27 ديسمبر، 2024 12:29 ص

الاستجداء والتلفيق بضاعة رخيصة

الاستجداء والتلفيق بضاعة رخيصة

قال الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا).
بالقول البليغ لرسول الرحمة أستطيع أن أثبت بأن هذه الصفة تأتي في الثرثرة والحديث وصارت مشكلة العصر بتمرير الأكاذيب عبر الثرثرة ذاتها وصار الأغلب وسطا ناقلا للاحاديث والافتراءات من دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة من مصدرها، ولعل الأكثر ظلماً لنفسه ولغيره أن يصبح محللاً وناقداً وقاضياً إن لزم الأمر، وهي صفة خطيرة جداً اجتهد للأسف بعض الزملاء الإعلاميين على مزاولتها والعبث بالعقول للمستمعين والمشاهدين والقراء على حد سواء، ونعد هذا مفصلاً خطيراً يبعدنا عن مهنية الإعلام الحقيقي وأخلاق المهنة في وحل الأكاذيب.
إن وجودك مقدماً لبرنامج رياضي أياً كان شكله لا يتيح لك تنصيب نفسك قاضياً وسلطة تنفيذية في الوقت ذاته تتوعد وتكيل الكلام البذيء وتربط موضوعات الرياضة بالسياسة والأحزاب، تأول من جوف عقلك الفارغ ما تريد وتتوعد بالرد وكأنك حاكم مطلق اليدين، ومن الجانب الآخر يكون ضيفك عجينة طيعة بيديك بلا دراية ولا حجة ويضرب من الأمثال ما لايقبله العقل ولا المنطق، وهو ما أقدم عليه للأسف الشديد الكابتن فلاح حسن رئيس الهيئة الإدارية السابق لنادي الزوراء الذي أخذ يكثر ظهوره الإعلامي لتشتيت الرأي العام بعد أن خسر مكانته من جراء تصرفاته غير المسؤولة التي لا تتيح له التصرف بعبث وإن كان نجماً رياضياً سابقاً نحترم تاريخه، التاريخ الذي اساء إليه كثيرأ في بإدارته الطويلة للنادي التي فعلها بأخطاء متراكمة كثيرة جداً لا مجال لذكرها.
لقد حسم مركز التسوية والتحكيم الرياضي في العراق، الجدل الدائر منذ مدة بشأن شرعية قرار اللجنة الأولمبية العراقية بحل الهيئة الإدارية لنادي الزوراء، وتأكيد قانونية القرار رسميا.
فمركز التسوية والتحكيم الرياضي أيد قرار اللجنة الأولمبية وقضى بشرعية حل الإدارة وتشكيل هيئة مؤقتة لقيادة النادي تهيئ لانتخاب هيئة إدارية مقبلة يستمر عملها لدورة انتخابية أمدها أربع سنوات، حيث اتخذ قرار المكتب التنفيذي بالإجماع بعد الاستناد إلى المادة 14/أولاً/6/2/1 من قانون الأندية الرياضية ذي الرقم 18 لسنة 1986 والمعدل بالقانون رقم 37 لسنة 1988.
إن محاولة تسيس القضية والتلاعب بالألفاظ هو إفلاس حقيقي يعرفه جمهور الزوراء وجميع الجماهير العراقية ويعلم من الخفايا ما كان أعظم للهيئة السابقة، وإن اللجنة الأولمبية التي مارست عملها المهني المسؤول لا يوجد بينها وبين الشخوص أية تعارضات وليس هناك أية قوة او مطامح للتأثير على قراراتها القوية الناجمة من قناعة وقانونية وشرعية مطلقة، ولا يعنيها أيضاً التدخل في أتون المساجلات مع هذا وذاك وإن كان الكابتن فلاح حسن قد استهوته لعبة جر الحبل والدخول في متاهات المفلسين والعابثين عبر برامجهم الهابطة، فهو وحده يتحمل مسؤولية ما يقوله ويدعيه وتحمل النتائج والاستجداء والتلفيق أصبحت بضاعة رخيصة ولم يعد لها وجود ما دام القانون هو سيد الموقف.

همسة..
لا يعني أبداً أن تكون نجماً رياضياً بالضرورة أن تكون قائداً مثالياً وإدارياً ناجحاً وحسبنا في مارادونا وبلاتيني مثلين شاخصين تتبعهم عشرات الأمثلة فللإدارة رجالها والتقليل من قيمة الناس عبر استثمار البرامج والقنوات المريبة هو قمة السقوط في هاوية التاريخ الذي لا يرحم.