23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

الاستفتاء.. خطوة على طريق التقسيم

الاستفتاء.. خطوة على طريق التقسيم

دخلت إسرائيل بقوه في عملية الاستفتاء التي أجراها برزاني لانفصال إقليم كردستان، وجر العراقيين الى حروب وصراعات داخلية جديدة، بعد فشل سيناريو تقسيم العراق من خلال داعش الارهابي، ومرر الاستفتاء على الرغم من كل التحذيرات التي وجهها المجتمع الدولي المتمثل بالامم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد الاوربي ودول الجوار الاقليمي، لكن عناد مسعود البرزاني لتمرير الاستفتاء وصولا للانفصل وفتح الابواب لتقسيم العراق، كل هذه الممارسات والانفعالات البرزانية جاءت ضد ارادة المجتمع الدولي بشكل عام، وطموحات العراقيين ورغباتهم بشكل خاص، لان الاستفتاء المراد به الانفصال، هوعمل ضد إرادة العراقيين ورغباتهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتوحد الوطني والعيش المشترك و إرساء قواعد العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص للجميع واحترام الأنظمة والقوانين والديمقراطية والتمسك بها، واعتماد الحوارات الدستورية في الخلافات، خاصة بعد المتحقق من الانتصارات الكبيرة على داعش الإرهابي وتحرير الأراضي الوطنية، والعراقيون يرفضون بشده ما يحاك ضدهم من مؤامرات تضمن استمرار خلافاتهم وصراعاتهم وحروبهم ليستمر الإرهاب والتكفير وتكبر وتتضخم آفة الفساد وممارسات وخروقات رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني التي تشكل نوعا من الاستفزاز والمهاترات وخلط الأوراق السياسية على حساب حياة الناس وأمنهم واستقرارهم ، وعلى المعنيين بقيادة العملية السياسية ومن يحكم التوقف عند هذه الممارسات والخروقات، لاتخاذ الإجراءات الحازمة لإنهائها كي لا تصبح امرأ واقعا وتمر بلا حساب بل من الواجب التوقف عندها وحلها بشكل نهائي، وعدم تركها وتسكينها والهروب إلى إمام كما يحدث في كل مرة، تاركين الحبل على الغارب لتجاوزات رئيس الإقليم على صلاحيات الحكومة الاتحادية ومصادرتها بلا رادع قانوني، لان مثل هذه الخروقات والتجاوزات تساعد على فتح الأبواب أمام الفساد والإرهاب والتكفير والنزاعات والخصومات والصراعات السياسية وبشكل مستمر وبدون توقف، وكل هذه عوامل ساعدت وشجعت مسعود برزاني على الاقدام على إجراء الاستفتاء وصولا لتحقيق الانفصال يعني تقسيم العراق وماجرى هو بسبب ضعف الدولة والحكومة الاتحادية وتفشي المحاصصات الفاسدة وغير الدستورية والمظلات المشبوهة التي تغطي على الفساد والفاسدين سواء كانت هذه المظلات من الداخل او من دول الجوار الاقليمي وعلى راسها اسرائيل التي عملت هذه المرة على المكشوف ورفرفت اعلامها في سماء شمال الوطن ويأتي السؤال: من المسؤول ومن يتحمل نتائج هذه الازمات والكوارث؟ و الجواب هو كل الذين يسمون انفسهم بالقادة والسياسيين وكتلهم واحزابهم وبدون استثناء، رغم التفاوت النسبي بين هؤلاء القادة والسياسيين في تحمل ازمة الاستفتاء والانفصال، لكن الكل يتحمل عواقب ونتائج واسباب هذه الخروقات والممارسات الشديدة الخطورة التي يمارسها مسعود البرزاني بتحدياته المستمرة للمركز وللحكومة الاتحادية التي تدفع بالبلاد الى منزلقات التدهور الامني والاقتصادي والسياسي في العراق وتهديد وحدة اراضيه الوطنية، وهي ممارسات تفتح الابواب لمن يريد غدر العراقيين وتساعده على تقسيم وطنهم الى كانتونات طائفية عنصرية مذهبية، وهذا يعني يراد للعراقيين الاستمرار في الدخول والخروج في دوامة الازمات ومخاطر الحروب والصراعات، بعد ان انتصرنا على داعش الارهابي واوشكنا الانتهاء منه، لكن يظهر أن هناك من يتربص بنا بالمباشر وغير المباشر عن طريق عملائه في الداخل الوطني وعلى مستوى الشركاء في العمليه السياسية، وهنا تكمن المخاطر الاصعب والاكثر غدرا وخيانة على حياة العراقيين ووحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك الامن، واليوم نشهد فتح مشروع جديد وبأجندة جديدة لا تقل خطورة عن مشروع داعش الارهابي لان مشروع التقسيم وداعش الارهابي وجهان لعملة واحدة والعراقيون نزفوا دماءهم من اجل افشال مشروع داعش الارهابي وحرروا اراضيهم بدمائهم، رغم كل المعوقات والمعاناة والمؤامرات والمشاريع المشبوهة وتشويه صورة مقاتلي اجهزتنا الامنية والحشد الشعبي، وكلها باءت بالفشل والخذلان واليوم نواجه سيناريو ومشروعا جديدا لتقسيم العراق، هذا الباب والمشروع المشبوه الذي يريد فتح الابواب على الضعف والتشرذم والانقسام والانكسار امام العراقيين من خلال مشاريع التقسيم العرقية والمذهبية والطائفية لادخال العراقيين دائرة جديدة واسعة من المخاطر والصراعات والاقتتال العرقي الطائفي المذهبي وعلى المكشوف وفي ظل الاعلام الاسرائيلية التي يرفعها عملاء اسرائيل وبلا حياء لترفرف في سماء الاقليم، مستفزين كل مواطن عراقي شريف من الشمال الى الجنوب بهكذا ممارسات مشينة ومدانة، لان رفع علم اسرائيل في سماء شمال العراق الحبيب هي مقدمة لرفعه في مناطق اخرى من عالمنا العربي و الاسلامي ولتبدأ من شمال العراق، ولنأتي على نقطة مهمة نتحدث فيها عن اخلاقيات العراقيين وقياداتهم الوطنية في التعامل مع مشروع مسعود برزاني الانفصالي بكل شفافية وسلمية واخوة وبحكمة والدعوة الى الاحتكام للانظمة والقوانين يعني الاحتكام الى الدستور ولا شيء غير الدستور وجاءت جميع قرارات البرلمان والحكومة والمحكمة الاتحادية دستوريه لضمانة حقوق العراقيين جميعا بلا استثناء وبكل هدوء وبدون صخب وصراخ كما نسمع من الاطراف التي تجاوزت على الانظمة والقوانين والدستور بعنجهية غاية في التعالي والنرجسية والتحدي في التعامل مع الحكومة الاتحادية وتجاوزت، لم تجد الردع القانوني والدستوري المطلوب من المركز رغم خطورة مشرع البرزاني الانفصالي؛ تعاملت الحكومه الاتحادية وجميع سلطات الدولة العراقية مع الازمة بكل شفافية وبحكمة وهدوء على الرغم من ان جميع القادة والسياسيين يدركون اليوم ان المسؤولية تضامنية وتقع على عاتق الجميع بدون استثناء، لان مصلحة العراق وامنه واستقرار شعبه في وحدتهم ولا مجال لمن يريد لي اذرعهم وابتزازهم، يعني ابتزاز الشعب العراقي من شماله الى اقصى جنوبه، يعني لا عنجهيات بعد اليوم ولا ابتزاز ولا فسحة لتشتيت وتفتيت وتدمير العراق والعراقيين، يعني لا مجال لتقسيمهم وتشتيتهم وسرقة ثرواتهم من خلال الغدر والخيانة ومشاريع التقسيم والانحراف السياسي الذي يراد به تقسيم العراق.. بهذا النفس الوطني تعمل الحكومة الاتحادية والبرلمان وجميع مؤسسات الدولة والمرجعية الرشيدة مع مشروع التقسيم والانفصال، اي ان الانظمة والقوانين هي من تحقق العدل والانصاف بين الجميع ولا شيء غير ذالك بعد ان اتخذ البرلمان القرارات الوطنية الدستورية والتي خول رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتنفيذها مع الحرص على التمسك بالحوار الوطني المبني والمستند الى جميع القرارات التي اتخذها البرلمان والحكومة الاتحادية وضمن الخطوات الوطنية الستراتجية التي تحفظ وحدة العراق والعراقيين، وتضمن سلامتهم وامنهم وعيشهم المشترك، وفي مقدمة ذالك عودة اهلنا النازحين وانهاء معانتهم بالطرق والمفاهيم الانسانية والوطنية والمباشرة ببناء مدنهم التي خربها داعش الارهابي.
