القربان ذبح قديماً من أجل خطيئته تلك وعليه أن يصدق بذلك لينجوإن اراد النجاة ..!
هذا الخلط في المفاهيم والصوّر يحتاج الى وسائل قوية وثقيلة ليسير في الحياة مراغماً للمنطق والعدالة ,
أما الاسلام فإن الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام قولاَ تتفتح له الأعين والأفهام ” قل من رب السماوات والارض قل الله أفأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ” سورة الرعد16 . إن الاسلام من الناحية العقلية معرفة للحقيقة ومن الناحية العاطفية حب لها . فكان الاسلام دين ودولة وأمة وسيبقى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ***
مصادر المقال / أ- ديانات العرب وآرائهم ـ مجلة تحولات العدد 3 ايلول 2005 زياد حمادة /  ب – فقه السيرة ـ محمد الغزالي ج- الشعر لعبد الله بن رواحه 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب