الاسلاميون الليبراليون .. مصطلح جديد يطلقه البعض من السياسيين العراقيين على انفسهم .
لو اطلعت على ادبيات التوجهين لرأيت عدم التقاء وتقاطع في كل شيء ، وجمعهما مستحيل بالمرة ، فاما على الصعيد الايديولوجي فالاول (الاسلاميون) يدعون الى تطبيق حكم الشريعة الالهية ويرون ان الانسان لا يستطيع العيش بدستور وضعي في حين ان الليبراليون يرون ان الدستور الالهي منطلقا لديكتاتورية الاسلاميين ، واما على الصعيد الاجتماعي ، الاول يدعو الى ضرورة الستر والثاني عنده التخلع من ضروريات الحداثة ، الاول يرى ان المرأة مقدسة والثاني عنده لا مانع من ابتذالها بحجة حقوق الانسان وحق العيش والتمتع بالحياة ، اما على الصعيد السياسي ، فالليبراليون يحرمون على الاسلاميون العمل السياسي ويدعوه الى فصل الدين على السياسة وممارسة الدين في دور العبادة فقط… الخ
(ادري شلوه رهمتوهة هم اسلاميين وهم ليبراليين ؟) … المهم بالموضوع .. ان تصرف هؤلاء مطابق لقوله تعالى : وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم.
انا لا اقصد بهذه الاية ان الاسلاميين ملائكة والليبراليين شياطين ، اذ اني على يقين انهم جميعا يبحثون عن مصالحهم فقط وان توجهاتهم ان كانت اسلامية او ليبرالية هي تسميات فقط ولا يعرفون حتى معناها .
الا اني اعتقد ان هذه المصطلحات الغريبة التي يمكن ان تمرر على الاغبياء ، تعبر عن حالة الولاء لهؤلاء لبعض القادة الاسلاميون وليبقوا بنظرهم (مؤمنين) – وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا – ، كما تعبر عن حالة الاستنكاف التي يشعرون بها من توجههم الاسلامي عندما يلتقون غير الاسلاميين – وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم – .
نعم … هناك اسلاميين يمارسون سرا اعمالا غير اسلامية بالمرة عندما يختلون بانفسهم او يسافروا لدولة سياحية ما ، لكنهم يحاولون الحفاظ على اسلاميتهم في العلن ولا يستنكفوا من توجههم . في حين ترى ان هناك ليبراليين يمارسون اعمالا اسلامية فتراه يصلي ويصوم ويمارس العبادات لكنه لا يحب ان يحسب على الاسلاميين .
في حين ان (الاسلاميون الليبراليون) ، يريدون من اطلاق هذا المصطلح عليهم ، بان لا ينتقدهم الليبراليون عندما يعلنوا توجهاتهم الاسلامية (المفترضة) ، وان لا ينتقدهم الاسلاميون عندما يمارسون اعمالا غير اسلامية في العلن .
بحثت كثيرا عن هذا المصطلح في الادبيات السياسية فلم اجده حتى في دول عربية شرقية ربما تعرضت لنفس ظروفنا السياسية ، الا في العراق (الجديد) ، وهي تمثل حالة العهر والنفاق السياسي في العراق الذي نعيشه ، وسهولة استغفال الناس .
المشكلة اني املك في ذهني قائمة من الاسماء التي تطلق على نفسها هذه التسمية المفترضة (لا داعي الى ذكرها) وتربطني بها علاقاة جيدة توطدت من خلال التماس والاحتكاك بين العمل السياسي والاعلامي . لكن الذي اقوله وانصحهم به : ان يكونوا واضحين مع انفسهم قبل ان يكونوا واضحين مع الناس ، فالصادق مع نفسه صادق مع الناس بدون الحاجة الى اثباتات او اطلاق تسميات .