ان هذه المهمة الانسانية الوطنية النبيلة اراد تعطيلها ومنع تحقيقها من قبل اصحاب الاجندات المشبوهة ومشاريع التقسيم وهم يفتحون لنا ابوابا جديدة للمشاكل والتعقيدات التي تهدف لتعطيل العمل بملف النازحين وانهائه، لكننا اليوم نفاجأ بمشاريع جديدة لسلب العراقيين وحدتهم وثرواتهم وسيادتهم وجعلهم غير امنين ومطمئنين على حاضرهم ومستقبلهم، وعلى الرغم من كل هذه الاحداث يؤمن العراقيون بأن اصبح لديهم جيش مؤهل وبقدرات قتالية دفاعية وهجومية عالية، ولديهم حشد شعبي مهاب ومؤهل للدفاع عن حقوقهم وحمايتهم، وبالمختصر اصبح العراق في حاله الحاضر اقوى مما كان عليه في السابق واقوى من كل وقت، وفي جميع المفاصل والنواحي العسكرية والسياسية والاجتماعية رغم كل الخلافات والصراعات السياسية لان قدرات العراق العسكرية ومؤسساته الدفاعية والأمنية تعمل بنفس مهني ووطني بمعزل عن كل الخلافات السياسية الموجودة على الساحة الوطنية، وعلى من يريد تمزيق وتقسيم العراق والعراقيين ان يدرك ذلك جيدا وعلى اصحاب مشاريع التقسيم والغدر والخيانة تجني مثل هذه المنزلقات الخطيرة التي لا تحمد عقباها؛ لان مشاريع التقسيم والانفصال تحدي لجميع العراقيين ومغامرة محكوم عليها بالفشل لان ارادة العراقيين اليوم وبعد النصر على داعش الارهابي هي ارادة التوحد والتعايش بسلام وامان، ومن هنا يتحمل مسعود البرزاني مسؤولية التوازن والالتزام بقرارات البرلمان والحكومة الاتحادية والمحكمه الدستورية، ولا حلول وحوار ونقاشات الا في ظل الدستور.. يعني كل الامور والخلافات السياسية والاقتصادية والامنية تحل من خلال الدستور، كونه الفيصل والحكم وعلى رئيس الاقليم وحكومة كردستان التمسك بكل القرارات الدستورية الصادرة من البرلمان والحكومة والمحكمة الاتحادية وهي قرارات هدفها الحرص على امن العراقيين واستقراراهم وعيشهم المشترك وامن واستقرار شعبنا الكردي وعيشه بعز وكرامة هو جزء من امن العراقيين وعيشهم واستقرارهم، ولا حوار خارج السقف الدستوري، لان اي حوار خارج سقف الدستور هو باطل وغير شرعي وعلى حكومة الاقليم ورئيسها مسعود برزاني الانتباه لذلك لتكون طروحاتهم وحواراتهم وطموحاتهم دستورية تراعي المصالح الوطنيه العليا ولا قبول للتلاعب بهذه المصالح، لان منزلق الاستفتاء شكل المخاطر الكبيرة على المصالح الوطنية العليا والتلاعب بالامن الوطني وتهديد العراقيين في استقرارهم، لان فتح هكذا ابواب تدخل علينا عواصف ورياح التقسيم والاحتراب والاقتتال وتشجع الارهاب والتكفير وتدفع لبناء قواعده الارهابية وتشجعه على ذالك، بعد ان دمرت وابيدت. والمطلوب اليوم هو تعزيز ثوابت وقواعد الستراتجيات الوطنية والتوحد والبناء والاعمار وعودة النازحين، بدل فتح ابواب مشاريع التقسيم وتعزيز قواعد الفرقة والتناحر والانقسامات التي تفسح المجال للخارج الوطني للتدخل والعبث في شؤوننا الوطنية الداخلية، ومن هنا دخلت اسرائيل على الخط وروجت للانفصال والتقسيم بكل الطرق