18 ديسمبر، 2024 10:45 م

الاستغلال السيء لنجاح المتميزين..

الاستغلال السيء لنجاح المتميزين..

وحدهم الشاعرون بالعجز وعدم بناء ذواتهم،هم من يصنعون مجدهم بجهود غيرهم، أو كما نقول الصعود على أكتاف الآخرين للوصول إلى مبتغاهم.

فالإنسان الذي يتحلى بثقة عالية بنفسه وبقدراته, يستحيل أن يلجأ لإستغلال الآخرين، بأي نوع من الإستغلال ليصل لغايته، وغالباً ما نجد هذه الصفة الذميمة لدى الأناس الإنتهازيون.على سبيل المثال:

قد نرى موظفاً يعمل بجد وإجتهاد ومتميز جداً في عمله، وفي المقابل له زميل متقاعس وكسول بطريقة وأخرى ينسب النجاح الذي يحققه الزميل المجد والمتميز له، ليحصل على نتائج ومكتسبات النجاح المتحققة بدون أي تعب، وهذا فيه بخس وغبن شديد، لحقوق الذين يكدون ويتعبون ليحصلوا على النجاح المشروع.

وهذه الحالة لا تقتصر على الوضع الإجتماعي، بل وصلت إلى السياسة أيضاً! نجد بعض الساسة الفاشلون عادة مايسرقون برامج منافسيهم، وهو عدم امتلاكهم لفكر يميزهم عن أقرانهم من الساسة، ومصطلح سياسي ما حصلوا عليه إلا بمحض الصدفة، أو بالتحايل والتلاعب لنيل مصلحتهم الخاصة.

بل قد يتعدى ذلك للمتاجرة بحاجة الناس، واستغلال ضعفهم المادي أو حتى المعنوي، ولا يهم في كثير من الأحيان المتاجرة بدمائهم، فهؤلاء الإنتهازيون يطبقون قول الفيلسوف ماكيافيلّي ’’الغاية تبرر الوسيلة’’ !!

فهدفهم فقط تحقيق غايتهم، بطرق غير مشروعة وقد تكون غايتهم أيضاً غير مشروعة! فمثلاً يطمحون في نيل مكانة ما، وهم لا يملكون المؤهل العلمي، الذي يعد أساس مهم في العمل والحياة بشكل عام، بالإضافة إلى الثقافة المتنوعة التي تعزز من الخبرات المكتسبة.
كل هذا وذاك يقودنا، إلى أنك إذا أردت أن تكون ناجحاً بإمتياز، لا تسمح للإنتهازيين بسرقة جهدك ومصادرته، كن حذراً وحافظ على جهدك، فالسارق لا يصلح أن يكون في موضع الثقة والأمانة، وإن إدعى وتظاهر بالعكس.
ولكن لاتكن في في الوقت ذاته أنانياً، وحاول نشر خبراتك بطرق علمية ميسرة ليستفيد منها الآخرون ليصلوا لسلم النجاح بخطوات ثابتة وواثقة.
يقول الكاتب السويري (هيرمان هيسه) :

’’ ليست مهمتنا أن نصبح مثل بعضنا البعض، بل أن نميز بعضنا البعض، أن نتعلم رؤية الآخر ونكرمه من أجل ماهو عليه ’’.

كن متميزاً ولا تكن نسخة لغيرك، ودع الآخرين يستفيدون من تميزك، بطريقة إيجابية تعم النفع على الجميع.