17 نوفمبر، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

الاستجواب وثقافة الفساد …!

الاستجواب وثقافة الفساد …!

ببالغ التقدير قرأت المقالة التي كتبها الزميل ثامر الصفار في موقع كتابات تحت عنوان ؛ مقال فلاح المشعل كلمة حق يراد بها باطل ..! وهي تتضمن جملة من الملاحظات والانتقادات وتستبطن شعورا تضامنيا مع السيد صابر العيساوي أمين بغداد ، وكل هذا جاء من دوافع المقال الذي نشر بتزامن في كل من موقع كتابات وجريدة الزمان تحت عنوان ، الوائلي يكتشف مستعمرة للفساد ، أشرت فيه الى هدر الملايين من الدولارات في مشاريع تكاد تكون وهمية ولاتدخل ضمن البنى التحتية او الاساسية او ضرورات المواطن العراقي المأزوم ، وهذا أمر واضح للجميع ومنهم الزميل المحترم ثامر الصفار .
  وقبل الرد على الاخ كاتب المقال أقول انا لست منحازا للنائب المحترم السيد شيروان الوائلي ولاللسيد الامين صابر العيساوي المحترم ايضا ، لكني منحازا لوطني وشعبي المحروم الذي تسرق أمواله بمشاريع وهمية وفساد صار علامة مميزة للواقع الجديد للاسف الشديد ، وما كان بودي ان أرد وادخل في معمعة جدل عقيم يجعل من الساحة الأعلامية ساحة محكمة لتبرئة او اتهام هذا او ذاك من المسؤولين وفي هذا يتأكد مبدأ استدراج الاعلامي ليكون أداة بيد هذا السياسي ام ذاك وهو مااتقاطع معه مبدئيا لاني اطالب دوما ان تكون ثمة سلطة نقدية ومعرفية وتقويمية مستقلة للاعلام العراقي في ظل النظام الديمقراطي .
   انتزع الزميل الصفار مبدأ الاحترام حين وصف عنوان المقال بكلمة حق يراد بها باطل ، ودخل في تناقض مع نفسه حين اتفق معي على وجود مستعمرة للفساد سواءا بالامانة التي غدت حكايتها على كل لسان ام في دوائر وزارة التجارة ام الكهرباء وغيرهما من دوائر الدولة العراقية وعبر مئات المقالات والدراسات والموضوعات كنت انا فلاح المشعل متصديا وكاشفا وناقدا ومتحديا للعديد من ملفات الفساد وتعرضت للتهديد في صراعات شهدتها الساحة السياسية والاعلامية وكدت ادفع حياتي ثمنا لهذه المواقف وانتهت بفقداني لوظيفتي في رئاسة تحرير الصباح وهذه حكاية هي الاخرى معروفة .
 يقول الصفار كيف تذكر ان مشاريع تجميل شارع المطار وشارع القناة استهلكت مئات الملايين من الدولارات ..؟ وانا اقول له أسأل السيد الامين وهو من يزودك بالارقام التي صرفت سواءا في المرحلة الاولى من شارع المطار ام الثانية ، وكم هي كلفة الاسعار لتحسين شارع القناة والنافورات التي سينصبها الاخ صابر العيساوي لأهل بغداد ..!  يا أخي كيف تعطي مسوغات لهذا الفساد والآلاف من اطفال العراق يجلدهم البرد والامراض وهم محرومون من المدارس الصحية او اهالي بغداد في حرمان من الماء الصالح للاستهلاك البشري بنسبة تقارب ال40 بالمائة ، والبلاد بحاجة لخمسة آلاف مدرسة ابتدائية واكثر من مائتي مستشفى حديث ، وبغداد اصبحت الاسوء للعيش في ذيل قائمة المدن الافريقية وووووووووالخ من المآسي التي تضع كل المسؤولين وبلا استثناء تحت طائلة المسائلة القانونية والاخلاقية لو كنا فعلا قد بلغنا مبلغا من الروح الديمقراطية ودولة القانون وسلطة الحق والعدالة .
