23 مايو، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

الاسلام الشيعي الايراني و الداعشي السني مرفوض

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المعروف ان السبب الاساسي للحرب العالمية الأولى اقتصادي بالدرجة الاساس بعد خسارة الدولة العثمانية الحرب تم تقسيم المنطقة العربية الى دول متعددة بين دول استعمارية مختلفة أهمها بريطانيا وفرنسا ومن المعروف ايضاً ان سياسة هذه الدول الاستعمارية بشكل عام وثابت هو العمل بمبدأ { فرّق تسد } لضمان استمرار السيطرة الفعلية على المجتمعات والدول التي تقع تحت سيطرتها , وهذا الحال معروف قديماً و حديثاً ونجاح العمل به عالي نسبياً لحد كبير معتمداً بشكل عكسي على وعي الشعوب وإدراكها لمصالحها ومعرفة عدوانية الدول الطامعة فيها . أغلب المخاطبات المتداولة اثناء الحرب العالمية الثانية بين تشرشل رئيس الوزراء البريطاني والرئيس روزفلت رئيس الولايات المتحدة الاميركية كانت تذيّل بحروف سرية خاصة يعرفها الرئيسين فقط وهذه الحروف تعني عبارة ” استمر في خلق المشاكل في المناطق التي تسيطر عليها ” هذا المبدأ المعمول به من قبل هاتين الدولتين بريطانيا واميركا لا يزال العمل به جاري لحد اليوم ولم يتغير ، وابرز مايكون في العالم حاليا لهذا , هي المنطقة العربية , ومن المعروف ايضاً ان انظمة الدول العربية التي خلقتها الدول الاستعمارية نصّبتها هذه الدول المسيطرة نفسها , بالمقابل هناك مسألة مهمة ينبغي ادراكها وهي الصلاحيات الكبيرة التي منحتها الدول الاستعمارية للحكومات التي خلقتها لأدارة وحكم الدول والامارات التي كونتها وخصوصاً الملكية منها , تفوق كثيراً امتيازات حكام الدول المستعمرة نفسها , مثلاً بريطانيا النظام الملكي فيها ( مصون وغير مسؤول ) لكن في الانظمة الملكية والاميرية في منطقتنا العربية يكون الملك او الامير او العائلة الملكية هي المسؤولة عن كل شيئ في دولتها ولها صلاحيات مطلقة وخاصة الجانب السياسي والعسكري والاقتصادي والخيارات الاجتماعية , والسبب في هذا يصب في المصلحة الاستعمارية , هذا يتضح جلياً في الانظمة الملكية في الماضي والحاضر في كل حكومات الدول التي كوّنها المستعمر مثل النظام الملكي في العراق والسعودية وبقية امارات الخليج والاردن ومصر وسوريا التي كانت تحت السيطرة الفرنسية , من هذا يتضح ارتباط هؤلاء الحكام بالدول التي خلقتهم ونصبتهم بما هم عليه , والسعي لخدمتها حفاضاً على عروشهم ومصالحهم الشخصية بالدرجة الاساس , على حساب مصالح شعوبهم و وطنهم ودينهم .

