قد تستيقظ يوما وتمساحا او ربما اسدا يتجول في بيتك وامام عينيك ، ليس بالغريب في هذه الايام………دنيا…..!؟… عادتي ان اتصفح ما يدور حولي ، غيوم سوداء كست السماء وصبغتها بطلاء الظلمة تماما حتى بات الصباح يعدو نحو الليل بعجالة وبدأ تصادم الغيوم يعلو وهي تتكاتف الاصطفاف و التجمع بشكل تدريجي حتى صارت السماء بلون عباءة متسخة وبات اصوات تزاحم السحب وتصادمها يشابه القصف المدفعي او الانفجارات الصباحية ،سوء الحظ الذي اعتدنا عليه كل شروق شمس….!…تلوح على جبهة الافق ابتسامة الغيوم العريضة التي تكشف عن صفين من الاسنان البيضاء اللامعة كالسيوف البارقة المسلولة ، سيوف يمنية في وطيس البرق الحامي ، تعقبها دموع الضحك وهي تتفجر من جفون الشمس المثقلة بغيث متسارع بقطرات حائرة حارة من دمع كان يتأرجح في اطراف اهدابها الذهبية و ينفلت بوقاحة وغطرسة ليضرب هامتي المتصحرة ثم يلفح وجهي بغل وصفاقة وكأنه حبات رز نثرت في ريح عاصف….!
ادخل البيت هربا من سحر الطبيعة المكتئب الرطب حين اندلق كرمه فوقي وانتشر في انحاء ملابسي حتى قشعر جلدي وبدأت اشعر بنوبات ارتعاش من برد ناعم ممتع احتل انحاء مساحتي…!؟ وتشزرني عينيه بغضب وكأني الد قاتل لأبيه…..!؟ يسير امامي بتحد وثبات وراسه مثبت نحو وجهتي حتى يتجاوزني بجسده المعوج بكبرياء وجلد كراس سهم اعد اطلاقه في معركة اسطورية….؟…كمية لا حصر لها من حقد وكراهية يلملمها في استدارة عينيه ، يحملها هذا المتغطرس الجبار في غيض عينيه المستديرتين عني ، اظنها تغطي مساحة بيتي و فائضها يظلل سبعة من بيوت الجيران…وجواره….يا له من جوار…! وظل هذا المشهد يتكرر كل شروق وكأنني شريك ثقيل عليه في بيتي حتى كبر خوفي نحو نيته المبيتة مسبقا من طردي من هذا المنزل حين اشاهد الشر والشرار يتطاير من عينيه بحنق وغل كفرن حداد حام اعد لصهر كتل من الفولاذ….!؟
وتفاقم العداء واتسعت الهوة بيننا ، احيانا افر من نظرته النارية تلك خارج المنزل لافرغ جزأ من شحنات غضبي اللامتناهي ، معتقدا في بادئ الامر ان شعوره الاخوي الرقيق هذا يخصني منفردا ،ولكن حين عرضت حكايتي على افراد العائلة تبين ان هذا الشعور شمولي ودكتاتوري صرف ، لا مجال فيه للتجاذب الديمقراطي ، حتى بات مكنون الامر معروفا لكل ساكن في البيت بأن هذا الحقد الذي يطرد ويتضاعف كل لحظة من الزمن ، ما هو الا نوع بغيض من استعمار واستراتيجية لسياسة تعسفية دائمة من محنة ساقتها الطبيعة الرطبة الباردة لتحل خرابا وتعيث فسادا في ارجاء هذا المنزل الهادئ وعلى ساكنيه التصرف اتجاهها بحذر وتفكر وذكاء وفطنة…!