وضغطت بشكل استثنائي على واشنطن، وحركت اللوبي الصهيوني من اجل تحقيق الانفصال، والا ما ذا يعني رفع الاعلام الاسرائلية في سماء شمال العراقي؟! وهي مؤشرات غاية في الخطورة وعلى الحكومة العراقية دراستها والوقوف عنها وعدم تجاوزها او تاجيل البحث فيها واستنتاج حساباتها بدقه، وتقوم بمحاسبة حكومة الاقليم بشكل جاد واستجواب رئيس الاقليم بهذا الخصوص، وتقديم كل من قام برفع هذه الاعلام الى المحاكم وتحت اشراف الدولة العراقية ان مقام به رئيس اقليم كردستان غاية في الخطورة وهو يجر ويدفع مؤسسات اقليم كردستان وفي مقدمتها المؤسسات الامنية الى غير مواقعها الوطنية والى معارك غير معاركها، لكن حكمة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والقيادة الوطنية السياسية والبرلمان كانت صمام الامان الحقيقي لدفع الكوارث عن العراقيين وحماية الوطن من خلال التمسك بالانظمة والقوانين والدستور لمنع كل الاجراءات الارتجالية والعواطف الوطني التي لبست العراقيين بعد ان استفزتهم رفع اعلام اسرائيل وهي ترفر في سماء وطنهم .. اكيد اليوم هناك وعي كبير متحضر من خلال التعامل بالانظمة والقوانين والدستور، بعد ان خول البرلمان رئيس الحكومة الاتحادية القائد العام للقوات المسلحة ممارسة الحقوق الدستورية لتفكيك وحل هذه الازمة واعادة كل شيء الى نصابه الطبيعي والشرعي، والحذر من المنزلق الخطير الذي يريد جرنا اليه مسعود البرزاني وحزبه ومؤيدوه ومؤسساته الامنيه الشخصية، وعلى رئيس اقليم كردستان الاستجابة الى عقلانية البرلمان والحكومة الاتحادية التي تتبعها الدولة العراقية والعودة الى الدستور الذي شارك في كتابته واقسم على الالتزام به وحمايته والاحتكام له بعد ان اصطف كل القادة والسياسيين العراقيين وكتلهم واحزابهم، بالاضافه الى عدم رضا جميع الدول الاقليمية والعالمية والامم المتحدة والاتحاد الاوربي ومجلس الامن لرفض الاستفتاء وعدم الموافقة عليه.. يعني اصطفاف الجميع مع الشرعية الدستورية ضد الانفصال وتقسيم العراق بعد ان ادرك العراقييون الغاية من الاستفتاء والانفصال المدعوم بقوه وحماسة من قبل الكيان الصهيوني، لان تداعيات هذا الانفصال والتقسيم ستعشش لفترة طويلة بين العراقيين، وهو الخطوة الاولى على طريق تقسيم المنطقة.
والان لنعد الى النقطة الجوهرية الا وهي ان كل ما يحدث في العراق اليوم هو مسؤولية العراقيين كونهم تركوا الحبل على الغارب لمن يحكمهم وبدون حساب، والحديث يطول في هذا الموضوع، واليوم هذه الازمة مع كردستان هي ليست ازمة مع اهلنا الكرد، بل الازمة مع رئيس الاقليم مسعود برزاني وبعض الساسة والقادة الكرد الذين يحاولون تمرير بعض الاجندات والسيناريوهات الخارجية والاسرائلية بشكل خاص وبدعم من بعض الدول وخاصة الاقليمية منها، وهذه مسألة مهمة واساسية على العراقيين بشكل عام وشعبنا الكردي بشكل خاص ادراك كل هذه السيناريوهات والاجندات والمؤامرات والوقوف عندها ومنع تصريفها وتنفيذها.