إن التاريخ يذكر في طياته أدق التفاصيل التي تهم حياة البشر والإنسانية جمعاء, ومن بين تلك التفاصيل الحالات الغيبية كالإيمان باليوم الأخر وتصديق الأنبياء لنبؤاتهم وغير ذلك من المعارك والمطاحن والإمراض والأوبئة التي تصيب الناس على فترة قرون طويلة امتدت إلى الآلاف السنين وان الناس اجمع يدركون إن ضمن المفهوم العقلي هذا الكون له من يديره, إن كانوا يفقهون ذلك أم أنهم لم يفقهوا, ولكن هذا الهاجس ألأبدي لدى بني البشر وقد توارت وتتابعت الرسل والأديان وخاصة على بني إسرائيل وأغلبية إنبيائهم من الأسباط وكل واحد منهم يأتي بمعجزه فهذا الذي يكلم الله وذلك الذي يؤيد بروح القدس وأخرين، لهم إتباع من الناس ومن الرهبان وغيرهم ولكل نبي إتباع في زمانه والقوم الذي أرسل إليه ولكن هناك قضية واحدة على عدد الأنبياء الذين أرسلوا إلى هذه الأمة والتي أشير إليها في آيات كثيرة في القران ابتداءا بسورة البقرة إلى كثير من السور التي بينت تفضيل هذه الأمة على الآخرين قي وقتها وانحرافها على ماقدمت أيديهم وظلمهم لأنبياء وعدم تصديقهم وقتل بعضهم! وهذه الأمة امتدت جذورها لتسكن وتصل إلى أوربا بأسم الدين وقد اتخذت مكانا واسعآ وسميت تحت تسمية الكنيسة ومشكلة هذه الأمة أنهم إي القادة الدينيين لبني إسرائيل قاموا بتحريف التوراة والإنجيل حسب ماتهوى أنفسهم أي اليهود والنصارى وكذلك سنوا القوانين والشرائع بما يخدم مصالحهم ويؤمن لهم العيش الرغيد على حساب أبناء جلدتهم ودينهم فقد حدثت في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر مجازر باسم الكنيسة والإنجيل والكتاب المقدس ’ولكون أفراد هذه الأمة قد سئموا من تصرفات هؤلاء الناس لكونهم لم يتواروا إن يتخذوا أي وسيلة أو لعبة باسم الدين من اجل مصالحهم وبقائهم وهذه الشعوب في أوربا وما حولها قد أدركت الحقيقة بعد وقت متأخر وكشفت وأدركت زيف هؤلاء الذين كانوا يعدون إليهم كمرجعيات روحية ودينية ويعطونه كل شي لكونهم وكما يعتقدون سابقآ بأن رجال الدين هم المخلصون الوحيدين لهذه الأمم لكون قسم من أفرادهم مخلصين ولا يشكلون نسبة في التأثير والتغير كثر إلا في حالات قليلة وباتت تعد الأيام وتخطط الخطط من اجل القضاء عليهم أو على اقل تقدير إبعادهم في مشاركة الناس في أدق التفاصيل الاجتماعية أو المجتمعية فقد أذاقت الكنيسة الناس باسم الدين وخاصة الديانة المسيحية التي كانت تؤمن بالمثلث العقائدي الابن والرب وروح القدس وهذه الأمة كانت في ضياع وكنا نحن العرب في تلك الفترة بأحسن حالاتنا وتلك القرون خير شاهد على حالتنا من حضارة وأهل قوة وانتشر ديننا الإسلامي ليصل اسبانيا ويحاصر رجاله فرنسا على الرغم من إن بعض الانتكاسات من الإحكام الفئوية طغت على تلك الفترة وعلى الرغم من ذلك كنا موجودين وأوربا غارقة في الجهل والظلم والاستبداد وإنهم امة ضائعة لكون من يتولى أمرهم ماكان يسمى بالبابا والإمبراطور والسلطان كلهم يتجهون إلى مصلحة واحدة فالبابا لايعطي أمرا إلا ومعه مشورة من الامبراطور وانكشفت الأكذوبة وفاق الناس من غفلتهم وبدأ النضال برجل وانتهى بمئات بل الإلف ومن أرد إن يعرف الحقيقة بشكلها التفصيلي فليقرأ حياة تلك الأمة في القرون المشار إليها ويعلم بوضوح وصول عدد الضحايا من اجل الحرية إلى مايفوق التصور بل اتخذت الكنيسة مسالة غريبة وهي التفتيش بين الناس عن معتقداتهم الدينية وإذا كان هناك ثمة واش أو عداء شخصي لشخص فان من أسهل ماعليه القيام به هو إرشاد تلك اللجان إلى هذا الكافر حسب ما يزعمون ويدعون ومن بعد ذلك يذي قون مخالفيهم والأبرياء منهم أشد أنواع العذاب ولكون هذه الأمة قد أعطت دماء كثيرة لغرض إن تنال حريتها وبرز فيها أناس عظماء مازالوا موجودين مثل ارسطوا وسقراط وغيرهم كثيرون وأفكارهم مازالت قائمة وتدرس وعلى الرغم إن قسما من أفكارهم أثبتت السنوات المتعاقب عليها بان فيها شيء من اللبس وعدم الرؤية الكاملة