مناسبة الاربعين مناسبة اثبتت لها حضورها الجماهيري على مستوى العالم ، وشملت عدة فقرات ميزتها عن غيرها ، وفكرة الزيارة هي اصلا تجديد العهد مع الحسين عليه السلام وممن استشهدوا معه ، وتجديد العهد هو الثبات على الولاية والسير على خطى الحسين عليه السلام ، ولكل زيارة اهداف والاهداف يكون لها اثر على واقع حياتنا اما مجرد الزيارة فقط فان هذا لا يلبي المطلوب ، عندما نقول للعالم ها هي الملايين تزحف صوب الحسين عليه السلام ، فتكون حسابات العالم ان هذه الملايين تحقق ما تريد ان ارادت .
نعم بذل الزائرون جهودا رائعة وصرفوا اموالا طائلة للخدمات التي قدمت للزائرين بل انها تنوعت لتدل على حجم العطاء والتمسك بالحسين عليه السلام هذا العطاء الذي جعل العراقيين ينفردون بالكرم ، حتى من يفكر بالقدوم الى كربلاء لا يفكر بالماكل والمسكن
كل من شارك وتابع زيارة هذا العام اجمع على سوء خدمة الكهرباء والماء ، مع اطلاق نار هنا اوهناك وهو قبل ذلك مستاء اصلا من الطبقة الحاكمة لعدم تلبيتها ما يحتاجه الشعب العراقي ، وهذا الاستياء الان تم التعبير عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وبعض الزائرين عاد الى بلده قبل العشرين من صفر لعدم تحمله هذا الوضع ، اي ترك يوم الاربعين للزيارة
في نفس هذا الشهر قام الشعب البنغلاديشي بثورة ضد رئيسة وزرائهم بسبب تخصيص الوظائف بينهم ظلما وبهتانا ، قام بها الطلبة وبعض المعارضين لها انتهت بسقوطها التي يقال عنها المراة الحديدية وتنصيب غيرها وتحقيق مطالب المتظاهرين بالرغم من سقوط بعض الضحايا وهذا ثمن لابد منه .
نحن في العراق سقط عندنا اكثر منهم والوظائف تحولت الى تكاتك وبسطيات والنتيجة هنالك كارثة في الاقتصاد العراقي يغطيها اليوم عائدات تصدير النفط .
لا احد يشك في حبهم للحسين عليه السلام وهذا الحب فقرة من فقراته زيارته ولكن الاهم تغيير الواقع فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرعان من فروع اركان الدين ووسيلة تحقيقها الزيارة المستمرة لاهل البيت وخصوصا الحسين عليه السلام لكي يستمد الزائر العزيمة منهم للقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
هذا السواد العظيم ليس فقط لكي يرى العالم مسيركم للحسين فقط بل لكي يرى ان اردتم تفعلون .
ايام مقاتلة الدواعش قامت بعض المواكب بدعم الحشد بشكل لم يكن له مثيل ولم يخطر على بال احد ، الا وهو مساندتهم بما لديهم من دعم لوجستي وحتى تسليحي فكان لهم دور فعال في حضور القتال وحتى في الجبهات الامامية
في اللحظة التي يسير الزائر صوب كربلاء لاحياء زيارة الاربعين يعبرعن استيائه من الحكومة عبر الفيسبوك وبعض الردات ، شرع البرلمان العراقي في جلسة سرية فاحت رائحتها في الاعلام دون حياء شرع قانونا لزيادة رواتب اعضائه ، هذه الجراة على اقرارهكذا قانون ياتي من اطمئنانه بعدم وجود رد ، وهي الحكومة نفسها التي تعتذر عن زيادة رواتب المتقاعدين والموظفين ، ويقوم بعضهم بعرض مقاطع فيديو وهو يشارك بالمسيرة
الحسين عليه السلام في طريقه الى كربلاء التقى بعبد الله بن الحر الجعفي وعرض عليه الانضمام إلى جنبه ونصرته، فأبى وقدم سيفه وفرسه للإمام الحسين (ع)، فرفض أخذهما وقال له: ((إذا بخلت عنا بنفسك فلا حاجة لنا بمالك)) ورواية اخرى قال له : ((لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك،)) ثم تلا قوله تعالى: { وما كنت متخذ المضلين عضدا }
قد تكون هذه الرواية تفي بالمطلوب.