لم نَشهد في مجلس النواب استجواباً حقيقياً وذا أهداف وطنية طيلة الفترة الماضية إلا استجواب النائب الدكتورة ماجدة التميمي لمجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات فجميع الاستجوابات السابقة كانت واضحة الأهداف والغايات ويعلو فيها الصراخ والتشويش على المستجوِب والمستجوَب لغاية في نفس يعقوب وهذه الغاية قد تكون للتسقيط السياسي تارة وفي تارة أخرى محاولة للنيل من كتلة أو حزب المسؤول المستجوب.
إلا في هذا الاستجواب الذي أشرت إليه فقد كانت النائب الدكتورة ماجدة التميمي تتحدث بلغة الأرقام والوثائق بين يدها فلم تتحدث بالعموميات أو الادعاءات وإنما بالأدلة الدامغة التي تنم عن حرفية وعلمية وتقصي لأدق التفاصيل المتعلقة بالقضية المراد الاستجواب بشأنها، فلو أن كل استجواب يتم بهكذا طريقة وأسلوب وهدوء لتحقق الكثير على طريق مكافحة الفساد والفاسدين نعم كانت النائب التميمي متمكنة من أدواتها وأجادت استخدامها بكل مهنية ونجاح وأفضل كثيراً ممن يعلو صراخهم في استجوابات سابقة وتضيع الحقيقة على المواطن صاحب المصلحة الأولى في كشف الفساد والفاسدين.
ومفوضية الانتخابات (المستقلة) التي كثر الحديث عنها وعن إجراءاتها تبقى بعض الجهات تصم أذانها عن أصوات الحق وتعتبر المساس بالمفوضية خطاً أحمر ولا يجوز الاقتراب منه في زمن بات في العراق بحدود 400 حزب سياسي 200 صحيفة يومية و100 قناة فضائية عدا المحطات الأرضية والإذاعات وآلاف المواقع الإخبارية الالكترونية، ولماذا تصرون على تسميتها مستقلة وانتم تعلمون قبل غيركم أنها غير مستقلة أم أن سياسة تجهيل الرأي العام ليس خطاً أحمر لديكم؟
نقلا عن المشرق