ويدخل النظام الايراني بضاهرته الخمينية في هذا الباب وهذا المفهوم ايضاً هُم اي الدول الاستعمارية من ساعد وصنع وخلق الظاهرة الخمينية . ابرز هذه الدول والتي تعمل بمفهوم المنطق الاستعماري الذي غايته الاستحواذ والسيطرة على ثروات الشعوب ومقدّراتها . هي بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا قديماً وحديثاً ” يقول المجرم بوش الصغير في حديثه مع مجموعة من الطلبة المعترضين على حربه على العراق يقول لولا الحروب التي تشنها اميركا في العالم لما تمتعتم بالرخاء الذي انتم فيه وتعيشونه حالياً ” . الذي خلق الكيانات والانظمة العربية خلق الظاهرة الخمينية وخلق ظاهرة داعش ويستطيع ان يخلق شبيههما مستقبلا . معظم دول العالم وشعوبها لا تفكر بالاعتداء والسيطرة وسلب خيرات الآخرين ومنها المجتمع العربي وشعبه لا يفكرون مطلقاً بالاعتداء على دول اخرى وسلب ونهب موجوداتها , لكن هذا موجود في حسابات الدول الاستعمارية كما قلنا . فهذه الدول تخطط لهذا المنهج الذي يعتبر جزء من حياتها ونهجها ونهج شعوبها وثقافتهم السياسية الخاصة والعامة . هذه الدول تدعي نشر الديمقراطية والدفاع عنها , وهذا كذب مفضوح تحارب كل نظام ديمقراطي حقيقي في المناطق التي تسيطر عليها وخاصة المنطقة العربية , وحتى غير العربية , في الاتحاد السوفيتي مثلاً بعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والدول الاستعمارية ذات النظام الرأسمالي واندحار الشيوعية ومجيء حكام مسييرين من قبل الدول الثلاث التي ذكرناها وخاصة الولايات المتحدة الاميركية إبتدائاً بخارباتشوف مروراً بيلتسن وانتهائاً ببوتين , ماهي نسبة الديمقراطية الحقيقية المتحققه في روسيا مقارنة في الديمقراطية السائدة في كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا الثلاثي الاستعماري الغربي , متفقين بشكل كامل فيما بينهم على دعم الانظمة الموالية لهم ملكية او غير ملكية دكتاتورية فردية او غير ذلك , المهم ان تسير في ركابهم وتدور في فلكهم , كل من يخرج عن السيطرة في هذا الموضوع يحارب . الصراعات المحلية والحروب والمعارك وما يجري من كوارث على شعوب هذه المناطق كلها بسبب الثلاثي الاستعماري ومن يواليهم , ايران وافغانستان مهمتين كموقع استراتيجي لهذه الدول , والمنطقة العربية كمصدر نفطي وكحالة اقتصادية أيضاً لذلك يعمل هذا الثلاثي الاستعماري على خلق المشاكل وتأجيج الصراع الطائفي والديني والقومي في مناطق نفوذها , نسأل لماذا إستُبدِلَ شاه ايران بالخميني , لأن الخمينية اقدر من الشاه في نشر الفوضى والخراب وتعميمه بين الدول العربية خاصة والاسلامية بشكل عام ونسأل ايضاً لماذا لم يكن موقف الدول العربية الخليجية وغيرها لمواجهة الضاهرة الخمينية والتدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية مثل ما هوموقفهم الآن بعد سيطرة الحوثيين على اليمن . سبب رئيسي واساسي لا يغيب عن اذهاننا ان ما يجري من فوضى مدمرة يخدم الجميع الثلاثي الاستعماري والكيان الصهيوني وحكام الدول المتصارعة , يبعد عنها شبح الثورات الداخلية او ظاهرة الربيع العربي ايران مشمولة بهذا . التدمير الذاتي الواسع في اهم دول للمواجهة مع اسرائيل  سوريا والعراق وتعطيل التنمية والتردي الاقتصادي في بقية الدول ابرزها اليمن ولبنان . الاسلام والمسلمين لم يكونوا في الماضي مثل ما هم عليه الآن , لا في صدر الاسلام فترة الخلفاء الراشدين ولا في زمن الدولة الاموية ولا العباسية ولا في زمن العثمانيين , حدثت منعطفات سادت لفترات معينة بعدها استقرت الامور على حال مقبول اجتماعياً بين جميع الاطراف كمسلمين سنة وشيعة وكديانات اسلامية يهودية مسيحية , لكن ما يجري اليوم حقيقة لا يقبلها العقل السليم ولا العقلاء من البشر ولا الضمائر الانسانية الشريفة , سوى الموالين للثلاثي الاستعماري والصهيونية العالمية , الجميع يعمل ويجاهد من اجل مصالحه كأنظمة مصنوعة ومرتبطة بسادتهم الاستعمار الثلاثي والصهيونية , وعلى حساب الشعوب العربية والاسلامية . المنطقة بحاجة الى ثورة حقيقية على الثلاثي الاستعماري الصهيوني وعلى من يواليهم من احزاب اسلامية شيعية وسنية , وان يكون القياس و الفيصل هو كل من يسعى لألحاق الاذى والضرر بهذه الشعوب فهوكائن مسخ عدواني تنبغي محاربته , مصلحة الشعوب واحدة بغض النظر عن الاثنية والقومية والدينية , ولا بديل عن العلمانية الايمانية أو الاسلام المعتدل الذي لا يفرق ويتعايش مع الجميع بشكل سليم عادل ومنصف , يقبل الجميع بما هم عليه ويرفض الاساءة من اي مصدر والعمل بمبدأ خير الأمة , العمل بالمعروف والنهي عن المنكر ــ المعروف خدمة الجميع ورعايتهم وحمايتهم والمنكر الاسائة المتأتية من ايٍ كان . نحن كمسلمين لا نريد السني اذا كان مصدر أَذاً لنا ولا نريد الشيعي اذا كان كذلك . ما يحدث في العراق وسوريا واليمن لم يكن ضمن مفاهيم الرسالة السماوية التي انزلها الله وجاء بها الاسلام وما حدث ضد المسيحين والازيدين كذلك . اذا كان الاسلام وسيكون مثل مايفهمه ويسلكونه الشيعة الايرانيين والسنة الدواعش مرفوض ولا نريد العمل به . الانسان يعيش مرة واحدة على الجميع فهم واحترام هذا المنطق ومن لايفهم ذلك ويلتزم به فهومجرم بحق الديانات والمذاهب كلها وبحق الانسانية والضمير .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب