23 ديسمبر، 2024 5:29 م

الاستراتيجيات الضرورة والمصالح المشتركة

الاستراتيجيات الضرورة والمصالح المشتركة

التدخل الروسي في المنطقة سيحقق الكثير من النتائج الايجابية والمهمة، لان الحرب على داعش في ظل الخلية الاستخباراتية والتعاون الجديدسيسهل اقتلاع جذوره من المنطقة على أن يكون من أولويات الجميع وإلا سيتعرض الجميع لهزات و مخاطر جمة والتنسيق في ظل التحديات العظيمة التي تواجهها من التنظيمات الإرهابية المسلحة حيث تحول التحرك الإرهابي إلى تهديد لتمزيق المجتمعات وهو تحول كان يجب ان يكون قبل هذا الوقت.
مما لا شك فيه أن روسيا اعادة التفكير في عقيدتها العسكرية والاستراتيجية في ظل التطورات الجيوسياسية التي حصلت في العالم، وبالاخص بعد الازمة المستفحلة على حدودها مع الجارة «الشقيقة» والتاريخية اوكرانيا، والتي كشفت عن محاولات حثيثة من الغرب لزعزعة الاستقرار الذي كان سائداً لفترة طويلة بين البلدين.

 ولقد مر كلاً من العراق وسورية بفترات صعبة وكانت في بعض مراحلها فترات مصيرية نتيجة التدخل الخارجي والأعمال الإرهابية والتي دقت ناقوس الخطر لتشتيت المنطقة بكاملها. هذا التحرك سوف يحقق الأهداف التي يؤمن بها شعوبها في قهر الإرهاب والحفاظ على اللحمة التاريخية القائمة وفي إطار حشد الجهد الاقليمي والدولي من أجل معركة مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار لهذه المنطقة . ومن جملة المتغيرات العجيبة  ان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “اكد يوم الثلاثاء الماضي خلال لقاءه الرئيس بوتين، على أهمية تعزيز التعاون بين بلاده وروسيا مثمناً الدور الذي تلعبه موسكو في تسوية النزاع السوري واصفا إنه “دور مهم” داعياً الى ايجاد حلاً بشأن مسألة سوريا، وثمن مساعيها بجمع كل الأطراف المتحاربة حول طاولة المفاوضات “.
لاشك ان دخول روسيا اضافة للدور الذي تقوم به إيران سواء في دعمها للشعب السوري أو العراقي يأتي دائما في أطر من الاحترام المتبادل وتعزيز مواجهة الإرهاب ومن لا ينضم إلى هذا الدور البناء يخطئ كثيرا في تقدير أبعاد المخاطر التي كان سيتعرض لها العراق والتي تتعرض لها سورية بسبب الإرهاب والمآسي التي تسبب بها التدخل الخارجي في شؤون البلدان.

وهذا التنسيق سيؤدي الى مجموعة من النتائج المرتقبة من اهمها انه سيعجل في الحل السياسي المفترض لانه سيسهم اكثر في توفير التوازنات الداخلية على المستوى الميداني التي تقطع على اولائك الذين لا يريدون حلا سياسيا ولاتناسب احلامهم ورهاناتهم وتطلعاتهم. و لقد اغاض الولايات المتحدة من أن يكون إرسال روسيا فريق عسكري متقدم إلى سوريا يعني بداية  لخطة اعدها الرئيس فلاديمير بوتين لحضور أكبر في المنطقة، لأن التحركات الروسية، وتسليم محطة مراقبة جوية متحركة محمولة إلى هناك، واشتراك طائراتها في قصف مواقع الارهابيين لايمكن اعتبارها ابداً عامل مؤثر اخر لجهود وزير الخارجية الأمريكي المتكررة للحصول على دعم بوتين لحل دبلوماسي للنزاع الدموي في سوريا. ومنها أيضا طلبات تحليق عسكرية مع البلدان المجاورة ، انما استراتيجية تسوجبها المرحلة حفظاً لمصالحها

الولايات المتحدة من جانبها تراقب  تقارير غير مؤكدة بشأن احتمال أن تكون روسيا قد أرسلت دعما عسكريا إلى سوريا لمساندة شعبها في مواجهة المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بنظامها الحاكم، حسبما أعلن البيت الأبيض.وهذا مالا توافق عليه

وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن أي نوع من الانتشار العسكري دعما للقوات الحكومية السورية سيكون “مزعزعا للاستقرار”.وأي دعم عسكري لنظام الأسد لأي غرض، سواء كان هذا الدعم في شكل عسكريين أو طائرات (حربية) أو أسلحة أو تمويل، يزعزع الاستقرار ويأتي بنتائج ليست في صالح المعركة التي تقودها واشنطن في ( الحقيقة لتغيير خارطة الجغرافية السياسية في المنطقة ). ويخشى المسؤولون في الادارة الامريكية من أن تستهدف روسيا التنظيمات التي تعارض الأسد، وقد تنفذ غارات ضد المقاتلين السوريين الذين تصفهم واشنطن ( بالمعتدلين ) والذين تدربهم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والبنتاجون بمعسكرات داخل الاراضي التركية .

وحقيقة الامر ان السبب الحقيقي وراء دعم روسيا للأسد” تحدثت عن سياسة موسكو التي تعارض بشدة التدخل الدولي لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، معتبرة أن الصراع يجب يحل من خلال المفاوضات و الأسد يجب ان يكون جزءاً من أي ترتيبات انتقالية تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة كي لا يستمر القتال كما نشاهده اليوم وتبقى الفوضى وقد تسبب في تقسيم البلد والى ولايات متصارعة كما هو اليوم الوضع في ليبيا وهذا غير خاف على احد. ويرى المحللون أنه يجب القضاء على هذه العصابات الارهابية  لان وجودها يعني تهديم الساحة الجغرافية ومن ثم تقسيمها كما يريدها الاعداء للمنطقة وحسب رغباتهم وسوف  تغير ملامحها تماماً ولا تبقي بمثل ما عليها الان بل تتحول الى كانتونات  و مجموعات متنافسة ومتباينة تقاتل بعضها البعض كما شاهدناها في الكثير من المناطق التي سيطرت عليها هذه التنظيمات المجرمة ومن مختلف الهويات الافغان  و الشيشان والسعوديين والاوروبين ودول اسيوية وافريقية  كما يرى أن الكثير منهم انتقلوا إلى أفغانستان وباكستان واليمن ودول عربية أخرى لزعزعة الاستقرار فيها, حتى روسيا لديها العديد من المتطرفين والذين يقدر اعدادهم (4000) الاف شخص ،  يشاركون في القتال مع هذه المجموعات الارهابية داخل الاراضي السورية والعراقية كما تقول المصادر الرسمية الروسية ، انتقلوا من منطقة الفولغا وفي شمال القوقاز وحتى من موسكو وغيرها من المناطق الاخرى الى مناطق القتال جنباً الى جنب ولروسية الهواجس من عودة هؤلاء مما يسببون قلقاً داخل بلدهم .وقد قالها سركي لابروف وزير الخارجية الروسية بكل صراحة (ستكون هناك زيادة في العنف وإطلاق العنان لموجة جديدة من الإرهاب وهنالك المئات من المسلحين من الدول الغربية وحتى من روسيا الذين سيعودون إلى بلدانهم بخبرة قتالية اكتسبوها من الحرب في سوريا وهي مسألة تستدعي قلقنا العميق”. كما دأب بوتين على مقارنة معاركه مع الجماعات الانفصالية المسلحة في القوقاز الروسي مع الحرب على الإرهاب في الغرب.) ,وخلاصة القول ان دول التحالف التي فشلت في تحقيق أي تقدم ميداني يذكر ضد جماعة “داعش” الإرهابية بدأت توجه الانتقادات للحملة الجوية التي تقودها روسيا الاتحادية بنجاح ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا ورفضت تلك الدول التنسيق مع موسكو ودمشق رغم أن كلا من الحكومتين السورية والروسية أبدت انفتاحها للتنسيق.لان التطورات الاخيرة التي تشهدها ساحة القتال انما هي تُدخل المنطقة باكملها في مرحلة جديدة وتضع الوضع فيها عند السكة الصحيحة لمقارعة التكفريين وعصابات البغي بكل جد بعد ان انكشفت نوايا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتعني تلاشي احلام التكفيريين ورعاتهم الاقليميين والدوليين ومن كان يحلم بانه قادر على ان يحسم الوضع في المنطقة لصالحه وان يسقط دولها عسكريا.