لقد انتهى دور بعبع ايران في المنطقة وانتهى زمن شراء السلاح وتكديسه ثم يصبح خردة ويرمى في البحر .. نعم عرفت دول المنطقة اللعبة واليوم جاء زمن الاستثمار الذي يحرك الاقتصاد العالمي المتعثر وهو الاكثر ربحاً من سوق السلاح المحدود والمقتصر على الشركات المنتجة، وكذلك بدلا من تجميد الاموال العربية في البنوك الاجنبية التي تدر عليها كثير من الأرباح الأفضل الاستفادة منها في مجال الاستثمارات، لهذا فتحت السعودية الباب في هذا المجال وجعلت لعاب الشركات العالمية يسيل لانه السبيل الاساسي لأنقاد الاقتصاد العالمي من الركود وهذا لا يمكن تحقيقه دون استقرار المنطقة لذلك لم يعد ينفع وضع العصا الايرانية في عجلة هذا التحول الكبير لهذا حان الوقت لكسرها حتى اصبحت ايران حصان خاسر بسبب المليارات السعودية التي أنتجت كم هائل من العقود الاستثمارية الكبرى التي لايمكن اعتبارها هدر للاموال كما يتصور البعض بل تحولت الى مشاريع استثمارية عملاقة تدفع الدول الكبرى الحفاظ على استقرار المنطقة لحماية تلك الاستثمارات من عبث الدول المارقة .. ومن اهم هذة المشاريع العملاقة مدينة ” نيوم ” في المملكة العربية السعودية التي تعني كلمة NEW بمعنى جديد والميم بالعربي يقصد بها المسقبل اي ” المستقبل الجديد ” والتي تعد من اكبر مشاريع الاستثمار في العالم في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030. وتبلغ قيمة المدينة 500 مليار دولار، وستقام على مساحة 26 ألفا و 500 كيلومتر مربع وتمتد إلى أراضي الأردن ومصر، حيث تقع المدينة بجوار البحر الأحمر وخليج العقبة وبالقرب من ممرات بحرية تجارية ضمن استخدامات قناة السويس وستكون بوابة لجسر الملك سلمان المقترح الذي سيربط بين مصر والسعودية، ومن المؤمل ان يكون من ضمنها مشروع مد أنبوب النفط والغاز عبر جزيرتي تيران وصنافير عبر شرم الشيخ في مصر ثم البحر المتوسط الى أوربا .. ويتمحور هذا المشروع حول نقل المملكة من اقتصاد يعتمد بأغلبيته على عائدات النفط إلى تنوع الموارد وتقليص الاعتماد على النفط، ويخفيف الأعباء عن الدولة نتيجة الاقتصاد الريعي، لهذا سوف تركز مدينة “نيوم” على 9 قطاعات استثمارية متخصصة وهي:
مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل النقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية الرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات .. هذا بالاضافة الى مدينة نيوم هناك المدينة الذكية الجديدة المزمع إقامتها في منطقة ينبع الصناعية (غرب السعودية) هذه المدينة ستكون ذات قدرة على خفض استهلاك الطاقة، وبالتالي زيادة معدلات التوفير، وقد تم تنفيذ ما يزيد على 1800 كم من الألياف البصرية داخل المدينة، وذلك لربط ما يقارب 15 ألف وحدة سكنية و55 وحدة صناعية .. فضلا عن مشاريع عملاقة اخرى في مجال النقل مثل شبكة القطارات التي تربط البحر الأحمر بالخليج العربي، ومشروع قطار دول مجلس التعاون المقرر أن يبدأ مسار الخط الحديدي الخليجي من مدينة الكويت مروراً بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية إلى مملكة البحرين عن طريق الجسر المقترح إنشاؤه موازياً لجسر الملك فهد .. هذا بالاضافة الى المشاريع الاستثمارية العملاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها مشروع محطة توليد الكهرباء في “مدينة مصدر” باستخدام الألواح الكهروضوئية، حيث تتكون هذة المحطة من 87,780 لوحاً من الألواح الشمسية الرقيقة وخلايا السيلكون المتبلور من شركتي “صن تك” و”فيرست سولار ” وذلك بغية توفير الكهرباء وتحويل الفائض إلى شبكة كهرباء أبوظبي المحلية التي تعد الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تنتج حوالي 17,500 ميجاواط من الطاقة النظيفة سنوياً، فضلاً عن تفادي إطلاق 15 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
كل هذة الاستثمارات والمشاريع العملاقة بحاجة الى استقرار سياسي لهذا اتجهت الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الامريكية وفق عقلية الرئيس ترامب الاقتصادية نحو البحث عن الاستقرار المطلوب في المنطقة لخلق نمو اقتصادي عالمي يحرك اقتصاد الدول الكبرى من الركود ويهيئ فرص كبيرة للعمل ويربط العالم بمصالح مشتركة بعيدة عن النازعات والحروب .. لذلك استقر الحال على تحجيم الدور الإيراني المربك في المنطقة او استئصال النظام الذي بات مرفوضاً ليس على المستوى الإقليمي وانما على المستوى العالمي ..