اتسعت دائرة نفوذه وتسلطه البوهيمي في البيت وكأنه صاحبه ونحن النزلاء ، يتنقل فوق قطع الاثاث و بين حواشي الجدران والارضية ، يضرب يمنا وشمالا ولا يأبه لاحد، فتك في جميع المخلوقات التي تجاوره وعبث في حاجيات البيت باستهتار وتهور وسبب تصرفه الجائر هذا ضغط نفسي غير اعتيادي على اعصابي المتعبة بصفتي رب لهذه العائلة المضطهدة والمسؤول الاول والاخير عن راحتها ، طفح الكيل عندي و الانسانية تجمع مقوماتها لتغادرني حين بدأت افكر بأيسر السبل والخطط لابعاده والتمتع بلحظة الحسم عند فض الحصار والتحرر من هذا الجبروت الثقيل واجباره على مغادرة هذا المنزل المغتصب بهدوء وبشكل سلمي او قسري اذا لزم الامر….!
تحرك عندي الجانب المظلم والبعيد عن التحضر والوعي الانساني وهو اخر سهم يطلق حين يتعرض الانسان للخطر فيفكر بالقتل دفاعا عن النفس كأيسر السبل للخلاص ، واحيانا يفكر بأيسر طرق الاغتيال النظيفة التي لا تحمله اثما او مسؤولية وان فشل في ذلك تضعف كينونته فيفكر بالانتحار وهذا اخر خيط يحتمه اليأس على ابناء ادم المظلومين…..!؟ …فتحت ابواب قساوتي تلك بالتآمر و نصب الفخاخ للايقاع بهذا المتغطرس المغتصب والمحتل الثقيل الظل و لكنه ينفلت في كل مرة ويزداد حقدا وغضبا وايغالا بالتمرد والعداوة……!؟ استهلال الامر تقدمه فتح الباب الرئيسي للبيت ووضعت افضل انواع الطعام التي يفضلها هذا المتغطرس خارج المنزل لاجتذابه الى هناك وتواريت خلف الباب استعدادا لغلقه لحظة خروجه وانتظرت ليلة كاملة على هذا النحو ولم تنجح هذه الخطة ….! ….يبدو انه احس بها من خلال وسائل اعلامه و مخابراته المتقدمة وتوعدني شرا وانتقاما لمحاولتي الفاشلة تلك…!؟
نصحني احد الاصدقاء بطريقة بسيطة لكنها شيطانية قليلا لاغتياله والتخلص منه وحاولت ان اطبق تنفيذها سرا لخوفي من وسائله المخابراتية المتقدمة ان تصله معلومات كما في كل مرة يكشف فيها خططي ومحاولاتي السابقة في اغتياله وحاولت الانزلاق من وسائله المخابراتية فعلا واحسنت الامر….!…هذه المرة قررت ان انفذ تلك الخطة بطريقة يحيطها الحذر والتكتم المطبق والسرية التامة وقررت ان لا اكشف لاي فرد من افراد عائلتي سرية ومكنون تلك الخطة…ونفذتها فعلا وبدقة تامة…..!؟
صباح سعيد وغير محسوب، ايقظني مبكرا صوت خربشة و زعيق ، وزغاريد افراد الاسرة بثورة من الفرح والانتصار ….!؟ و قبل ان استعلم عما يحدث صدق حدسي و تيقنت من نجاح خطتي الغير متوقعة باغتيال هذا العدو المارق ، هرعت دون تفكير نحو مصدر الاحتفال ومشاركة افراد العائلة ابتهاجهم بالنصر المؤزر هذا ولكن لم يكن احد منهم اشد فرحا وابتهاجا مني وانا ارى ذلك المستأسد المتغطرس ذليلا و منكسرا وهو ملتصقا بقطعة خشب مساحتها ربع متر ويحرك اطرافه الاربعة بمحاولات فاشلة ويائسة للتخلص من الفخ ولا يعلم ان مصيره حدد مسبقا : اعدام حتى الموت في مزابل التاريخ وحاويات القمامة وهي النهاية الطبيعية و المصير الحتمي لكل مجرم ومعتدي ظالم……!؟