نتيجة الصمود هو الانتصار ونتيجة الاستسلام هو الذل والهوان و لاحیلة للقوی المتغطرسة غیر الاستسلام أمام صمود الشعوب الحرة ، ما استخلفه الله في أرضه سوآ الأجدر ولا أورث الارض الا القوم الاقوى في الصمود والتحدي. الصمود” مصطلح بات شائعا على الشفاه هذه الأيام حتى باتت المنابر الإعلامية في الكثير ما تردده وتنادي به، بل اتسعت دائرته بأن أضحى كل شيء يحدث للشعوب يسمى صمودا نحيي فيه أصحابه وخاصة ممن يعيشون تحت سقف”الظالم”، لكن علينا أن نفرق هنا بين الصمود والتمسك بالحقوق والثوابت، وبين استسلامنا للواقع والبقاء على نفس الحال دون تغير ، ففي هذه الحالة نكسوا أنفسنا بثوب الصمود وفي داخلنا مسمى “الاستسلام ” ليكون الأخير هو الأداة التي تحرك تصرفاتنا ، لن تمثل في نهاية المطاف كقاعدة شطرنج تحركنا عبر خيوط من دون أن نشعر بذلك ونستفيق من النوم من دون حساب او كتاب و دخوله في دوامات لن يكون فيها هو الخاسر الوحيد، بل المجتمع الذي سينعكس فكر هذا المستسلم عليه ،
يقول البعض ماذا تمتلك ايران من الامكانات الاقتصادية لتقدمه او لتساعد به غيرها ، وهي التي تخنقها العقوبات الاقتصادية والمالية الامريكية والدولية الصارمة لها ؟ وهل يكون المخرج من هذا الحصار الدولي الخانق بالاستسلام له ام بمحاولة كسره والتخفيف من تداعياته العنيفة علي قدر ما تتيحه الظروف وتساعد عليه الاوضاع القائمة ؟ وهذا هو ما يدعو الي القول ان الدول حتى وهي تحت الحصار الاقتصادي الدولي الصارم لها، أيا ما كانت دوافعه وأهدافه ، فإنها يجب أن تعمل وتجتهد وتنتج بلا كلل من أجل البقاء ولا تمتثل للأوامر الشريرة التي تطلب منها التسليم الكامل لإرادته الخاطئة بالرغم من كل عناصر القوة التي بحوزتهم أو لوجهة نظرهم المنحرفة عن الطريق المستقيم والزائغة عن الصواب، بل إنه ينبغي التّجنّد في سبيل إلحاق الهزيمة بتلك الأوامر التي تجعل من التّقدّم تأخراً، ومن النصر هزيمة، ومن الأمل يأساً، ومن الارتقاء والإخلاص تراجعاً ورياءً، ابداً لا معنى في قاموس الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الحرة الاستسلام التي يعني الموت ، والمقاومة تعني التشبث بالحياة.. وهذه هي إيران و ما تحاوله وصديقتها فنزويلا تلك الدولة النفطية المهمة من دول امريكا الجنوبية والتي تعيش هي الأخرى تحت أقسى وأسوأ انواع الحصار الاقتصادي الأمريكي لها منذ سنوات ، لرفض الادارات الامريكية المتعاقبة الانظمة الحاكمة فيها وعدم الاعتراف بشرعيته والى الحد الذي دفعها إلى محاولة تنصيب انظمة موالي لها مكانها ..لاعتبارها ان هذه الانظمة “متمردا عليها ومعاديا لها “وترفض سياساتها وتوجهاتها ..رغم انهما يحظيان بقواعد شعبية كبيرة وهائلة من التأييد لها لوطنيتهما واستقلاليتهما والنزاهة وهي سمة نادرة عند البعض من حكومات دول امريكا اللاتينية والتي يتسم معظمها بالفساد والاستبداد ، وقدرتها علي الصمود والتحمل والاستمرار في مواجهة ضغوط والمحاولات المستمرة الجار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية البعبع بنظر البعض.. هذا هو الشعب الإيراني منذ اكثر من ثلاثة واربعون عام وهو يعيش تحت ظل المؤامرات التي لم تتوقف والعقوبات وكذلك النظام في فنزويلا بقيادة مادورو ومن قبله نظام خلفه الجنرال هوجو شافيز.. نظامان يسبحان ضد التيار وكان عليهما القبول بالنتائج، ولهذا بقيتا تحت الحصار والمقاطعة الاقتصادية الامريكية الشاملة لهما.. …
ولكن وبرغم من الحصار الاقتصادي الأمريكي الخانق والمستمر وإيران وفنزويلا وهما من اكبر الدول المنتجة للنفط في العالم ، فقد نجحت الدولتان رغم الحظر. المفروض على صادراتها النفطية ،في تعزيز أواصر تعاونهما الاقتصادي المشترك ، وتمكنت من رفع حجم مبادلاتها التجارية إلى عشرين مليار دولار وفق ما جرى الاعلان عنه اخيرا، تركز أغلبها في قطاع الصناعات البتروكيميائية المهم ، وتدعم هذا التعاون الاقتصادي والتجاري المتنامي بينهما بلقاءات القمة المتبادلة بين الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ونظيره الفنزويلي كريستيانو مادورو.. وهذا مجرد نموذج واحد لتعاون اقتصادي ثنائي ناجح في ظل عقوبات وموانع ومحظورات دولية تقف في طريقهما لا اول لها ولا آخر.. موانع كان يمكنها ان تنسف فكرة هذا التعاون الايراني الفنزويلي من أساسها لصعوبة التوصل الى نتائج ايجابية كبيرة فيها… هذا لو أن روح الاحباط واليأس هي التي سادت وفرضت نفسها لتحول دون حدوث مثل هذا التقارب بينهما في أكثر مجالات التعاون المشترك حيوية واهمية…