22 ديسمبر، 2024 2:24 م

الاستعمار يعود مجددا لكن بحلّة (ديمقراطية)

الاستعمار يعود مجددا لكن بحلّة (ديمقراطية)

عرفنا الاستعمار فيما مضى من خلال اسلوبه وتعامله مع البلد المستعمر وكيفية استحواذه على مقدرات البلد وثرواته وتسخير الشعوب لخدمته ومصالحه ويجتهد في ابقاء البلد متاخرا متخلفا عديم الامكانية في ادارة موارده وقليل او عديم العقول والادمغة العلمية والمفكرة والمخططة ,ويتبع سياسة ناجحة وناجعة في تفتيت اللحمة الوطنية وقتل روح التحرر والثورة باتباعه السياسة المعروفة( فرّق تسُد) وبأي طريقة تكون في متناول اليد ونجح الى حد بعيد في تجسيد هذه السياسة والبلوغ الى الغاية المرادة منها وهو (المستعمِر) يرتدي الزي الخاص به والذي يميزه عن اهل البلد ناهيك عن سحنته ولون بشرته واختلاف لسانه ولغته فتعرفه تماما عندما تراه (صاحبنا المحتل) اضافة الى تسليط اراذل قومه عليه واسناد مهمة القيام ببعض او الكثير من مخططات المحتل اليهم واستخدامهم كمطية مطيعة ومنفذة لهذه المخططات مقابل المال الذي يعمي العيون والقلوب والوجاهة والرفعة التي يحتاجها الناقص (ابن الناقص) في تسلطه على ابناء جلدته , وبذلك تتم وتكتمل المعاني الخاصة بالـ(المستعمِر),,او بعضا منها ,
اما الاستعمار الجديد , فقد وجد ان من الضروري ان يغير حلّته المعهودة والمعروفة ويغلفها بغلاف اكثر نفعا له وانجح , حيث يقبع المحتل خارج الحدود كقوة عسكرية وخارج المنظور كقوة مسيطرة مؤثرة ومسيرة وخارج الحدود ليستلم (المالات) يعني المسروقات والمنهوبات ,بحيث يؤسس (مفرخة ) يضع فيها البيض من ابوين هجينين ممن يرتضون الخنوع والخضوع له وتفقس هذه المفرخة عن جيل يتكلم لغة البلد المحتل ويرتدي زيّه ويتطبع بطباعه وعاداته وهو بلا شك من اهل هذا البلد لكنه قلبا وقالبا وفكرا وعقلا وروحا وهوىً وميلاً وولاءً لسيده صاحب المفرخة النتنة الاجنبي الذي يديره ويحركه عن بعد بايديلوجية فكرية مسمومة يتحرك من خلالها وينفذ ما يريده سيده دون تفكير او مراجعة وينسى بل لا يعرف انه ابن هذا البلد وليس ابن ذاك السيد الذي يتحكم بكل حواسه وتفكيره ويقيده بقيد نفسي لا يجرؤ على التفكير في التخلص منه وليس فقط التخلص منه , وبذلك ضمن الاجنبي المحتل حصوله على مراده دون عناء او خسائر ولا حتى دون فضيحة او كشف قد تجلب له صداع الراس من خلال صيحات الاحتجاج او الرفض له واحتلاله لهذا البلد , واضاف المستعمر بذكاء وحذلقة وحنكة موضوعة ناعمة ومرغوبة ولا يستنكرها احد او يرفضها وهي (الديمقراطية) , هذه الكلمة التي تعتبر مخدرا قويا مفعوله طويل الامد لا يكاد يصحو منه من يتناوله (على الريق) وقبل الطعام بنصف ساعة الا بعد انقضاء النهار وانتهاء الدوام الرسمي ويكون قد جنّ عليه الليل ولا يستطيع فعل شي حيال ذلك ويعود في صباح اليوم الثاني لنفس المخدر وهكذا , كذلك دسّ هذه المحتل الكثير من فروخه ولقطائه في اغلب مفاصل سدة الحكم ومنها مقررات واسلوب واساسيات وثبوتيات وقوانين هذه الديمقراطية وقياساتها التي تلائم ما يريده وتنتج ما خطط له , وبذلك ينتهي كل عارض وعقبة امام هذه المستعمر وينام ليله ويصيح يا ليل ,, يبقى هنا الشعب المستغل ودوره في قلب الطاولة على اللقطاء الذين يعيشون بين ظهرانيهم ويسمّون بنفس اسمائهم ويتكلمون نفس لغتهم ونفس لهجتهم ويتبعون نفس نهجهم في التفكير وكشفهم وتعرية مؤخراتهم واعادتهم الى نفس المفرخة التي ارسلتهم اليه ليروا ويلمسوا هل تقبل بهم هذه المفرخة أم ينتهي دورهم وتاثيرهم ويحترق ورقهم كله فيتم التخلص منهم كما يتخلص من الكلب العقور ,,
ويبقى المستعمر يسعى الى نفس اهدافه , بل قد يزيد عليها نظرا للمتغيرات الجديدة,
انهم الجواسيس , الجواسيس الخونة بايغال وعنت , لكنهم يتكلمون نفس لغتنا ونفس لهجتنا ويعبدون(يدّعون) نفس الأله الذي نعبد ,, انهم الجواسيس في زمن الديمقراطية,