22 نوفمبر، 2024 1:11 م
Search
Close this search box.

الاستقرار في جوانب العملية التربوية شرط لنجاحها

الاستقرار في جوانب العملية التربوية شرط لنجاحها

تعاني العملية التربوية من عدم الاستقرار والثبات في المناهج والتنظيمات الادارية والدراسية , و من السمات التي تميزت بها التربية سرعة التغيرات والتراجع عن القرارات قبل ان تأخذ الاجراءات مداها في التجربة , الى جانب غياب التعليل لهذا التغيير او ذاك والارتداد عنه , غاب التفسير المقنع للتربويين والطلبة على حد سواء .

فقد اعلنت وزارة التربية عن الغاء الفرعين التطبيقي والاحيائي و من ثم دمجهما بعد فترة قصيرة من التجربة والعودة الى النظام القديم , العلمي والادبي , اما المناهج فحدث ولا حرج ,ففي المواسم الدراسية الاخيرة , كل عام تحذف مواد من المناهج المقررة وتتبدل بلا اسباب ملموسة ومبررة , كما انها تعالج اخطائها بأخطاء جديدة , مثلما ذهبت عندما خفضت درجة النجاح عمليا لأجل رفع نسب النجاح المتدنية بمنحها درجات اكثر من مرة خلال العام الدراسي وتكرار اعتبار سنة عدم رسوب لأعوام لمعالجة تدني نسب النجاح.

هذا, وشكلت وزارة التربية لجنة لدراسة وضع الراسبين في السادس الإعدادي للعام 2022 ــ 2023 ممن درسوا وفقاً لنظام التنويع الذي تم الغاؤه خلال العام الدراسي الحالي , في الوقت الذي كانت المعالجة الاسلم الجمع بين النظامين لحين يستنفذ الطلبة القدامى الفرصة , صحيح هذا الحل مكلف من النواحي المختلفة ولكنه منصف للطلبة ويلبي مصالحهم و يضمن المستوى العلمي ويحميهم من الانتقال السريع الذي بالتأكيد سيتطلب تغييرا في المناهج , قد لا يكونون مستعدين لها .

كما لم توضح وزارة التربية ماذا اعدت للمدرسين من خطط لهذا الانقلاب ؟ هل يحتاج هؤلاء الى دورات سريعة للتهيئة تتلاءم مع العودة الى نظام العلمي والادبي , والتغيرات في المناهج جذرية ام طفيفة الا يفرض الاطلاع عليها بوقت مبكر, واخذ رايهم فيها .

مرة اخرى نؤكد على ضرورة ان يكون هناك استقرار في مختلف مفاصل العملية التربوية واشراك اكبر قدر من المعنيين بها في بناء خطوات الاصلاح والتطوير الذي لابد منه لإنقاذ التعليم والوصول الى ما كان عليه واللحق بركب الامم المتطورة .

أحدث المقالات