23 ديسمبر، 2024 7:14 م

الاستقلال الحق والسيادة بلا جروح تسببها الهيمنة الامريكية. والشعوب الايرانية الاكثر حضورا لجهة الاستقلال والسيادة

الاستقلال الحق والسيادة بلا جروح تسببها الهيمنة الامريكية. والشعوب الايرانية الاكثر حضورا لجهة الاستقلال والسيادة

اشتد الضغط الاقتصادي الامريكي على النظام الايراني في الفترة الاخيرة، عبر سلسلة من العقوبات الاقتصادية، طالت قطاع الطاقة، النفط والغاز بالاضافة الى المصارف والشخصيات الايرانية الفاعلة في المشهد الاقتصادي والسياسي والمالي والعسكري الايراني، واخرها تصنيف الحرس الثوري الايراني، منظمة ارهابية، اضافة الى العقوبات الاخيرة التى شملت قطاع التعدين( الحديد والالمنيوم والنحاس). ترامب صرح من ان هذه العقوبات الهدف منها هو اجبار النظام الايراني في نهاية المطاف على الجلوس حول طاولة التفاوض للوصول الى اتفاق جديد وعادل في الذي يخص الاتفاق النووي. ومن الجهة الثانية حذر جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي، ايران من انها سوف تواجه رد قوي لايلين اذا ما هاجمت المصالح الامريكية في المنطقة بشكل مباشر او من اذرعها في المنطقة، بومبيو وزير الخارجية الامريكي هو الاخر هدد ايران من انها سوف تتلقى ردا حاسما وقويا ان هي جازفت وهاجمت المصالح الامريكية في المنطقة سواء بقواتها او بقوات اخرى موالية لها. بومبيو الذي زار بغداد، زيارة خاطفة، طلب فيها من المسؤولين العراقين بحماية امن القواعد الامريكية في العراق، وعدم المساعدة في تصدير النفط الايراني بالانابة عن الايرانيين. الايرانيون من جانبهم رفضوا الى الان، التفاوض في الذي يخص الاتفاق النووي. وهددوا بتعليق الالتزام في بعض بنود التفاهم النووي، وامهلوا فرنسا وبريطانيا والمانيا،ستين يوما، بان عليهم قبل انتهاءها، ان يعملوا جهدهم الاقتصادي والسياسي وحسب ما يمليه عليهم التزامهم المتبادل في المحافظة على التفاهم النووي في مقابل التزام ايران بجميع بنود التفاهم. الاوربيون وهنا نقصد بريطانيا وفرنسا والمانيا، وصفوا الاجراء الايراني الاخير بانه مخيب للامال ومؤسف ونصحوا الايرانيين بالابتعاد عن هذه السياسة للابقاء على هذا الاتفاق.الايرانيون لن يرضخوا في الوقت الحاضر والى الحين الذي فيه تجري الانتخابات الامريكية، وانتظار ما سوف تفضي اليه من نتيجة. فهم اي الايرانيون يراهنون على الزمن وما ياتي به من نتائج، والتى ربما بها لايعاد انتخاب ترامب، وهذه الربما لها حظ كبير جدا في الوجود. ترامب هو الاخر يراهن او يعول على مخاطبة العقل الامريكي الشعبوي والعنصري والعقل والاعلام الصهيوني والاخيرة لها قوة كبيرة في صناعة الراي العام الامريكي بالاضافة الى انها اي الصهيونية الامريكية، تشكل كتلة مجتمعية صلبة في التاثير الفعال والمنتج لصناعة القرار الامريكي. لكن ومن الناحية الثانية، هناك رفض واسع لسياسة ترامب، الخارجية والداخلية سواء في الدولة العميقة او في المجلسين، الانواب والكونكرس. فسهام الادانة تنطلق عليه، الى الان، في كل حين وفي كل مجال من مجالات سياسته. على هذا الاخير، يقرأ الايرانيون مآل ترامب السياسي ويبنون على هذا المآل، على جانب كبير من ركائزهذه القراءة بالاضافة الى روح المقاومة ورفض الانحناء لتيار الهواء العاصف للطغيان والجبروت الامريكي العالمي، يقاومون هذا النهج والضغط الاقتصادي القاسي والغير مسبوق على بلدهم وشعوبهم.امريكا ترامب ترمي من وراء ساستها هذه، الحصول على النتائج التالية:

1-تحجيم ايران ودورها في المنطقة، عبر اضعافها اقتصاديا في الاوان الحالي

2-في الاوان المستقبلي ومن خلال وضعها في خانق اقتصادي مدمر، لأجبارها على الجلوس حول منضدة التفاوض، ليس في الذي يخص التفاهم النووي بل في جميع ملفات المنطقة والتى لها اي ايران قوة كبيرة في صناعة المعطيات الواقعية فيها…

3-اجبار ايران على التفاوض في ملف الصواريخ البالستية….وهذا الجانب يخص امن الكيان الصهيوني…

4-فك الاشتباك الاستراتيجي بين الحكومة العراقية وايران..صحيح ان الامريكيين يصرفون النظر عن هذا الترابط الاستراتيجي بين الحكومة العراقية وايران في الوقت الحالي والسابق،والى حد ما، المستقبل، وسوف يشملون العراق بالاعفاء من العقوبات الامريكية على ايران،لاحقا، ولكن وفي الوقت عينه، يضغطون في اتجاه تقليل مساحة هذا الترابط، من خلال دفع العراق على الانفتاح على الجوار العربي.وهنا نقول ان الامريكيين في علاقتهم مع العراق ينظرون الى الاهداف الاستراتيجية ويغظون الطرف عن تكتيكات اللحظة لجهة علاقة العراق مع ايران..

في الخلاصة؛ ان الهيمنة الامريكية على العالم وبالتحديد على المنطقة العربية في تراجع مستمر لصالح عالم متعدد الاقطاب..يكون فيه للشعوب حضورا فعالا لصالح الانعتاق والاستقلال الحق والسيادة بلا جروح تسببها السيطرة الامريكية..والشعوب الايرانية واحدة من الشعوب الاكثر حضورا لجهة الاستقلال والسيادة..