23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

توطئة
اعزائي واصدقائي المحترمين.. انشر حلقات من كتابي الموسوم {الاسلام الثاني} في المواقع الالكترونية متمنيا ان ينال رضاكم والله الموفق.

لا يمكن انكار مسالة مهمة لعبت دورا كبيرا في شق الامة الاسلامية الى طوائف وحركات وتنظيمات سياسية متشددة , وظهرت على اثرها شعائر مرفوضة من كلا الطرفين. واستخدمت تلك الشعائر نقطة انطلاق لتسقيط النصف الثاني من الاسلام .. امام هذا السيل الجارف هل يمكن ان ندلو بدلونا في رتق الصدع في الافكار بين { من يحمل فكرا يعتد به من علماء الشيعة والسنة} وان يكون لهم صوت مؤثر في الغالبية العظمة التي تشكلها الجماهير المسلمة من الفريقين . ولذا ابديت رغبة في كتابة { الاختلافات الفكرية والتاريخية بين الشيعة والسنة} غايتي ان تصل المعاني الفكرية للطرفين ومعرفة المباني التي استنبطها علماء مدرسة الصحابة وائمة اهل البيت{ ع}.

المهمة ليست سهلة, بل معقدة ,حتما ستكون مستهدفه من اصحاب الدكاكين الذين يعتاشون على الخلافات ,ويعيشون على اختلاق الصراع طيلة القرون الماضية الى اليوم.” ولا ادعي ان كتابي هذا سيحل الاشكالية الازلية “, ولكن هي محاولة لمخاطبة “اصحاب العقول ممن يرغب معرفة الدين” غايتي ان يعترف بالإسلام الثاني ولا يعتبره كافرا, لأننا امام واقع مرير نركز على الخلافات, ونركن المتفقات جانبا . ومن يتحدث بالوحدة وفهم الاتفاق يتهم بالطائفية والخروج من المذهب وغيرها من الاتهامات الباطلة ,

فهل يمكن أن تُحل تلك المعادلة المستعصية ويلتقي السنة والشيعة على أصول الإسلام ونغلق باب المزايدات أمام أعداءنا الذين يلعبون على وتر الخلافات بين السنة والشيعة وتأجيج العداوة بينهما. لان النزاع اذهبت قوتنا وغيب شوكتنا مصداقا لقول الله تعالى: “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ”. من جانب اخر تكالبت علينا الأمم رغم امكانياتنا المادية والبشرية . تكالب لا يمثل لنا مشكلة تخيفنا لآن الله تعالى تكفل بحفظ الإسلام لأنه دين الخاتم قال تعالى: “يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*

كثر الكلام عن انتشار ظاهرة خوف الكفار من الإسلام، وخوف الاتجاهات العلمانية من الحكم الإسلامي، وقام بعض المسلمين بنشر خطاب دعوي، يجتزئ من الإسلام وتعاليمه ما يحاول به طمأنتهم، وإزالة شعور الخوف من نفوسهم .ولذا استخدم المتصدون مهمة طمأنة الأعداء ،من خلال أسلوبهم المتمثل بالهروب من مناقشة الجزئيات، والاكتفاء بالنظر إلى زاوية واحدة ، ثم قاموا بتعميم هذه الزاوية؛ لتصبح كأنها رؤية شمولية للإسلام. من هذا المنطلق نرى وحدة المسلمين ، فريضة شرعية على الأمة ، وهي مطلب منطقي لجميع المسلمين .رغم انها من الناحية العملية حلمٌ بعيد المنال ! و السبب باتفاق الجميع السياسة التي فرقت أمة محمد{ص} .