19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

الاستحقاق … وزيرا للخارجية

الاستحقاق … وزيرا للخارجية

منذ الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق والكتل الفائزة في حراك غير مسبوق لتحقيق تحالفات تسبق انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد والتي ستسفر عنها تكليف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة الجديدة 00فقد شهدت الأيام القليلة الماضية ولازالت لقاءات مكوكية بين رؤساء الكتل تمحورت جميعها في اجتماعات مع زعيم تحالف سائرون السيد مقتدى الصدر كون تحالفه هو الحائز على المرتبة الأولى في تلك الانتخابات من اجل الوصول الى توافقات للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة00غير ان هذا لا يكفي لتحقيق الغاية المنشودة ذلك لان الدستور العراقي نص على تكليف الكتلة الأكبر في البرلمان باختيار مرشح منها لتشكيل الحكومة 0
ولعل كل الاجتماعات واللقاءات التي حصلت خلال الأيام الماضية قد انصبت على مناقشة مرحلة ما بعد الانتخابات وكيفية الاتفاق على الخروج بحكومة وحدة وطنية جديدة يكون في مقدمة اهتماماتها المضي بالتغيير وتحقيق الإصلاحات المنشودة على مختلف الأصعدة ومكافحة الفساد ووضع برنامج حكومي شامل من شأنه تحقيق النهوض المنشود وانتشال البلد من الواقع المتردي الذي آل عليه نتيجة سوء الإدارة والفساد المستشري في كل مفاصل الإدارة الحكومية 0
ولربما اعتقد وغيري ممن شارك في الانتخابات رغم عزوف الكثير من الناس عن المشاركة والإدلاء بأصواتهم بسبب عدم إيفاء مجلس النواب في دوراته السابقة بالتزاماته تجاه الشعب 00 الا انني وغيري يرى انه لابد من العمل الجدي ومن خلال نتائج الانتخابات التي جاءت بعكس ما أرادها الفاشلون من الضغط على الطبقة السياسية الماسكة بمقود القرار من اجل خدمة العراق وشعبه
فمهمة ترتيب الداخل والمجئ بحكومة جديدة تنهض بمسؤولياتها لتحقيق إرادة الشعب أصبحت بأيدي أصحاب القرار وكما عبر عنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والسير بمنهج وطني خالص وبعيدا عن النظرات الضيقة والفئوية والنزول عند تطلعات المواطنين في العيش بسلام وأمان 0
ويبقى السؤال المهم : هل سنبقى في مهمة ترتيب البيت المحلي العراقي ام نسعى للانفتاح على العالم العربي والإقليمي والدولي ذلك لان السياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي العراقي لا يختلف كثيرا عن حالة الانكماش والتراخي بل والانحسار التي يشهدها الوضع الداخلي سوى بعض المحاولات من هنا وهناك للعودة بالعراق الى مكانته التي يستحقها في المحافل الدولية 00 الا إنها لم تصل الى حد الطموح 00
وهنا سأكون منحازا كثيرا لعمل ايجابي متحقق هدفه خدمة العراق وإعلاء شأنه خارجيا فقد برز دور نقابة الصحفيين العراقيين في اكثر من مرة عندما نجحت في استضافة مؤتمرات إعلامية عربية ودولية ووفود صحفية من مختلف دول العالم تلك النجاحات كانت سببا في ان يتبوأ نقيب الصحفيين مؤيد اللامي رئاسة اتحاد الصحفيين العرب وعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين وكان لرئاسته لاتحاد الصحفيين العرب ومشاركته في اجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين دورا في إعلان العديد من المنظمات العربية والدولية تضامنها مع العراق وأسرته الصحفية بل ان منظمات دولية مهمة وضعت في طليعة أجنداتها ما يشهده العراق من انفتاح في العملية السياسية والبناء الديمقراطي والحرص على حرية التعبير والرأي الأخر انسجاما مع المعايير المهنية الدولية وحقوق الإنسان التي يؤكد ويحرص عليها المجتمع الدولي 00 وكان ذلك العمل بحق رسالة عراقية مهمة الى العالم ومنظماته ينقلها باستمرار نقيب الصحفيين العراقيين 00
اليوم ومحاولات تشكيل الحكومة الجديدة في بداياتها قد يكون من المناسب المطالبة باستحقاق لصالح العراق في ان تسند لنقيب الصحفيين مؤيد اللامي حقيبة وزارة الخارجية وهو برأيي ومن خلال التجربة الفعلية قادرعلى النهوض بهذه المسؤولية الوطنية بهدف الانفتاح على دول العالم لتطوير علاقات العراق مع تلك الدول والتعاون المشترك معها .