اعتقل السيد أحمد القبانجي يوم الاحد 17/2/2013. وقد تم ذلك على يد جهات امنية ايرانية في مدينة قم. الجهات الايرانية التي اعتقلت السيد أحمد القبانجي، قامت بأكبر خطوة غبية يمكن ان يقوم بها احد، فهم باعتقالهم للسيد القبانجي زادوا من شهرته، ومن لم يسمع به من قبل اصبح يعرفه الان حق المعرفة. يبدو انهم لم يتعلموا من الماضي، ففي زمن مضى قام امامهم الخميني بتكفير سلمان رشدي صاحب كتاب “آيات شيطانية” وإهدار دمه! والنتيجة؟ تم بيع اكثر من 100 مليون نسخة من كتابه وتمت ترجمته الى مختلف اللغات.
ما الذي فعله السيد القبانجي ليتم اعتقاله؟ لم يقم بأكثر من الدعوة الى تخليص الدين من براثن رجال الدين، فمشروع القبانجي الفكري يتضمن تفعيلا حقيقيا لحرية العقيدة والفكر حتى في اساسيات الدين، لكن يبدو ان الخطر الاكبر الذي يخافون منه هو رأيه فيما يتعلق بولاية الفقيه والحكومة الدينية بشكل عام، فالقبانجي رجل دين علماني لا يعترف بالحكومة الدينية، وقد قام في اكثر من مناسبة سواء عن طريق محاضراته او كتبه بتفكيك دعائم عقيدة ولاية الفقيه.
الجدير بالذكر ان القبانجي ذهب الى ايران من أجل تأليف وترجمة بعض الكتب الى جانب زيارة عائلته التي تعيش هناك. وهذا يعني انه ذهب الى هناك في مهمة جهاد فكرية، فصحيح ان الدستور الايراني ينص على ان “العقائد مصونة، ولا يجوز التعرض لأحد لمجرد اعتناقه عقيدة معينة.” المادة:23. إلا انه غير معمول به، فمصالحهم اولى من كل شيء، وهم بفعلتهم هذه يؤكدون فشل الدولة الدينية وعدم قدرتها على تقبل اي نوع من الافكار المخالفة.
في الختام يكفي ان كوكبة واسعة من المفكرين والناشطين في الساحة الفكرية العراقية قد وقفوا الى جانب السيد القبانجي وطالبوا بإخراجه من الحبس بأسرع وقت ممكن، كما ان المواقع الالكترونية للصحف والوكالات الاخبارية قد ساهمت في تعميم الخبر ونشره في كل مكان، ومن المتوقع ان يتم عمل اعتصام امام السفارة الايرانية في الايام القادمة.