23 ديسمبر، 2024 9:43 م

الاستجداء عنوان زيارة العبادي لواشنطن

الاستجداء عنوان زيارة العبادي لواشنطن

لم اتفاجأ ولن استغرب اذا شاهدت يوما اي سياسي عراقي يجلس بخضوع وذلة امام اي مسؤول امريكي او غربي ، وبدون اي مبالغة فأن ديدن اي مسؤول عراقي بغض النظر عن انتمائه الحزبي او الطائفي لا يستطيع ان يتصرف امام اي مسؤول غربي تصرف الند بالند او المماثلة ، وكما هو معروف بالاعراف السياسية والدبلوماسية في علاقات الدول مع بعضها البعض. والامر لا يحتاج الى تأمل وتدبر لندرك وبشكل واضح ومن دون رتوش ان جميع من يمتهن السياسة اليوم في العراق يدين بالولاء من حيث يعلم او لا يعلم الى امريكا وحلفاء امريكا (واقصد هنا الجميع من دون استثناء).
نعم ، عزيزي القارئ أن جميع الساسة اليوم يدينون بالولاء لامريكا ولكل من دمر العراق، والامر واضح للعيان، وحتى الاحزاب (الاسلامية) شيعية او سنية، فالجميع يعمل وبكل قوة وجهد ونشاط على تدمير العراق، وهذا ما تصبو اليه امريكا وحلفاءها من الاعراب والاجانب والدول المحيطة بالعراق.
وبات واضحا بعد مضي 12 عاما على الاحتلال الامريكي، ان التدمير النفسي والمادي وكذلك تهشيم النسيج الاجتماعي للعراقيين هي معالم الاهداف من وراء الاحتلال المباشر، وقد عمل صدام وازلام البعث على هذا الهدف على مدى اعوام وحاليا فأن المهمة مناطة بأزلام امريكا اي ساسة العراق الجديد.
وهناك مثل عراقي قديم يقول “من لحم ثوره اطعمه” ، واجد هذا المثال واضحا امامي في زيارة العبادي الاخيرة لواشنطن، فمن ناحية فان شعر هذه الحكومة هو التقشف وضغط النفقات والابتعاد عن الصرف الزائد، وياليت شعري هل شاهدتم المأدبة التي اقامتها السفارة العراقية في واشنطن، هل شاهدتهم القاعة …الطعام….الخدمات…سيارات الليموزين المستأجرة لنقل الضيوف ( الشرفاء جدا) وحسب المعلومات انهم مجموعة من (رجال الاعمال) الذين لديهم مشاريع في العراق …الى هنا يقف التقشف وضغط النفقات…..
وبغض النظر عن الوفد المرافق والغاية من اصطحاب مثلا…احد موظفي وزارة الخارجية من خواص (هوشي) وهو حاصل على شهادة الاعدادية ويعمل بوظيفة لا تمت بصلة الى امريكا، فقط لان اقاربه في امريكا فالاخ يروح يزور اقاربه على حساب نفط اهل البصرة، عادي….
وقد دأب المحتل الامريكي وبمختلف الاساليب على اذلال العراق، نعم، حيث من شاهد لقاء العبادي مع اوباما او مع بايدن يشاهد صورة الذل والتبعية وكأن العبادي موظف او مستخدم لدى الامريكي، وفوق هذا كان الزيارة عبارة عن استعطاف واستجداء ، استعطاف لكي تقوم امريكا ما عليها من التزام في صفقة طائرات الاف 16 ، حيث استلمت الادارة الامريكية مبالغ الطائرات اضافة الى اجور تدريب وتأهيل الطيارين العراقيين، غير انها ومنذ عام 2010 ترفض الايفاء بهذه الالتزامات ، كون ان الاكراد يرفضون هذه الصفقة وكذلك عربان الخليج ، والاستجداء كان لتدفع امريكا مبالغ نقدية لمساعدة العراق، سبحان الله ، الا يكفي امريكا ما سرقته من العراق، 40 طن من الزئبق الاحمر، 1000 طن من الكعكة الصفراء ، مئات الاطنان من اليوارنيوم الطبيعي من جبال كركوك، والاخ ذهب ليستعطي مبالغ سوف تكون ضرائبها طائلة بعد عشرات السنين.
وليبقى الشعب نائم يحلم بالحرية والسلام بوجود السراق والعملاء….