يعتقد الكثير من ذوي التخصص في مجال التاريخ ان الرغبة في التوسع والاستيطان وجدت منذ ان وجدت البشرية في هذه الارض وهذا التوسع بدأ بدرجات بسيطة ثم اخذ يكبر شيئا فشيئا الى ان وصل الى ازالت مجتمعات برمتها في سبيل تحقيق غاية معينة كأن تكون اقتصادية او عرقية او سياسية والادلة على ذلك كثيرة جدا الا انه وفي الفترة القريبة ظهر نوع من الاستعمار استطيع ان اسميه (الاستعمار الديني) وهو يعني ببساطة استخدام الدين كغطاء ووسيلة لتحقيق الاهداف فبأسم الدين يتم احتلال البلدان وبأسم الدين يتم استنزاف الاموال وبأسم الدين يتم احتلال مساحات شاسعة من العقل البشري .. وهكذا واما الوسيلة التي يستخدمها هذا الاستعمار فهو يعتمد على تجهيل العقل وربط المنظومة الفكرية للفرد بأفكار وتصورات معينة حتى يصل بالمجتمع الى مرحلة لا يسمع ولا يرى الا بلسان المستعمر الجديد وهذا الاستعمار وان كان يتشابه مع الانواع الاخرى من المستعمرين الا انه يختلف عنهم في نقطة مهمة وهي انه لا يرغب كثيرا في التوسع فهو بمجرد ان يستوطن في مساحة معينة من المجتمع البشري ويحكم سيطرته عليها يقوم بتجنيد كل قواه للحفاظ على هذه المستعمرة ونادرا ما يرغب في التوسع مما يجعل سيطرته وسطوته تتقوى يوما بعد يوم والى درجة يصعب التخلص منها وهناك نقطة ايضا يختلف فيها هذا الاستعمار وهي انه لا توجد مقاومة ضده من الداخل بل على العكس فالمحتلين هم الذين يطلبون ببقائه ويرفضون اي باب لتحريرهم منه بل ويقاتلون كل من يحاول تخليصهم من هذا الاستعمار الجاثم على صدورهم .