أتيتم لتلغوا صناعات البلد .. لتحطيم زيادة ما محطّم .. لتحطيم العراقي الموجوع .. للتهجير الدائم للنزوح الدائم ..لزيادة أعداد الأرامل والايتام .. لهروب الكوادر والعلماء ..
لتصحير العقول ..
هل أتيتم لتنتقموا من العراقيين أم لتنتقموا من نظام طاردكم مخافة تكونوا “البديل الأحسن” ..
أنت شيعي تمثّل الإمام في الحكم .. أرسلك الامام أم أرسلك معاوية معمّماً لتستبيح دم الشيعة الأزليّون باسم المذهب .. هل لترونا جهلكم بعمر لتقنعونا أنّكم هو .. مثلاً ..
هل “ما ننطيهه” من أعلنها يقصد نفسه أم حديث مجالس “البيت الشيعي” بأبديّة شيعيّة العراق أطلقوا بالونها الفاشل على لسان المسكين .. أتيتم لإحياء الموتى .. زمن المعجزات ولّى .. وهل ميّت يستطيع إحياء ميّت ..
هل أتيتم لرفع مستوى الفرد المعيشي وتيسير عيشه الكريم أم لرفع مناسيب طائفيّته أم لرفع أسعار لقمة غذائه لتكون الأغلى في العالم .. لجعل المتقاعد العراقي أضحوكة لمتقاعدي شعوب الأرض وللمتسوّلين ..
هل أتيتم ليكون العراق منافساً لدول العالم في مناحي ومباهج الحياة كما ذقتم طعمها ولونها في بلاد الاغتراب أم لتحنّطوه عند ذيل مستنقع البراغيث ونعيق الغراب .. والذباب .. وديدان الجثث والبرغش والبقّ والصراصير وبكتريا التفسّخ وباقي مخلوقات الله المُصلحات ..
أأتيتم لترون العالم التمثّل بسلوك الحسين أم لتروه بطولات الشمر ذي الجوشن ..
لمسح وجوه المتعبين من أحزان الحروب والحصار والدكتاتوريّة أم لتطيين الوجوه وتبذير فليسات العراقيّين وتهريبها وأمركة ما تبقّى من خزينه النفطي وللبننة مخابئ المليارات وخصخصة العقود والمناصب والتعيينات ..
أتيتم لجيش عظيم وقادة له عظام عزّ وافتخار يهابه الوقحون والانتهازيّون أم لإضعافه وسرقة أرزاقه وتسليحه بدسائس الصفقات ثلث عدده روّاد فضاء .. أسوةً بالملازم “غاغارين” فنطير فرحاً مثلاً .. أم أسوةً “بالسيّد” ..
أأتيتم لترون العالم الإسلام الحقّ والعمامة الحقّ الجالسة فوق رؤوسكم كالتيجان أم لترون العالمين عمائمكم حبال تخنق الزمن العراقي كالأفاعي والثعابين عقول ورقاب المنكوبين بالجهل لأسباب البحث والكرح بالتراب عن لقمة العيش , أهالكم كيف لا تخطفوها من بين أيديهم تحت مختلف المسمّيات ..
جئتمونا علماء وأصحاب شهادات من بلدان الرقيّ الجامعي أم صعاليك وذارعوا شوارع وتجّار مخدّرات ومزوّرو شهادات ..
هل أتيتم لتتملّكوا القصور والأراضي والبساتين والأبراج أم لتمنحوا المواطن شظية أرض يستقرّ كباقي المخلوقات ..
هل لإهانة المواطن بما يملى عليكم من وراء البحار ومن وراء الكارون .. تملونها عليه من وراء الحصون .. استمرئتم الارتماء بالأحضان .. ترمون من تحكمونهم كما ترتمون .. أصبح معتاداً ومكشوف بما لا تستحون .. يوجّهكم الشيطان الأكبر علناً حيث يريد إذلال لمن هو “موطون” .. الموائد عامرة وبطونكم ومقاعدكم منتفخة .. ألا مآلها البرغش وديدان الجثث وإن دفنت وسط حشائش “التورف” ..