للموضوع ال ذين كانوا يستندون إليه وهذه أوربا يا أيها الناس كنا معهم وبجوارهم ولكنهم سبقونا إلى الفضاء والى العلم والتقنية العلمية والمباحث الإنسانية والرفاه المجتمعي ونحن اليوم كأمة إسلامية متفككين ضعفاء الخلاف يدب بيننا حتى على حرف النون وإما الكلمة الكاملة التي لها اشتقاقاتها أخرى فنحن إمامها نقف عاجزين هذا يكفر وذلك يدعي بان تلك الجهة من الصنف الفلاني زندقة وذلك يعد الآخرين بأنهم إرهابيين ولاداعي للخوض في تفاصيل هذه الأمور والكل يعلم إننا وصلنا إلى أين فأوربا التي وصلت إلى القمر والأقمار الصناعية وجعلت العالم قرية صغيرة تستطيع رؤية إي دابة في الأرض من خلال علمها ونحن اليوم كأمة كاملة نبتغي الحرية والديمقراطية ويقتل بعضنا بعض على ما يسمى بحرية الفكر والرأي والرأي الأخر ولكن حقيقة جلية من أن أغلبيتنا ليس له لاحرية فكر ولا حرية رأي ودليلنا في ذلك لما وصلنا إليه لو تطرح سؤالا ما هو موقفنا من الصناعة؟ لكانت الإجابة أننا أمة مستهلكة ولا نتقن الكثير من الصناعات أو أقلها فائدة لأننا لن نستطيع صناعة إي شيء بل إننا امة مستهلكة ابسط أشيائنا إنا نستوردها من الصين إذا أردنا انخفاضا بالأسعار وآلتنا الحربية نستوردها من روسيا القيصرية أو نسقط في شباك أمريكا وأوربا وهي الابن المدلل بين الاثنين وهم كالأخر بدئوا كالإخطبوط يبحثون عن الرقي وهم امة راقية ونحن ضعفاء بل اقل من ذلك بل إن قسما من هذه الأمم المشار إليها كانوا يحتقرون أغلبية العرب في زمن مضى ليس ببعيد ونحن خير أمة خرجت للناس أجمعين نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فلماذا نحن هنا؟ وهل نبقى كذلك ؟هل يوجد ضعف في خارجنا!؟ وفقر وجهل في داخلن !الم ندرك الحقيقة ؟ ومتى ندركها ؟ ونحن اليوم نقول ومنابرنا الدينية ممتلئة لا عن شيء بل عن التكفير والقتل والتشنج والتراجع الكل يبكي على ضغينته والكل يريد إن يبقى في مكانه يريد إن يحافظ على طبقته ومكتسباته إلا الشيء اليسير من هؤلاء وهم قلة ونحن اغرب شعب في العالم نقتل عظمائنا ومفكرينا ونبكي عليهم ولنا في التاريخ شواهد فلماذا لانفوق من نومنا وسباتنا الفكري! لماذا لانعرف انفسنا! ونحن حملة القرآن ونبينا خاتم الأنبياء والمرسلين لماذا هذا التقهقر النفسي والاجتماعي في بنيتنا الفكرية لماذا حب الأنا طاغ والكمال وكأننا ملائكة وأفعالنا لاتمت للملائكة بصلة وقبل أن نريد أن نلتحق بركب الأمم الأوربية علينا إن نعي حقيقة أمرنا إننا لانعيش في القرن الواحد والعشرين كتجربة وعلم وتطور ولكننا نعيش بأفعال وممارسات قبل القرن السادس عشر والقرن السابع عشرللأنسان الأوربي متى ما أدركنا أفعالنا من خزيننا العقلي ورأينا أين نقف اليوم وأي زمان نعيش فإننا نستطيع إن نجبر التاريخ وهناك جبرت للتأريخ ومفادها إن الإنسان يستطيع أن يقفز لسنوات طويلة في الجبره التاريخية وخير دليل على ذلك يثرب عندما وطأت قدم نبينا عليها كانت افقر بلاد العالم وكانت شديدة الفقر وبعد سنوات عديدة بدأت يثرب تكون مركزا تجاريا وبدأت تساوي بل تنافس حتى مكة ذات البعد التاريخي والتجارة المعروفة بين الأمم ونبينا على فترة ثلاث وعشرون سنة اخرج الناس من الظلمات إلى النور لكونه استلهم وحيا من السماء لان الناس كانوا محتاجين للاستلهام الرباني وهذه الفترة فترة قليلة ولكنهم بنو امة وغيروا فكرا وجعل للعرب مكانة موجودة بين الأمم فهل لو استيقظ مثقفنا الذي يسطر الكلمات وكأنه شاعر ملهم وهو جميل المظهر والكلام وجوفه فارغ أم ذلك الذي يضع العمامة السوداء أو البيضاء أو يصارح نفسه ولو مرة لكون البلاء يأتي من هؤلاء بل إن قسما منهم مؤمنون حقا أن كانوا رجال دين أو مثقفين ولكنهم اقل من القليل وأصواتهم لاتكاد أن تسمع مع ازدحام الضجة الكلامية التي هي نوع من اللغط والشرك والحاد والعزة لله ولا اله إلا الله محمد رسول الله وحسبي الله ونعم الوكيل. .
[email protected]