23 ديسمبر، 2024 9:01 م

الاسد بموسكو ..ماجديد تطورات الحرب على سورية ؟!

الاسد بموسكو ..ماجديد تطورات الحرب على سورية ؟!

تزامنآ مع الإجتماع الرباعي لسيرجي لافروف وجون كيري وفريدون اوغلو وعادل الجبير المتوقع غدآ بفيينا والمخصص بمجمله للشأن السوري ،تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لموسكو لتؤكد على أنطلاق مرحلة سياسية جديدة في سورية ،مرحلة مركبة الاهداف والإبعاد والخلفيات السياسية والعسكرية المتزامنة ،ومايؤكد كل ذلك هو مجموعة الأتصالات للرئيس فلاديمير بوتين مع الملك السعودي والرئيس المصري والملك الإردني والرئيس التركي والتي إعقبت لقائه بالرئيس الاسد ،والتي تؤكد بمجموعها أوعلى الإقل توحي بأن هناك مسار سياسي جديد يستهدف تحريك المياه الراكدة بمجمل ملف الحلول السياسية للحرب على سورية.
 
 
 
 اليوم ومع هذه المؤشرات بمجموعها والتي توحي بقرب إنطلاق مسار جديد للحلول السياسية للحرب على سورية والخاصة بالوصول إلى حلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية، في العاصمة الروسية ، تأتي لهجة التصعيد القطرية –الفرنسية –السعودية ،لتؤكد أن هذه الدول وغيرها من حلف العدوان على الدولة السورية مازالت تراهن على التصعيد العسكري بسورية ،ومن هنا يبدو واضحاً في هذه المرحلة أنّ مسار الحلول «السياسية» ما زال مغلقاً حتى الآن، وخصوصاً أنّ استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها تجاه سورية بدأت تفرض واقعاً جديداً، فلم يعد هناك مجال للحديث عن الحلول السياسية، في ظل الدعم التسليحي  المتنامي من هذه الدول للمجاميع الإرهابية،وفي ظل الحشد الكبير من الطائرات الهجومية التي تحشدها واشنطن بقاعدة إنجرليك الجوية جنوب تركيا ،ردآ على مايبدو على مشروع روسيا الداعم للدولة العربية السورية بحربها على الإهاب .

اليوم عندما نجد أنّ كمّاً هائلاً من السلاح و المسلحين العابرين للقارات والمدججين بالسلاح قد أدخلوا إلى سورية خلال الفترة الأخيرة ، بمحاولة من قوى العدوان لأفشال المسعى الروسي الداعم للدولة العربية السورية ،هذه الحقائق بمجموعها  توضح لنا أنّ الهدف من التوريد المستمرّ للإرهاب هو ضرب منظومة وهيكلية العمل الروسية –السورية المشتركة بحربها الشاملة على الإرهاب في سورية .

ورغم ذلك فما زالت منظومة العمل السورية-الروسية  قادرة على أن تبرهن للجميع أنها قادرة على  الإستمرار واسقاط كل التحديات التي تواجهها اليوم، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة،مدعومآ بسلاح الجو الروسي والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى بقوى المعارضة المسلحة “حسب تصنيف واشنطن وحلفائها لها ” .
 
 

إنّ الدعم الروسي المتزامن مع استمرار انتفاضة الجيش السوري الأخيرة في وجه كلّ البؤر المسلحة في شمال سورية ، سيشكل حالة واسعة من الإحباط والتذمر عند الشركاء في هذه الحرب المفروضة على الدولة السورية، ما سيخلط أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة من جديد، والواضح اليوم أن بعض القوى الشريكة بالحرب على سورية قد بدأت بالاستدارة والتحول في مواقفها وقامت بمراجعة شاملة لرؤيتها المستقبلية لهذه الحرب، وهذه الاستداره لم تأت إلا تحت ضربات وانتصارات الجيش السوري الميدانية المدعومة بسلاح الجو الروسي.

 

ومن هنا وبهذه المرحلة التي يحقق بها الجيش العربي السوري مدعومآ بسلاح الجو الروسي انجازات كبرى بالميدان السوري ،لايمكن أبدآ أنكار حقيقة أنّ الأدوار والخطط المرسومة من قبل قوى العدوان للتصدي لهذه الأنجازات ومنع تمددها ما زالت تعمل بفعالية نوعاً ما حتى الآن على الأرض بسبب التوريد اللامحدود للسلاح والمسلحين للمجاميع المسلحة مؤخرآ،ومن هنا يجب عدم الاستهانة بهذا الدعم المستمرللمجاميع المسلحة من هذه المنظومة المعادية لسورية الدولة  ،فهذا الدعم سيكون له دور بارز مستقبلآ بالحد من أنجازات ميدانية للجيش العربي السوري وحلفائه على الارض السورية .

ختاماً،أن الحديث اليوم عن حلول سياسية للحرب على سورية دون وجود وقائع ميدانية تسبق هذا الحديث ،هو حديث بعيد عن الواقعية ،فاليوم لايمكن أبدآ الحديث عن حلول سياسية دون ايجاد واقع ميداني جديد على الارض يجبر قوى العدوان على الرضوخ للحلول السياسية العادلة ولهذا نرى اليوم هذا العمل الروسي –السوري على الارض  السورية لفرض هذا الواقع الجديد على الارض تمهيدآ لإيجاد حلول سياسية عادلة للحرب على سورية ،ولكن هل يمكن أن تقبل قوى العدوان على سورية بهذا الواقع الميداني الجديد الذي تسعى روسيا وسورية لفرضه على ارض الواقع على الارض السورية الجواب الإكيد  أنها لن تسمح وستستمر بالتصعيد،إلى اليوم الذي ستدرك فيه أن مشروعها قد فشل وأعتقد جازمآ ان هذا اليوم هو قريب وقريب جدآ …
[email protected]