 انا شخصيا وبالتحديد في صيف عام 2009 كتبت مقالا افتتاحيا في جريدة الصباح ردا على البشرى التي اطلقها الامين في حينها ببناء اكبر دولاب هواء سيشيد في بغداد في حدائق الزوراء ، وهمست للاخ العيساوي ولمدير اعلامه انذاك بأهمية ان تتجه الجهود وتركز على الاحتياجات الاساسية وتدعيم البنى التحتية في بغداد وأهمها خدمات المجاري والماء والنظافة واكساء الطرق وبناء المرافق الصحية التي تشكو بغداد من انعدامها التام وغيرها من الاسس التي تعطي للامانة دورا استثنائيا في هذه الظروف ، وخلال تسع سنوات فشلت الامانة من بناء متنزه كبير او مدينة ألعاب حديثة وبقيت بغداد تشتغل على ذاكرتها السياحية ، وهناك الكثير من الكلام ربما يستغل الآن في ظروف استجواب ينبغي ان يلتزم الجميع بضوابط المهنية والدقة والقدرة على الاتهام او الدفاع بموجب أدلة قاطعة وبراهين تستند للوثائق والثوابت المنهجية الفنية والهندسية التي وجدناها تترادف في بيانات واتهامات السيد الوائلي وتضعف الى درجة الاستعانة بمامكتوب للسيد الامين في أوراق أشبه بتقارير روتينية تعكس دورا ميكانيكيا للسيد الامين وليست كفاءة معرفية وخبرة هندسية وتقنية في الرد التلقائي والاقناع المرتكز على غنى الخبرة والمعلوماتية العالية .
 يقتطع السيد الصفار مقطعا من مقالي المذكور وكما يلي ؛ مظاهر اعلامية تزوق لهذا او ذاك من المسؤولين وتظهره بمظهر البطل والمخلص والنزيه فهذا نمط من فساد أعلامي ، ثم يعلق قائلا ؛ وبذلك تثبت عدم حياديتكم وانحيازكم المسبق واتهامكم للآخرين بغير دليل وهذا لايليق بمكانتكم كأعلامي عراقي .! وهنا تنتهي هذه الفقرة من كلام الصفار ، وبدوري اقول له انا حيادي تماما  وغير منحاز ودليل ذلك اني اتوفر على معلومات دقيقة عن تمويل شهري منتظم  لصحيفة يومية ووسائل اعلامية أخرى لم أشر لها في مقالي السابق لكي لاتحتسب تحاملا او اصطفاف مع طرف ضد آخر.واذا رغبت سأرسلها لك برسالة خاصة ليست للنشر .
اما عن سؤالك لماذا عملت رئيس تحرير صحيفة دولة فاسدة ؟ اقول ليس كل الدولة العراقية فاسدة هناك رجال مخلصون يضعون مصلحة المواطن والوطن في حدقات عيونهم وبعضهم ضحوا بأرواحهم من أجل مبادئ النزاهة والاخلاص الوطني ، وان بعضهم يستقبح الفساد ويتجنب السحت الحرام ويفضل الفقر مع الشرف والنزاهة وبصمود روحي عظيم يتحدى كل اغراءات المال والعقود وصفقات الفساد والوظائف ، نعم ياسيدي وتستطيع ان تسأل المسؤولين عن أخراجي من الصباح ؟ ستجد اني تركت ورائي مأثرة وسابقة أولى في العمل والاخلاص والنزاهة والانتاجية كما وصفها السيد علي محسن العلاق الامين العام لمجلس الوزراء وهو المعروف بجديته والنزاهةوعدم المجاملة .
 وأخيرا يقدم السيد الصفار نصيحته لي بقوله ؛ كن موضوعيا!! ولاادري ماهي المعيارية للموضوعية التي يريدها الصفار ؟ أهي  التصفيق للسيد العيساوي ام الشتيمة للسيد الوائلي ؟ بودي ان يتنبه الاخ الصفار الى حقيقة ان العراق قد خسر مئات المليارات من الدولارات ، خسرها الشعب العراقي جراء فساد الاحزاب والمسؤولين الفاسدين ، ومن الواجب الوطني  على كل اعلامي حر ان يشد على يد من يكتشف الفساد ويعريه دون النظر الى حزبه او رابط الصداقة و الطائفة او القومية وفي مناسبات سابقة باركت للنائب الشيخ صباح الساعدي وللنائبة مها الدوري والنائب سليم الجبوري والنائبة حنان الفتلاوي والان أشد على يد  النائب شيروان الوائلي ولم تكن لي اية علاقة سياسية معهم سوى انهم يساعدون الشعب والراي العام على معرفة مستوطنات الفساد وحيتان الحرام الذين جعلوا الشعب يرزح تحت أزمات لافكاك منها، وبهذا  فلا رابط صداقة يدفعني للتضامن  معهم  ، انهم يستحقون الاحترام لقيامهم بوظيفتهم الرقابية والوطنية دون خوف ألا من الضمير والقرآن الذي اقسموا عليه وثقة الشعب التي اودعت لهم ، والله من وراء القصد .

أحدث المقالات